نحن نهزم نحن!!
    الثلاثاء 15 يونيو / حزيران 2021 - 06:08
    د. صادق السامرائي
    التأريخ يحدثنا بوضوح وبأدلة وبراهين وأحداث متكررة , أن الأوطان يهزمها أبناؤها.
    فالشعوب لا تهزم من الخارج مهما كان الهجوم شرسا ووقحا ومتوحشا , إنها تُهزم من الداخل.
    ولهذا تلجأ القوى المهاجمة إلى تجنيد أبناء البلد المُستهدف ليكونوا عونا لها , وقوة ضارية ومزعزعة للوجود الوطني المتماسك.
    أنظروا أي بلد تم إحتلاله من قبل قوى خارجية , ستجدون أن العدو الحقيقي هو من أبنائه , الذين صاروا مخلصين للطامع ببلادهم , أكثر من إخلاصهم لوطنهم , فيعبثون بالوجود الوطني , ويؤهلون الساحة لإستقبال الأعداء المهاجمين الطامعين وتسهيل عملهم , وتأمين عدوانهم وإمساكهم بمصير البلاد والعباد.
    وهذه الحالات تتكرر عبر التأريخ البشري , ولا زالت متواصلة في الواقع , وما حصل في بعض بلدان المنطقة , لا يشذ عن هذا السلوك المستهجن المتكرر في حياة الشعوب.
    ففي كل شعب هناك عدد من أبنائه المؤهلين لخيانته وتدمير وجوده , ويتم الإستثمار فيهم والعمل على توظيفهم , لتحقيق أماني وتطلعات القِوى الطامعة به والمعتدية عليه.
    والشعوب القوية تدرك هذه الحقيقة السلوكية , فعملت على معالجتها وتطهير مجتمعاتها منها , بتوفير ما يعزز خير الوطن والعمل على الحفاظ على إستقراره وأمنه.
    أما المجتمعات المنكوبة بخونتها , فأن فيها ما يعزز  النفور من الوطن وكراهيته وتدمير وجوده , ويسود فيها الحرمان من أبسط الحاجات , والقهر يتواصل في كافة الميادين , ولا ينال البشر فيها حقوق الإنسان , بل يتحول إلى أرقام تمحوها أنى تشاء.
    فلا يمكن لهذه المجتمعات أن تكون وتتجسد , إن لم تستطع بناء إرادة نحن الموحدة , المعتصمة بوطنية راسخة ومقتدرة ذات تأثير إيجابي في صناعة الحياة.
    إنها قضية مصيرية تواجه البشرية , وعليها أن تعالجها بأسابيب إنسانية وتمنع إستشراءَها , وتحولها إلى وباء عاصف بالوجود الوطني.

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media