هذيان الأقلام وهذربات اللسان!!
    الخميس 21 يوليو / تموز 2022 - 18:32
    د. صادق السامرائي
    الواقع يقر بوضوح بوجود قوى فاعلة فيه , تنفذ مشاريعها وتحقق إنجازاتها التدميرية , لما هو وطني وتراثي وتأريخي , ويشير إلى حضارة ودور عربي فكري وثقافي.
    فالقِوى لها قادتها وطوابيرها , وقدراتها المادية والمعنوية والإعلامية والعسكرية , ولا تأبه بما تأتي به الأقلام , فالقافلة تسير ولا يعنيها الصياح.
    والسلوك يدل ويؤكد أن البلاد محكومة بغير أهلها , وتمضي في دروب تنفيذ المشاريع , التي تصب في أوعية مصالح الطامعين بالإستحواذ على مصيره.
    وما تحمله السطور وتنوء منه الكلمات لا معنى له ولا قيمة , ولا تأثير في الواقع الذي تتدافع فيه بلدوزرات الخراب والدمار العظيم.
    فالناس عليها أن تتمتع بالديمقراطية , ولتكتب على هواها وتتكلم كما تشاء , فهذا لا يعني شيئا , ولن يمنع المشاريع المرسومة من التنفيذ بإندفاعية وحماس مطلق.
    فهناك ديمقراطية التنفيذ وديمقراطية الهذيان والهذربة , في عالم فقد الإنسان فيه قيمته والعقل دوره , وإستباحته الرؤى والتصورات البهتانية الأصولية التضليلية القاهرة للفضيلة , والداعية للمنكر والفساد بإسم الدين.
    وهناك قِوى متنامية ترفع شعارات وفقا لتصوراتها , لإبادة البلاد وتفرقة العباد , فقد إضطربت التسميات وتميَّعت المصطلحات , وصارت كل كلمة تعني جميع الكلمات.
    ولهذا فالواقع تحت رحمة الأفعال الأثيمة , والأعمال الجريمة , التي تتوشح بالمعروف , وما يناهضها منكر , وعليه أن يرحل من الحياة , التي تتنعم بها إرادتهم المؤزرة بقدرات وطاقات عدوانية مؤدلجة , ومحشوة بالأصوليات والدوغماتيات المتحفزة للكفر بالإنسان.
    فهل من قدرة على وقف المجاهرة بالبهتان , وتأكيد قيمة الإنسان؟!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media