ماذا لو لم تخلق الانتخابات القادمة عراقنا الذي نطمح اليه ...؟؟ !
    الأثنين 8 مارس / أذار 2021 - 06:21
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    كما في كل الانتخابات السابقة سيئة الصيت ، يسود الان نوع من تفاؤل حذر ومتردد بين العراقيين ، يقابل ذلك انتظار متلهف من قبل احزاب دينية وعلمانية ، بامل اطلاقها مزايداتها الخائبة من جديد لتدمير البقية الباقية من كرامة الانسان العراقي وزيادة في التمدد الايراني في مصيرالعراق والابقاء على الهيمنة عليه . 
    فباستثناء التيار الصدري، وقد ادعى "الزاملي" أنهم سيفوزون بالاكثرية المطلقة في الانتخابات القادمة، نسمع احيانا تهامس البعض من المنتمين لتلك الاحزاب الايرانية – العراقية وهم يطلقون اصواتا خافتة تجعل العراقيين يشعرون بالغثيان بعد تجربة التدمير المريرة التي يعيشونها تحت هيمنة تلك الاحزاب الايرانية التي لا تزال تمارس القتل والاغتيالات ضد شعبنا العراقي للابقاء على وجودها القسري في العراق والتحكم فيه لصالح ايران. 
    فالامال العراقية متلهفة للانتخابات القادمة بأمل أن تكون الفيصل بين عراق وطني حقيقي جديد ، تندحر فيه خيانات تلك الحكومات التي اساءت بشكل كبير لعراقنا وشعبنا . حيث لم تبرهن تلك الحكومات الخائبة التي ساد تحت عبائتها فسادا اسقط كل كرامة يستحقونها في عالم الانسانية والوطنيات.  حبث يكفيها خزيا مجاهرتها في عمالتها لايران ومنح ايران وجودا اكثر من رسمي لاستغلال واردات العراق وجعله مطية لايران. فلسوء الحظ، ان ايران لا تزال تعيش أحقادها العمياء ضد عراقنا من خلال وسائل التخريب والهدم التي تمارسها ضد شعبنا وتعاملها بحقد على العراق وتصرفها وكأنها تعتقد أن الحرب العراقية – الايرانية لا تزال قائمة الى يومنا هذا!! فايران لا تزال تنتهج نهجا عدوانيا انتج مشاكل كبرى لزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال استخدامها ميليشياتها لاستفزاز شعبنا وترويفه من خلال اطلاق الصواريخ على السفارة الامريكية وتأزيم استقرار الحياة العراقية . كذلك اغتيلاتها التي مارستها ضد الجماهير العراقية وقتلها لاكثر من 500 وطني عراقي ، خرجوا يطالبون بحقوقهم!! 
    والسؤال الجارح هنا: ألا يكفينا خزيا كعراقيين، أن وطننا العراقي الغالي لم يعد ملكا للعراقيين ؟ وأن رؤساء الحكومات المتوالية منذ 2003، كانوا مجرد عملاء يأتمرون باوامر القيادات الايرانية ؟ ألا يكفينا عارا كعراقيين ، أن تلك الحكومات العراقية "المنتخبة" ، قد عبثت بسمعة وشرف عراقنا دينيا وسياسيا واقتصاديا واخلاقيا بولاءاتها المطلقة لايران وولا تزال تسمح لاستيلاء ايران على المصير العراقي وعبثهم به كأي عدو لهم ؟  وهل لا يزال في عراقنا المغتصب، وبعد الهيمنة الايرانية ، ما يجعلنا نعتقد ان ديننا الحنيف او الشرف العراقي لا يزال مصانا تحت نفوذ هذه الميليشيات المجرمة بينما تمارس هيمنتها على المنافذ العراقية الايرانية وتستولي على الواردات والبضائع بلا خوف من الله تعالى ولا من أي حكومة؟ ألم يصبح في هذا الزمن الوضيع ، ان العراقي يتمنى ترك وطنه والهجرة منه بسبب ان حياة العراقي اصبحت مهددة من نواحي كثيرة ؟؟ !! 
    لقد مارست ايران ولا تزال تمارس عمليات التخريب المنظم من اجل قتل القيم العراقية في ذات العراقي فكانت النتيجة ، أن ما كان العراقي يمتلكه من بقية من كرامة وكبرياء ، قد انتفت بشكل كبير بما أرادت له ايران ونجحت به. فايران تؤمن وتلتزم بالنظرية "الميكافيلية" ، من أن الغاية تبرر الوسيلة" ! لذلك وجدنا وباوامرالسلطات الايرانية نفسها ، وتحت واجهات زيارة "الأئمة" الاطهار، لا يزال الغزو الايراني لعراقنا مستمرا، لتتم هيمنتهم على جميع الصفقات التي تمنحهم مواردا كبرى على حساب شعبنا الجائع العاري !! 
    كما وان من بين اهم ما تمارسه ايران ضد شعبنا العراقي، انها لا تزال تتعامل بنوع من شعور بتفوق "نفسي" ضده. حيث سمحت لنفسها ان تغرق العراق بالمخدرات والشهوات الضالة. فلو كانت هذه القيادات العراقية – الايرانية ، تحمل ذرة من خوف من الله تعالى أو ولاء أ والعدل من اجل عراقنا ، لم نكن لنجد أن مسؤولي الحكومات العراقية "المنتخبة" يخفون رؤوسها في الرمال كما تفعل النعامات!!   
    السؤال الكبير هنا ، هل سيبقى العراقيون يعيشون في رعب ارهاب يمزق اراداتهم ويطيح بكبريائهم بينما تستمر ايران وميليشياتها بالعبث في وطننا ؟ وحتى متى يبقى عراقنا هكذا تحت الاستعمار الايراني بسبب مجموعات ارهابية تفرض وجودها نتيجة لضعف الحكومات من جهة وتماهي الحكومات مع الارهاب نفسه؟ أم ان على عراقنا ان ينتفض لكرامته ومهمته السامية في ان يسود الاسلام دين الله الحنيف والسلام في ربوع عراق ممزق ومتخم بالويلات؟ وهل ستشيع القيم الاخلاقية النبيلة ونشر الفضيلة بين العراقيين من جديد من اجل عراق كان في يوم ما ملكا للدنيا والحضارة الانسانية ؟ وهل نستطيع كعراقيين التخلص من نير العبودية لايران وغير ايران ونعيش بسلام ومحبة ، على الاقل من اجل مرضات الله تعالى؟
    أسئلة كثيرة تعتمل في قلوب الاحرار العراقيين . فهل يصلح الاحرار ما افسدته ايران وغير ايران ، فنستطيع حين ذاك وصف انفسنا بحق، اننا لا نقبل الضيم من احد؟

    حماك الله يا عراقنا السامق...
    March, 7, 2021
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media