وهل كنت يوما خارج السرب؟؟؟
    الخميس 6 أكتوبر / تشرين الأول 2022 - 08:07
    أياد السماوي
    (رمتني بدائها وانسلّت) , مثل قديم من موروثنا الشعبي ينطبق تماما على تغريدة زعيم التيّار الصدري (مقتدى الصدر) الذي عاد يوم أمس بشكل رسمي للعمل السياسي , بعد إعلانه الشهير باعتزال العمل السياسي للمرة السابعة , عودة زعيم التيّار الصدري جاءت من خلال التعليق على إحاطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن يوم أمس الرابع من تشرين الأول .. مشكلة زعيم التيّار الصدري أنّه يرى نفسه وتيّاره الذي يقوده خارج هذه المنظومة السياسية التي تحكم البلاد منذ سقوط الديكتاتورية , ويرى تيّاره خارج منظومة الفساد التي توّرطت وساهمت بها كلّ الكتل السياسية منذ سقوط الديكتاتورية وحتى هذه اللحظة , فالتيّار كان ولا زال جزء أساسيا من كلّ الحكومات الفاسدة التي توّلت الحكم بعد زوال نظام الطاغية , وتيّاره الذي يقوده هو جزء لا يتجزأ من حالة الفساد التي ضربت أطنابها في عمق مؤسسات الدولة العراقية , بل أنّ الوزارات والمؤسسات التي توّلى مسؤوليتها التيّار الصدري لا تختلف قيد أنملة في الحرمنة والنهب عن باقي الأحزاب والكتل السياسية .. ومع كلّ هذا يريد مقتدى الصدر منّا أن نلغي عقولنا ونصدّق أنّ تياره الصدري الأكثر فسادا هم ملائكة وغير فاسدين ولصوص , وحين يتحدّث مقتدى الصدر عن التقرير الذي قدّمته ممثل الأمين العام للأمم المتحدة (بلاسخارت) أمام مجلس الأمن يوم أمس , فهو يتحدّث وكأنّه خارج السرب , متناسيا أنّ تياره الصدري هو الأكثر حضورا في سرب الفساد والفاسدين ..  

    السيد مقتدى الصدر يقول في تغريدته ليوم أمس أنّه استمع بإمعان إلى جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن العراق , ويقول أثار انتباهي فيما قالت هو أنّ السبب الرئيس بما يحدث في العراق هو الفساد الذي أجمع على وجوده الجميع , وكأنّه لم يستمع لها وهي تقول (لا يمكن لأي زعيم أن يدّعي أنّه محمي من الفساد) , وبلاسخارت لم تستثني أيّ شخصية سياسية من الفساد , بل اعتبرت جميع السياسيين يعملون بالضد من مصلحة الشعب , ولم تستثني الصدر الذي يدعو لمحاربة الفساد .. وحين يقول مقتدى الصدر أنّ أول خطوة للإصلاح التدريجي هو عدم مشاركة الوجوه القديمة وأحزابها وأشخاصها في الحكومة المقبلة وإبعاد كلّ المشاركين في العملية السياسية والانتخابية السابقة , هل نفهم من هذا أنّ السيد مقتدى الصدر سيسحب كلّ أعضاء تيّاره من وزارات الدولة ومؤسساتها السياسية والأمنية والاقتصادية على غرار خطوة الانسحاب من مجلس النواب ؟ أم أنّ أعضاء تيّاره خارج هذه الدعوة ؟ وهل سرايا السلام التي زعزعت الأمن والاستقرار في البلد هي ضمن السلاح المنفلت خارج إطار الدولة أم أنّ جناب السيد مقتدى الصدر يراها جزء من منظومة الدولة ؟ وإذا كانت تطلعات الشعب في تشكيل حكومة بعيدة عن الفساد والتبعية والمليشيات والتدخلات الخارجية , فهل الدعوة للإبقاء على حكومة مصطفى الكاظمي للفترة القادمة تضمن تحقيق هذه التطلعات ؟ .. جناب الأخ مقتدى الصدر أنت لم تستمع لإحاطة بلاسخارت أمام مجلس الأمن , بل ولم تستمتع إلى أهم ما تحدثت به عن الفوضى وعن عدم الإسراع بتشكيل الحكومة واستخدام القوّة بديلا عن الحوار , والشروط التي وضعتها كأساس للحوار هي شروط رجل قرّر أن يحرق بلده وأهله تحت يافطة الإصلاح التي رفعها كي يصبح الحاكم المطلق في العراق , فتيّارك الذي تقوده يا سيد مقتدى لا يختلف عن الآخرين في كلّ شيء إن لم يكن أكثر منهم .. وما حدث يوم أمس من جريمة بربرية لقناة الرابعة الفضائية من قبل أنصارك تثبت صحّة ما نقوله , وقد أعادت البلد إلى أجواء جمهورية الخوف والرعب التي سادت زمن المقبور المجرم صدّام .. خصوصا نحن أصحاب الكلمة أصبحنا اليوم نعيش حالة من الخوف والرعب فاقت ما كنّا نعيشها زمن النظام الديكتاتوري ..

    أياد السماوي
    في 05 / 10 / 2022
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media