أفكارنا كياننا!!
    الجمعة 9 يوليو / تموز 2021 - 04:52
    د. صادق السامرائي
    الفكرة جوهر الكينونات والموجودات الكونية من أصغرها لأكبرها , فما في الوجود يولد كفكرة يتحقق التعبير عنها بآليات متوافقة مع قدرات مَن إمتلكها , أو تمكنت منه وسخرته لغاياتها والتعبير عن رسالتها.
    وفي عالمنا الفردي والجمعي , الفكرة تحكمنا وتستخدمنا , وتؤهلنا للوصول إلى غاياتها وإنجاز أهدافها , وأكثرنا يعجز عن إستيعاب الفكرة , ويفشل في وعي جوهرها ومراميها , فتكون سلوكياته إنعكاسية إعتباطية وعشوائية , تتسبب بتداعيات تقتل الفكرة التي فيه.
    والبعض يرى أن الواقع الذي نعيشه مرآة أفكارنا , والصورة الحية للكامن فينا.
    وفي الحالتين يكون للأفكار دورها في رسم خارطة سلوكنا , وفقا لآليات تفاعلنا معها , ومحاولاتنا إدراك مراميها؟
    ولكل فكرة أوجه متنوعة , والطبع البشري ميّال للوجه السيئ منها , فيندفع نحوها بطاقات فوّارة , ويهمل الوجه الآخر الجميل الثري بمفردات الفضيلة.
    وفي واقعنا المحموم بالسيئات والمطحون بالفساد , تكون الأفكار الفاعلة في الحياة مناهضة للصيرورات الإيجابية , ومترجمة لإرادة الشر والرذيلة والإعتداء على المُثل والقيم السامية.
    فواقعنا مُبتلى بنا , وما نحمله من أفكار نعبر عنها بما نقوم به من أفعال ونطلقه من أقوال , والكراسي القابضة على مصير الناس منبع الأفكار المضللة , الداعية لتعطيل العقول والخنوع والتبعية وفقدان الثقة بالنفس , والإيمان بالعجز والدونية , وإستلطاف حياة القطيع , وعدم تحمل المسؤولية.
    ووفقا لتواصل ما فينا  مع واقعنا , تبدو لوحة الحياة وتتحرك عناصرها , بالإتجاهات التي تحتمها إرادة الفكرة ومنطلقاتها , التي أوجدت مَن يحملها وينطلق بها إلى حيث يريد , لأنه قد إكتشف ما يسوّغ ما يقوم به ويفعله في واقعه , بعد أن طوّع الفكرة لتكون الطاقة اللازمة لتأكيد نوازعه , وتطلعاته المطمورة في دياجير أمّارة السوء التي فيه.
    فهل لنا أن نعيد النظر بأفكارنا , ونطوّعها للفضيلة والخير وروعة الحياة؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media