هل سيثير قانون تجريم التطبيع مع اسرائيل البحرين والامارات
    السبت 28 مايو / أيار 2022 - 13:38
    أ. د. جاسم يونس الحريري
    خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية
    يرتبط العراق مع دول مجلس التعاون الخليجي الستة علاقات تاريخية واستراتيجية ومن ضمنها  البحرين والامارات التي وقعتا  اتفاقيات مايسمى بسلام مع (اسرائيل) في شهر أغسطس2020 وظهر متغير جديد في الساحة  العراقية الا وهو اقرار  البرلمان العراقي يوم  الخميس  الموافق 26مايو2022 على قانون تجريم التطبيع مع (اسرائيل) بأحكام تصل عقوبتها  الى الاعدام.السؤال الذي يفرض نفسه:- هل سيؤثر قانون  تجريم   التطبيع مع (اسرائيل) على علاقة  البحرين والامارات  مع العراق اللتان طبعتا   علاقاتهما  مع (اسرائيل)؟الواقع  أن الاجابة عن هذا  التساؤل لابد من الاجابة عن التساؤل التالي:- لماذا وقعت  البحرين والامارات  اتفاقيات سلام مع ( اسرائيل)؟  الجواب  عن ذلك بررتهما  تلك  الدولتين الخليجيتين   أنهما لجأتا  الى (اسرائيل) لتوفير  الحماية من الاخيرة من  النفوذ الايراني في  المنطقة  بالرغم من عدم  وجود القواسم المشتركة بينهما لابل ان  البحرين والامارات  تتكلمان بمنطق  البراغماتية والواقعية في تدشين  علاقاتهما مع (اسرائيل) من السرية الى العلنية حيث تعتقد تلك الدولتين ان الحفاظ على نظامهما السياسيين  لايتم الا من خلال البوابة  الاسرائيلية  بينما ترى (اسرائيل)ان تمتين  علاقاتها مع تلك  الدولتين  من اجل  حرمان القضية الفلسطينية من الدعم  الخليجي المالي وتسخيره  لصالح استمرار المشروع الصهيوني في المنطقة .

    تحليل واستنتاج
    --------------- 
    قد يثير  القانون  العراقي  الجديد لتجريم التعامل مع (اسرائيل) البحرين والامارات لان الموضوع يعد بنظرهما استهدافا علنيا لعلاقاتهما مع (اسرائيل) بعد ان كانت سرية عن العيان  وخرجت  الى النور عام2020 لكن قد لاتتطور الامور الى توتر العلاقات العراقية-الخليجية مع  البحرين والامارات خصوصا  الا ان السيناريو المثير للانتباه الذي يمكن ان يحصل وخلاصته دفع (اسرائيل) لتلك الدولتين  الخليجيتين لاستثمار علاقاتهما مع  العراق وتفعيل التعاون الاستخباري المشترك داخل العراق للقيام بعمليات  هجومية  استخبارية هناك واستغلال  الازمة السياسية لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء العراقي  وتسخين  الشارع العراقي في المحافظات الجنوبية والوسطى وخاصة العاصمة بغداد  وايجاد الوقيعة  بين الجمهور والحكومة لارسال رسالة  اسرائيلية مفادها ان الامن والامان لايمكن ان يشعر به  العراق الاعبر التطبيع مع (اسرائيل) وهذه امنية عقيمة ومدفونة في مهدها لان العراقيون  قد حسموا امرهم  بانه لاسلام  ولااستقرار بوجود الكيان الاسرائيلي المغتصب  والهجين  في المنطقة وان اول الغيث دعم  الشعب العربي الفلسطيني وفصائله المقاومة  عبر هذا القانون الى ان ياذن الله بتحرير كامل الاراضي  الفلسطينية المحتلة. 

    أ.د.جاسم يونس الحريري
    أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media