لاتدفنوا رؤوسكم في التراب ثم تتحدثون عن مبادرات...
    الأثنين 8 أغسطس / آب 2022 - 08:17
    محمد موزان الجعيفري
    يجب ان يتم التصدي في الازمة العراقية المستمرة من دون مجاملات وتلاعب بالالفاظ القضية المتفجرة لم تحل بتبويس اللحى وانما هناك توجهات معلنة او غير معلنة لكسر عظم بين زعيم التيار الصدري وزعيم حزب الدعوة انطلاقا من اخر الاسباب وهي ازمة التسجيلات التي فجرت المشهد كله وسرعت من تداعياته والمسألة يمكن تسويتها بين الاطار والتيار مهما كانت بعض الخلافات كبيرة لكنها ليست بالضبط بين الاطار والتيار...

    هناك عقدة واحدة اساسية لاثاني لها قبل الدعوة للاصلاح ومحاربة الفاسدين وغير ذلك من الشعارات والاهداف ومن هنا لامعنى لكل حديث عن حوار لاتكن العقدة في صلبه وتتقدم على جميع الاهداف الوطنية الاخرى لان الموقف يوحي ان تسوية العقدة هي المدخل لاعادة تغميد المشهد او اصلاحه
    ليس هناك داعي لاطلاق مبادرات لاتستوعب هذه العقدة وتحتويها وتكون قادرة على تفكيكها واذا كان هناك من لايعي مركزية هذه العقدة في اي تسوية لانه خارج الوضع كله ولايستحق ان يدعو الى مبادرة

    ازمات العراق متراكمة ومتجذرة واغلبها فيها جانب شخصي عميق متوغل لافكاك منه ولايمكن الالتفاف عليه وتجاوزه في ظل ذاك التراكم الناتج عن تداعيات حزبية او مذهبية او قل ماتشاء ولكنها ليست تداعيات وطنية

    سبب تراكم الازمات هو منطق التوافقات الراسخ السابق في العقليات السياسية المتداولة وهو منطق تجاري مساوم ويشبه البيع والشراء وتعمقت الازمات وتحولت الى اكثر من عقدة بسبب سلوك اسلوب المصالحات الوقتية بترحيل المشاكل الى زمن مقبل او حكومة مقبلة او انتخابات تالية لو يتم حل مشكلة كبيرة واحدة من مشاكل نخرت جسد العراق طوال مايقارب عقدين لذلك تتفجر هذه العقدة اخيرا والجميع عاجزون عن التعامل معها بما يوفر مقتربات الحل الحقيقي 

    ان المشكلة ليست في مكان اخر اما هو حلها فقد لاترسوا التكهنات على بر بعد ان ضربت الامواج المتلاطمة الاسوار والعناوين والرؤوس والالقاب 
    لاتدفنوا رؤوسكم في التراب ثم تتحدثون عن مبادرات للحوار وكأن الخلاف شكلي ويخص منصب هنا او هناك كما كان في تراث خلافات السياسيين الماضية الان هناك استحقاقات لتغيير حتمي له اكثر من رؤية وربما ليس له اية رؤية حتى هذه اللحظة
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media