العراق في قلب العالم.. هل سيتغير حاله؟
    الجمعة 5 مارس / أذار 2021 - 14:44
    علي آل غراش
    كاتب واعلامي
    زيارة البابا فرانسيس إلى العراق تاريخية وفرصة للعالم وليس فقط للعراق ودول المنطقة لنشر ثقافة التسامح والسلام والمحبة والأخوة الإنسانية.
    انها زيارة لتأكيد انتصار ونجاح العراق بالمحافظة على  التنوع والتعددية رغم ما شهده من عقود من عدم الاستقرار والحروب واستهداف التنوع العراقي الديني والمذهبي والعرقي والقبلي عبر الأنظمة التي حكمت بالقمع والاستبداد والدم، وكذلك الحركات الإرهابية التكفيرية الدموية مثل داعش.

    إنها زيارة شكر وتقدير لدور الوالد وصمام الأمان والاستقرار للتنوع والتعددية الدينية والعرقية داخل العراق وهو المرجع الديني سماحة آية الله السيد علي السيستاني وللمرجعية الواعية الحكيمة.. التي تحمل منهج أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد البلاغة والحكمة والحاكم العادل، الإمام علي ابن أبي طالب -عليه السلام-. وزيارة مدينة النجف الاشرف، لتسجيل زيارة للتبرك والتزود من روحانية وفكر وعلم الإمام علي -عليه السلام-، الذي قال: "الناس صنفان: اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". في تلك الزيارة التاريخية أكثر من رسالة وأشارة لأهمية هذا الإنسان العظيم الإمام علي -عليه السلام- على البشرية.
    زيارة لينتبه أهل المنطقة العرب من غفلتهم الفكرية والعقلية والروحية، والاستيقاظ من نومتهم الطويلة .. للاستفادة من أفكار وعلوم وكرامات الإمام علي -عليه السلام- فهو مخرج لكل مصيبة، ولديه الحلول للمشاكل للبشرية وليس فقط لأهل الإسلام.
     لقد خسر المسلمون كثيرا بابتعادهم عن مدرسة الإمام علي -عليه السلام- الذي هو معجزة الرسول الأعظم سيدنا خاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأكرم محمد (ص)؛ باب علمه ومحل ثقته ووصيه ونائبه وخليفته أمير المؤمنين في كل العصور، وهو ربيب النبي الكريم وحبيبه وزوج ابنته ووالد أحفاده كافة، بل نفسه كما جاء في آية المباهلة قال تعالى: {فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَ نِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}. ووصيه إذ قال النبي (ص): " «يا علي أنت مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» " وفي رواية: « ألا ترضی أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسی الا أنه لا نبوة بعدي » فالرسول الأعظم يشير إلى منزلة الإمام علي عليه السلام.
    هل سيقوم العرب والمسلمون بشكل خاص بعد  هذه الزيارة التاريخية من قبل البابا لزيارة الإمام علي -عليه السلام- بفتح الطريق للانفتاح والتعرف على فكر وعلم الإمام علي -عليه السلام- ونشره وترسيخه؟.

    كما أن زيارة البابا فرانسيس تشير إلى أهمية دور المرجعية الدينية في نشر ثقافة المودة والمحبة الإنسانية والسلام والخير في العالم، وهذا الزيارة في هذا الوقت حيث القطيعة والخلافات والإرهاب والحروب القتل والدمار، تأكيد من قبل العالم بأن للمرجعية دور لنشر ثقافة المحبة والتسامح والاعتدال في العالم وحل أزمات العالم وليس فقط العراق.

    هل تدرك المرجعية دورها العالمي، وهل سيشهد العالم دور لها أكثر فعالية في ظل ما تملكه من قوة عالمية مؤثرة؟.
       
    زيارة البابا تؤكد أن العراق يحمل مكانة عظيمة في قلب كل الأحرار والشرفاء في العالم، لانه شعب يتغذى على فكر مدرسة الإمام علي وأهل بيته -عليهم السلام- مدرسة تؤمن بالعدالة والكرامة والحرية والتعددية والسلام لجميع البشر. ورفض اي مجرم أو مفسد يخالف منهج إمام صوت وروح العدالة الإنسانية الإمام -عليه السلام-.

     انها زيارة تقدير للعراق بلد السلام والإيمان رغم انه مستهدف من أعداء الإنسانية أعداء شعب العراق كي لا ينجح ببناء دولة ناجحة تنعم بالأمن والاستقرار تكون نموذجا للدولة العربية.. نأمل التوفيق والنجاح للشعب العراقي العزيز للانتصار على أعدائه المفسدين والمجرمين والتكفيريين والقتلة.

    كل الحب والتقدير لشعب العراق لاستغلال هذه الفرصة لتجاوز كل التحديات والخلافات لبناء عراق قوي حضاري، فالتغيير إلى حال أفضل بيد أهل العراق الشرفاء الأبطال من يحملون ويتبعون الفكر والمنهج الأصيل لروح وصوت العدالة البشرية الحاكم العادل أمير المؤمنين الإمام علي -عليه السلام-.


    علي آل غراش 

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media