من ارزخونية الى لصوص
    الجمعة 5 مارس / أذار 2021 - 15:15
    د. أسامة حيدر
    من عرقجينات الارزخونجية الى العقارات،
    ومن عزلة الناسك الى صاحب مكتب اقتصادي.
    ومن خطاب تقديس التاريخ الى ممارسة عشق المال والابهة والثراء،
    ليست عملية سهلة رغم أن بذور هذا التحول والذات الممسوخة في أعماقهم
    في انتظار سباق  خيول الريسز وصالات القمار،
    ولا يستيقظ الانسان النظيف في الصباح.
     لكي يجد نفسه قرصاناً أو لصاً، فجأة، أو نصّاباً،
    لأن تغيير عادة خارجية كالتدخين مثلاً تحتاج الى شهور وسنوات،
    فكيف ينقلب كيان الانسان فجأة لو لم تكن بذور االدونية كامنة فيه؟
    صناعة مأجور لا تقل كفاءة وعلماً وصناعةً عن صناعة مثل,
    القنادر والتوكتوك وعربات الدفع والچنابر والمكانس.

    هناك مختبرات ومراكز أبحاث متخصصة في اعادة تصنيع هؤلاء من 
    الشكلية، من الاستعراض الكاذب ،
    الى الدور الحقيقي المخفي،
    بالاستناد الى معلومات مجهرية وسجلات التاريخ الشخصي،
    بالطريقة نفسها التي يتم فيها اختيار وتصنيع سلعة،
    كما هو الأمر في صناعة الدمى وترك هامش مناورة لهؤلاء 
    أمام الناس من أجل الهيبة. يبدئون بنماذج ثم الى شخوص حقيقية.

    كيف انقلبت صور قادة وزعماء أحزاب في العراق بسرعة قياسية؟
    هناك تصور شعبي ونخبوي لدى البعض .
    على ان الولايات المتحدة الامريكية,
    عندما تستطيع التدخل لبناء نظام جديد,
    لا يتقاطع مع المصالح الامريكية،
    فإن أساس الاختيار سيقوم على النزاهة والسمو الاخلاقي والتاريخ الوطني،
    والكفاءة،
    كما لو انها تختار هؤلاء من حلقات الدراويش الارزخونية  والصوفيين ورهبان الجبال المنعزلين،وشخوص منابر تبكي مع الباكين كذبا.
    كما يتم الامر في مضيف أو في محراب أو مؤسسة فلسفية،
    لذلك تُنشر، هذه الايام، صوراً لهذا الوزير او ذاك عن الليالي الحمراء وحفلات الرقص،
    أو اخبار الفساد وسرقة المال العام والعقارات المهربة الى الخارج،

    لا حاجة بعد اليوم لكي نستغرب  بصور مسؤولين أو وزراء يرقصون عراة أو في اللباس الداخلي،
    في بيوت الكاولية أو في بيوت سرية،او بيوت المساجات المحصنه .
    ولن تنزعج الولايات المتحدة الامريكية من ان هذا المسؤول أو ذاك انفق ثلاثة أو اربعة ملايين دولار في القمار في دبي،او في مكانات الخمار والقمار.
    أو ضبطه متلبسا يرقص مع راقصة شبه عارية،وهو عاري من كل اخلاق الدروشة.
    أو قام بغسل أموال مسروقة من المال العام،
    لأنه ان لم يفعل ذلك، فسيتم دفعه للرقص والسرقة بل حتى الغناء والعزف على الغيتار،
    حتى لو كان من سلالة صوفيين ورهبان،ومن اصول شجرة التين والزيتون المقدسة.
    لأن المال المغسول والمشطوف , هو ثمن بسيط للمال الأكبر والثروات الوطنية المسروقة
     خارج وداخل الأرض.
    اذا لم يرقص هو أو تسرق هي ،
    فكيف سنقضي الحياة بلا داعش؟
    بلا  ارهاب؟
    كيف نستأنس؟
    من يُقتل ما تبقى من عناصر وطنية وتلُقى المسؤولية على طرف ثالث أومجهول؟
    وتتشكل لجان لدفن المقتول واختفاء الدفان.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media