موطني...موطني!!
    الأربعاء 3 مارس / أذار 2021 - 06:49
    د. صادق السامرائي
    نشيدنا الصباحي في المدرسة الإبتدائية للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان الذي كتبه سنة (1934). ومنه:
    "هل أراك...هل أراك
    سالما منعما وغانما مكرما؟
    هل أراك...في علاك
    تبلغ السماك...تبلغ السماك؟
    موطني...موطني...موطني...موطني
    .............."
    أمضيتُ المدرسة الإبتدائية لستة سنوات , على أنغام هذا النشيد الذي كانت ترتج له أركان المدرسة كل صباح , وبعده نذهب إلى صفوفنا.
    أعود إليه بعد عقود داميات , وأتساءل عن موطني , وأبحث عنه , ولا أجده في نشيد أو نص مكتوب , فقد داسته سنابك الويلات والتداعيات وطمرته المسميات , التي نشرها في ربوع وعينا القرن الحادي والعشرين , وهي مناهضة للوطن والمواطنة والحياة.
    فما رأينا وطننا سالما منعما ولا غانما ولا مكرما , بل متوجعا تابعا مهضوما مظلوما , وما سلم من أسباب الوجيع والخطايا والآثام.
    وطن ما بلغ عاليا , ولا وصل إلى آفاق عصره , وإندحر في الظلمات , وناهض مشاعل النور , فعطل العقول , وألهب النفوس بالمؤجّجات المدنَّسَة بالأضاليل والبهتان.
    موطني , هل أراك , وكأنه كان سؤال يأس وفقدان رجاء , فمنذ إنطلاق النشيد , ولا يزال السؤال يتردد وبقسوة "هل أراك"؟؟!!
    نعم يا موطني "هل أراك"؟!!
    وقد يكون الجواب العاصف بأرجائه "لن أراك"!!
    وتلك محنة "هل" و "لن" في أمةٍ منصوبة والفاعل بها مجهول!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media