التناثرية!!
    الأثنين 16 مايو / أيار 2022 - 06:16
    د. صادق السامرائي
    تناثر: تشتت , تفرّق
    التناثر طاقة كامنة فينا , والكثير من الأدلة التأريخية تشير إلى أن البشرية إنطلقت من منطقتنا لتتوطن أصقاع الأرض , وكأن التناثرية متأصلة فينا , ولا تلومن الآخر.
    فربما لدينا ميل للتبعثر والتفرق والتناحر , وللهجرة من أوطاننا لأننا حولناها إلى سقر , بجهودنا ونشاطاتنا العدوانية ضد بعضنا.
    فنحن نتحدث عن الآخر يفرقنا , والواقع يشير إلى عدم وجود قوة قادرة على التفرقة في أي مجتمع , إن لم يكن المجتمع مؤهل لهذا السلوك وفيه العناصر الأساسية لذلك.
    فلا توجد قوة في الأرض لا ترغب بالتمدد والنماء والهيمنة على الآخرين , وجميعها تتحين الفرص للنيل من الآخر أيا كان.
    إن إشاعة ثقافة "هو" في مجتمعاتنا تندرج ضمن خطط ماهرة لتجريد الإنسان من المسؤولية , وتحويله إلى موجود خامد خامل سهل الإنقياد والتبعية , ووسطا لأية إرادة تسعى للنيل منه.
    لو تأملنا واقعنا لوجدناه يتصف بدرحة عالية من التناثرية الساخنة , والمثل المعاصر ما يجري في اليمن , من قتل للعرب والمسلمين بواسطة العرب والمسلمين , والرابح واضح ومعروف.
    وقس على ذلك علاقات العرب بالعرب , والمسلمين بالمسلمين , إنها تجري تحت خيمة التناثرية الفاعلة فينا.
    فنحن نتناثر , نتناحر , ولا نعمل على التعاون والإعتصام بالمصالح المشتركة , وهذه علتنا التي ننكرها , ونتجاهلها , ونتهم الآخر ونبرئ أنفسنا , ونغمض عيوننا عن عللنا , وما تتسبب به من التداعيات والدمارات , التي ألقت بنا على ضفاف الأوجاع والأنين.
    فهل لنا أن نستفيق ونبني على ما يقربنا , ويجمعنا ويزيدنا قوة وعزة وكرامة وسيادة؟
    فتنبهوا واستفيقوا أيها العرب!!
    ودمنا بقلوب متآلفة!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media