صدور كتاب: الكون الإله للدكتور جواد بشارة
    السبت 1 مايو / أيار 2021 - 11:36
    [[article_title_text]]
    صدر عن دار ميزر في مالمو – السويد، كتاب الدكتور جواد بشارة (الكون الإله أو الحقيقة الكونية وألغاز الكون العصية)، الذي يبحث فيه بطريقة سلسة وممتعة عن أسرار الكون المرئي وغير المرئي، ويتطرق إلى الأساطير التي تتعلق بنشأة الكون ويشرح بصورة مستفيضة المفاهيم والنظريات العلمية بهذا الصدد، ابتداء من طروحات السومريين والإغريق، مروراً بعلماء عصر النهضة الأوربية وانتهاء بعلماء القرن الحالي. سيتعرف القاريء خلال 850 صفحة من القطع الكبير، التي يضمها الكتاب، على كل ما هو مثير وغامض في هذا الكون، في أصغر مكوناته وأكبرها حجماً. وسوية مع المؤلف يسبر القاريء أغوار الكون الفسيح، حيث الثقوب السوداء، المادة المظلمة، المادة المضادة، الكتلة السالبة، الزمكان، الموجات الثقالية، الفرادات، اللانهائيات والأكوان المتعددة. كما سيطلع القاريء على آخر ما توصل إليه العلماء من نظريات وأفكار بشأن مستقبل الكون، الأمر الذي يشعر معه المتابع بالدهشة، الغرابة، وفي بعض الأحيان، بصعوبة تصور ذلك!
     
    خلاصة أطروحة الدكتور جواد بشارة، بعد البحث والتقصي على مدى ربع قرن، هو أننا لا شيء في هذا الوجود، لا الأرض لها قيمة وتأثير ولا النظام الشمسي الذي يحتويها ولا المجرة التي تأوي نظامنا الشمسي وهي درب التبانة هي الحدود القصوى للعالم، بل ولا حتى كوننا المرئي المتخم بالأسرار والألغاز. الجسيمات الأولية للوجود الكلي المطلق، لانهائية العدد وتمتلك طاقة لانهائية وهي بمثابة أكوان متعددة، ككوننا المرئي ومحتوياته، وهي تشكل بنية وهيكيلية الكون المطلق الحي العاقل الصمد، السرمدي، الأبدي الأزلي، اللامحدود واللانهائي، والذي لا يوجد وجود آخر غيره، لا يخلق شيئاً، ولم يخلقه أحد، وكل ما موجود في هذا الوجود إن هو إلا جزء منه ومن مكوناته فهو الموجود بذاته ولذاته. إنه كتاب جاء ثمرة بحث معمق لمقاربة الواقع وماهيته ومحاولة لاختراق جوهر الأشياء والتساؤل حول التحولات التي حدثت في الطبيعة كما قدمها العلم على مر العصور. فمنذ مقدمة الكتاب طرح الباحث بعض التساؤلات الوجودية العصية على الإجابة مثل: ما أصل الكون؟ ما هو الزمان؟ ما أصل الحياة؟ ما معنى الحياة؟ ما هو الوعي؟ ما هو الخير وما هو الشر؟ ماذا يوجد بعد الموت؟ ماذا كان يوجد قبل الانفجار العظيم؟  مماذا تتكون المادة؟ ماذا يوجد داخل التقب الأسود؟ هل هناك وجود لحياة في منطقة ما في هذا الكون؟ هل هناك وجود لأكوان اخرى؟١- لماذا نرى الزمن يتحرك باتجاه واحد وماهو الزمن وماهي ماهيته الحقيقية؟ وقد شغل حيزاً كبيراً من محتويات الكتاب ٢- أين ذهبت كل المادة المضادة وهل هناك أكوان موزاية مكونة من المادة المضادة؟ ٣- ما هي المادة والطاقة المظلمة أو السوداء أو المعتمة؟ ٤- هل هناك أبعاد أخرى في الكون المرئي؟ ٥- ما هو الوعي؟ ٦- ماذا يحدث داخل الثقب الأسود؟ ٧- أين ستتوقف غرابة ميكانيكا الكموم الكوانتوم؟ ٨- ماذا حدث قبل الانفجار العظيم؟ فما هي المادة والطاقة، وماهو الفضاء والمكان والزمن؟ وهل نسيج الزمكان هو نسيج بالفعل؟ هل كان هناك مكان وقع فيه حدث الانفجار العظيم؟ وهل كانت هناك حقبة زمنية سبقت وقوع حدث الانفجار العظيم؟ وفي أي حيز مكاني حدث التضخم الكوني المفاجئ والدائم، وهل هو محدود أم لانهائي؟ هل الزمن مكون حقيقي من مكونات الكون المرئي أم هو منبثق جراء عملية تفاعل كونية أو مجرد وهم؟ وهل المكان مكون حقيقي من مكونات الكون المرئي أم متولد ومنبثق من عملية تفاعل كونية عرفت باسم الانفجار العظيم أي مجرد وهم هو أيضاً؟ ولماذا لا يكون حدث الانفجار العظيم البغ بانغ مجرد وهم مختلق من قبل العلماء؟ اكتشف البشر عن طريق علمائهم الأفذاذ أن الكون المرئي تقوده أربع قوى جوهرية هي الكهرومغناطيسية والقوة النووية الشديدة أو القوية، والقوة النووية الضعيفة، والثقال أو الجاذبية. ولكن حتى الجاذبية أو الثقالة باعتبارها إحدى القوى الكونية الجوهرية الأربعة، تتصرف على نحو مختلف مع الطاقات الفائقة. فعلماء الفيزياء والكونيات يقفون اليوم أمام مفارقة عويصة فهم لايعرفون على وجه الدقة كيف تتصرف الجاذبية أو الثقالة في الطاقات القصوى التي كانت موجودة إبان مرحلة التضخم. فنظرية النسبية العامة لآينشتين تخبرنا بأن كل مادة تتأثر بالثقالة أو الجاذبية بنفس الطريقة حيثما تكون الثقالة أو الجاذبية ثابتة مهما كانت طاقة الجسيمات. والحال، وبسبب الخصائص والميزات الغريبة للميكانيك الكمومي أو الكوانتي، فإن العلماء يعتقدون اليوم أنه في حال الطاقات القصوى أو الفائقة جداً تتصرف المادة على نحو مختلف إزاء الجاذبية أو الثقالة. وعند إجراء المحاكاة المشار إليها أعلاه أدخل فريق البحث هذه الفرضية في نموذجهم الرقمي بتغييرهم لقوة تفاعل الجسيمات مع الثقالة أو الجاذبية واكتشفوا أنه كلما زادوا من قيمة قوة الجاذبية أو الثقالة كلما زادت فاعلية التضخم بنقله للطاقة لإنتاج حقل أو مجال الجسيمات المادية اللازمة للبغ بانغ.
    يتضمن الكتاب فصول كثيرة تبحث في الثقوب السوداء وماهيتها وأنواعها، وعن الزمن وماهيته وحقيقته وعن الثوابت الكونية وعن علاقة العلم بالدين وبالأطروحة اللاهوتية عنن الخلق ومقارنتها بالأطروحة العلمية، ويغوص في نظرية تعدد الأكوان وتعدد العوالم والأكوان الموازية، فقد تكون فرضية الأكوان المتوازية المفتاح لفهم الانفجار العظيم البغ بانغ، فمفهوم الأكوان المتوازية تفسير لغز الدقة المتناهية للثوابت الجوهرية التي تدير الكون المرئي وتتحكم به. فكيف يمكن أن نفسر أن الكون المرئي، ومنذ لحظة ولادته، يمتلك تنظيماً وضبطاً خليقاً بأن يكون ميكانيك قياسي أو معياري للدقة؟ ومن هنا أعتبر عدد من العلماء أن يكون مثل هذا الإتقان والكمال perfection وليد الصدفة لذلك يعزون هذا الضبط السماوي الدقيق للغاية إلى عقل وذكاء كوني علوي فائق ومتسامي. والحال إن نظرية الأكوان المتوازية تتعاطى مع الأمور بطريقة مغايرة معتبرة عملية خلق الكون المرئي بمثابة حدث كوانتي أو كمومي فالكون المرئي لم يكن كاملاً بل غدا كاملاً فيما بعد بعد أن استكشف كل الطرق الكمومية أو الكوانتية الممكنة. وهناك ما يشبه الاستراحة وخروج عن السياق المألوف لفصل كرسه الباحث لموضع يتصف بالغموض والإثارة عن الكوسمولوجيا الفضائية وغير البشرية من خلال عرض لحضارة الأوميين اللاأرضية. قبل العودة لمناقشة نشأة الحلق بين العلم والدين ومحاولة البحث عن إجابة لسؤال جوهري هو "لماذا يوجد شيء ما بدلاً من لاشيء في الوجود؟"  الكتاب عبارة عن رحلة استغرقت ثلاثين فصلاً وتمهيد ومقدمة وخاتمة للوصول إلى تصور وإدراك علمي صارم صامداً في وجه الخرافة والطرح الثيولوجي اللاهوتي الغيبي والماورائي.
     

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media