يوم استباحة (الكونجرس)
    الخميس 20 يناير / كانون الثاني 2022 - 08:01
    أ. د. محمد الدعمي
    كاتب ومؤلف وباحث أكاديمي/أريزونا
    لم يتعرض الكونجرس الأميركي لأي هجوم تخريبي في تاريخه سوى يوم: (1) إشعال النار فيه من قبل القوات البريطانية التي كانت تستعمر أميركا؛ و(2) يوم 6 يناير عام 2021 من قبل عشرات المخربين والفوضويين الذين استجابوا لتحريض الرئيس السابق، دونالد ترامب، بعد أن دعا مؤيديه لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه بدعوى أنها انتخابات مزورة وقد عُبث بها، لصالح الرئيس الحالي "جو بايدن”!

    وإذ تستذكر أميركا يوم اقتحام الكونجرس ببالغ الخوف والألم، فإن حظوظ الرئيس السابق، دونالد ترامب، للفوز بالسباق الانتخابي القادم (عام 2024) آخذة بالتضاؤل بسرعة الضوء، نظرًا لاعتبار اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس (أعلاه) تهديدًا لسيادة الدولة الأميركية ولبقاء نظامها الديمقراطي.

    وإذا كان أعضاء الكونجرس الديمقراطيون، سوية مع بعض الجمهوريين، قد أدانوا الهجوم الفوضوي أعلاه، فإن هذا الشكل من "الإجماع” لا يرقى إلى ضمان فوز الرئيس الحالي، جو بايدن، بالبيت الأبيض لمرة ثانية في الانتخابات القادمة، بمعنى إمكانية فوز مرشح جمهوري بهذا المنصب الذي يعد أخطر منصب في العالم؛ نظرًا لتهيئة الجمهوريين لأنفسهم من الآن استعدادًا لإشغال المكتب البيضاوي، ولكن بأسماء "طازجة” لم يسبق لأحد قد أولاها الاهتمام كافيًا، باستثناء اسم ترامب.

    لذا، فإن للمرء أن يعد اسم "ليز تشيني” Liz Cheney، ابنة وزير الدفاع ونائب الرئيس السابق، "ديك تشيني” الأكثر احتمالًا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، بديلًا عن ترامب، خصوصًا وأن هذه المرأة القوية تناصب العداء للرئيس ترامب، بدليل ترؤسها لجنة التحقيق في "الخروقات الجرمية” لهؤلاء الفوضويين الذين حرضهم ترامب، ثم أطلقوا عملية اقتحام مبنى الكونجرس قبل سنة واحدة من الآن، أي يوم 6 يناير 2021.

    جريدة الوطن

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media