الديمقراطية العوجاء!!
    الثلاثاء 19 يوليو / تموز 2022 - 05:48
    د. صادق السامرائي
    المجتمعات المصابة بعاهة الديمقراطية العوجاء , تحسب الكلام عملا , فالقول فعلها وكفى.
    خصوصا المجتمعات المحرومة من التعبير الحر عن الرأي , فصارت ترى الديمقراطية ميدانا لتصارع الكلمات وتناطح العبارات , وتقاتل الرؤى والتصورات.
    وبموجب هذا الفهم تأسست فيها أنظمة حكم , لا تؤمن بوطن ولا بحقوق مواطنين , وغاطسة في الكراسي , وممعنة في إستثمارها للإستحواذ على أكبر ما تستطيعه من الثروات والممتلكات , وتصميد الأموال في البنوك الأجنبية.
    وماذا يفعل الشعب؟
    يتكلم ويقول ما يقوله , ولاشيئ سوى الكلام , لأن الذين يتكلم عنهم  وينتقدهم , لا يعنيهم ما يقوله , ما داموا في مناصبهم متأبدين وبقدرات الآخرين مؤزرين ومحميين.
    فالكراسي وكالات يناط بها أشخاص وافقوا على تنفيذ بنودها , وأصحاب الوكالات هم الأسياد المتنفذون بالبلاد ,  والذين يتم إنتقادهم واجهات لا قدرة عندها على القيام بشيئ دون أمر وإسناد من السيد المطاع.
    إنها الديمقراطية المسموح بها في المجتمعات المبتلاة بأهلها , والتي فيها من أبنائها مَن هم أشد عدوانا عليها من أي عدو آخر.
    ولهذا تجد الطامعين فيها يستسهلون إمتهانها وإذلالها ومصادرة حقوق إنسانها , فالمهم الشعارات ولعلعات الإعلام , وهذيانات الأقلام , والتصريحات الرنانة , والخطب المنانة والمثابرة المستكينة , التي تحث الناس على السمع والطاعة.
    وتمضي مسيرة الإذلال والإفساد والكلام لا ينفع بل تحول إلى هراء وعربدات.
    والكتابات الحرة ملعونة ومنكودة وينبذ أصحابها , فكل مَن عليها جان , وتلك مسيرة أمة  فجعت بألف شيطان معمم وشيطان!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media