الطبقة الوسطى جوهرة المجتمع والدولة
    الخميس 18 فبراير / شباط 2021 - 06:59
    د. أسامة حيدر
    هنالك ثلاث طبقات في كل مجتمع , تشكل البناء الطبقي , بغض النظر عن صراعاتها السياسية والعقائدية والمفتعلة ايديولوجيا 
    طبقة الدخل المحدود : تعمل كل شئ من اجل اي شئ 
    الطبقة العليا : تعمل اي شئ لتحافظ على كل شئ 
    والطبقة الوسطى : فقدت كل شئ من اجل لاشئ .
     فإذا كانت أخلاق الطبقة العليا هي أخلاق الثراء, وأخلاق طبقة الدخل المحدود , هي البقاء فإن أخلاق الطبقة الوسطى , هي الأمن والاستقرار. كحاجز يمنع التناقض الاجتماعي , بين الأغنياء والفقراء لصالح التجانس الاجتماعي والتوازن الطبقي . فلو علمنا حجم المخاطر , ونموها بالضد من حركة المجتمع المتحضر, ومدى التهديد المباشر الذي يصيب عمق الطبقة الوسطى ,الحاضنة الطبيعية للدستور وللديمقراطية , لارتباط بقائها وديمومتها بهما  وهي صاحبة المصلحة بذلك.
     فوارق مؤشراتها  تبرز: 
     اولا: التعليم : نسبة الامية في طبقة الدخل المحدود حوالي 62 بالمائة .
    الطبقة الوسطى 18 بالمائة بينما نسبة الامية في الطبقة العليا 10 بالمائة. 
    نسبة الانجاب 5 بالمائة في الطبقة الوسطى, 3بالمائة للطبقة العليا .
    ثانيا: طبقة الدخل المحدود: الانجاب بلا ضوابط…. لعلاقته المباشرة بالوعي الاسري والتعليم فزيادة الانجاب غير موثقة عدديا  
    ثالثا: الدخل :
    من الواضح بروز اورام غريبة , هي الحواسم والاطراف المتعددة , التي غيرت موازين قياس دخل طبقة الدخل المحدود , وطبقات هامشية من سراق المال العام , مازالت تهدد المجتمع ومؤسسات الدولة , في ظل الدولة الفاشلة والرقابة المالية وفقدان الهوية الوطنية 
    وحين نتأمل اليوم حال الدول المتفوقة اقتصاديا – والمستقرة سياسيا – نجدها تتمتع بطبقة وسطى كبيرة (بحيث تقل فيها نسبة الفقراء والأثرياء إلى أدنى حد ممكن) .. وفي المقابل تعانى الدول المتخلفة – وغير المستقرة – من تضخم طبقة الفقراء مقابل احتكار فئة قليلة لمعظم ثروات البلاد . بينما في الدول المتحضرة والديمقراطية , تشكل فيها الطبقة الوسطى أكثر من 60% من مجمل الشعب (وهو مالا يترك سوى نسبة بسيطة تتقاسمها الطبقة الفقيرة والثرية) فكما برزت تيارات الاسلام السياسي , وقناصي المرحلة بمختلف توجهاتهم في عراق اليوم,الذي عانى من تخلف جميع معاير بناء المجتمع والدولة , والذي احدث الاختلا ل الاكبر في الموازين السياسية والثقافية , والاجتماعية والاقتصادية , اضافة لشيوع فكرة , المظلوم البطل , التي زادت من اختلال المفاهيم والقيم , بين عموم طبقات المجتمع, فتسلط اسوؤها وبرز غُرباؤها . 
    الاستنتاجات : المجتمع بلا نظام ديمقراطي, احادي المورد, لا يعرف اين تذهب ثروات بلاده ومن يتقاسمها في مجتمع متشظي , خائف بائس ومضطهد يرى ماله يسرق وهو المتفجر. وعندما يتمحور الفرد , حول طائفته الدينية او الحزبية , وتزداد الثقافة الولائية بالمجتمع, ويتعدد المقدس ويُحتكر التاويل , ويتعمق الجهل ويُختزل الوعي, والفهم المعرفي .
     فاعلم ان هنالك خلل في بنية المجتمع , وضمور احدى اهم الطبقات الاجتماعية , الفاعلة الواعية والمبدعة وهي الطبقة الوسطى , ذو الدخل المتوسط طبقة الوعي الوطني. طبقة المثقفين والفنانين , والاطباء , والمهندسين , والمحاسبين , و اساتذة الجامعات والمدارس والتجار والصناعين , والزراعين , واصحاب المهن الخاصة.واخيرا طبقة النخب المجتمعية، في داخل وخارج الوطن، فالمجتمع بحاجة الى ثورة شاملة , لاينهض بها الا من يملك مشروعا , في اعادة بناء الانسان العراقي . نُخبا وطبقات فعالة , قادرة على الديمومة بنزاهة وحس وطني خالص.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media