الدولة والبطل!!
    الخميس 23 ديسمبر / كانون الأول 2021 - 08:43
    د. صادق السامرائي
    بناء الدولة يكون بقائد بطل , يصوغ سبيكة الوجود الوطني في وعاء الدولة المتين , الذي يكون غطاءه الوطن , فيتحقق التفاعل فيه وتُنسج الإرادات وتنطبخ لتكون معبّرةُ عن جوهر الإنسان , وتطلعات الجماهير المعبأة بالطاقات والقدرات الواعدة.
    دول الدنيا بنتها إرادات إنسانية متواشجة متماسكة متشابكة , معتصمة بوعي وطني فولاذي , تأبى أن تتجاوز معطياته العزيزة القديرة.
    والإرادات الإنسانية لا بد لها من قائد يؤججها ويخلّقها , ويؤهلها للإنطلاق الإيجابي في مرابع الوجود الوطني المِقدام.
    وكل مجتمع يلد قائده , فالطاقة النفسية المتولدة في أعماق البشر تتآلف وتتكاثف لتصنع مَن يمثلها , وستجود مفردات المكان وعناصر الزمان بالظروف المواتية لتأمين الولادة الوطنية القيادية الأصيلة.
    وهذا يعني أن المجتمعات مهما مرّت بصعوبات وإنتكاسات ,  فأنها ستستجمع قوتها , وتزاوجها بما يلوح في آفاق خيالها من رؤى وتصورات إنسانية , تسعى لتأكيدها وتثويرها وبناء صرح طموحاتها بواسطتها.
    ومجتمعاتنا العربية لا تختلف عن غيرها , فكلما إشتدت عليها الويلات والتداعيات , فأن طاقاتها النفسية ستتكاثف وتتفاعل , وستصنع قادتها الأبطال المقتدرين المتوافقين مع إرادات الزمان والمكان , وبهم ستتقوى وتتوثب نحو ما تكنزه في جوهرها الحضاري الثري المبين.
    ووفقا لذلك , فالتفاؤل ديدن الأجيال , وطاقتها الدافعة نحو مستقبل أفضل , فيتوجب عليها الإيمان بأنها ستكون ولن تهون , وما تمر به من ضرورات شحنها وشدها بقوة نحو أهدافها السامية , وتطلعاتها العزيزة الباهية.
    وعلى النخب أن تستقي من معين الإقتدار والثقة العالية بالأمة , وتتواصل في شحذ الإرادات بالمعاني الإيجابية , والتفاعلات الإعتصامية بحبل الوجود الإنساني الحضاري السامق.
    ترى متى سيحين أوان قدوم القائد الذي سيستنهضنا من رقدة العدم؟
    أظن موعد ظهوره بات قريبا , لأن معطيات التداعيات والأزمات قد بلغت ذروتها , التي ستصنع القائد المقتدر العزوم.
    فالتأريخ يصنعه الأفراد المؤهلون روحيا ونفسيا وفكريا , ولن تصنعه الجماهير مهما توهمنا , فالأفراد قادة الميادين ومَن فيها من التابعين!!
    ومبروك للقائد الموعود!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media