السلوك الأرضوي!!
    الخميس 2 ديسمبر / كانون الأول 2021 - 07:48
    د. صادق السامرائي
    الأرضوي من الأُرضة , تلك الدابة التي تنخر قلب الأشجار , حتى تتهاوى أمام أضعف هبة ريح , فالأشجار التي تبدو عامرة تحفر قلبها الأرضة , فتخر خاوية على عروشها.
    ويمكن مقارنة أية أمة بالشجرة التي تأكلها الأرضة.
    وأرضة الأمم  أنواع كثيرة من العاهات والسلوكيات السلبية المتصلة المتراكمة , التي تنهكها وتسقطها , بعد أن تدمر مواطن قوتها , وتعزز أسباب ضعفها وهوانها.
    وفي كل أمة ما يدفع بها إلى الهلاك.
    والأمم القوية تتوقى وتعالج فورا آفات الإضعاف والإنهاك , وبهذا الأسلوب تبقى وتتنامى قدراتها , وإن غفلت عن فعل الآفات فأنها ستُلقى في ميادين الوعيد السعّار؟
    فالإرادة الكونية , تحتم إنطلاق المتناقضات سوية , فأية قوة ناهضة تنطلق مع بداياتها قوة تجرها إلى حيث بدأت , كمتسلق الجبل كلما صعد لأعلى إزدادت صعوبة مسيره , وتكالبت عليه قوى تدفعه إلى الوراء أو تسعى لدحرجته.
    كما أن جذب التراب لما فوقه يستوجب قوة متفوقة عليه لكي يرتفع الكائن ويطير.
    وفي واقع كل أمة آفات , فالموت الحقيقي يتأتى من عمق الذات وجوهرها , ولا يمكنه أن يأتي من الخارج فقط.
    فالأشجار النامية المتينة السيقان تتحدى قوة الرياح , ولا تسقط إلا إذا تزعزعت جذورها وإرتخت تربتها.
    وعليه فأن الأمم الحية عليها أن تنمي عوامل إقتدارها , وتقلل من عناصر ضعفها وهزالها.
    وهذا يتأتى من إدراك أن الحياة جريان , وأمواجها تصنع تيارا , ولا يجوز لأمة أن تضع العثرات في مجرى وجودها.
    فهل أدرك الإنسان الحيران قيمة الوقاية من الآفات والنيران؟!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media