انتصار الصوت الوطني على الفاسدين
    السبت 13 أغسطس / آب 2022 - 05:57
    جمعة عبد الله
    وصلت عنجهية وغطرسة الفساد المالي للطغمة  الحاكمة واحزابها الطائفية الى مديات غير معقولة , فاقت عقول المافيات وقطاع الطرق , لانهم   فوق  القانون والمساءلة والمحاسبة  , وتمادوا  في الاستهتار والاستخفاف بالوطن والشعب ,  في سرقة المال العام بكل الوسائل ,  في الاحتيال والاختلاس والتلاعب ,  طالما هم في دفة الحكم  وفي اعلى هرم الدولة ومؤسساتها  الحساسة .  ويتمتعون بحصانة ورعاية القضاء العراقي المسيس , لذلك ينهبون ويسرقون بكل حرية  . مما أصبح العراق يحتل مواقع متقدمة في الدول الفاسدة ,  بالفساد المالي والسياسي , والادلة والبراهين التي تثبت ذلك كثيرة  ,  لا تعد ولا تحصى  في ظل القضاء ( القره قوشي ) في التغطية والتستر على فضائح الفساد المالي وصفقاته المشبوهة  , والمثال الدامغ الذي اشغل بال  الشارع السياسي والشعبي  , في إصدار قرار من محكمة الرصافة في تاريخ 26 - 7 - 2022 , يلزم مصرف الرافدين بدفع غرامة مالية قدرها 600 مليون دولار الى شركة بوابة عشتار , بسبب  فسخ  العقد المبرم من قبل مدير مصرف الرافدين السابق , مع العلم ان كل ما تملكه شركة بوابة عشتار من رصيد مالي هو أقل من 7 مليون دولار . وحسب اللجنة القانونية لوزارة المالية التي ابطلت الصفقة المشبوهة  , استخلصت نتائج من  الصفقة المبرمة بين مصرف الرافدين وشركة بوابة عشتار , وجدت هناك شبهات دامغة ومشبوهة في عمليات الفساد  والتحايل على الدولة , وإعطاء الامتيازات كثيرة  بشكل غير قانوني وبدون سبب  مبرر, وجدت فيه اضرار للدولة ,  بالسرقة والاختلاس للمال العام في العقد المشبوه الذي أبرم بتاريخ 4 - 3 - 2021 بين مصرف الرافدين وشركة بوابة عشتار . وأحيل مدير مصرف الرافدين السابق  الى التحقيق في لجنة النزاهة وطرده من مسؤوليته في المصرف . والغريب في الامر القضاء العراقي بدلاً من ان يكون حارس القانون والدفاع عنه من الاحتيال والتلاعب ,  بأن يحيل المتورطين بصفقة الفساد المشبوهة  الى التحقيق والمحاسبة  ,   وقف الى جانب  الفاسدين , ومنحهم التعويض بهذه الغرامة المالية قدرها   600 مليون دولار  . مما خلق حالة من الاستهجان والغضب في الشارع السياسي والشعبي . يعني بكل بساطة أن القضاء العراقي المسيس يقف الى جانب نهب وسرقة المال العام , ان يكون المدافع الأمين للفاسدين . وأنه الشريك الأساسي  في عمليات التلاعب والاحتيال على حساب الدول والمال العام . وقامت الحملة الوطنية من الأصوات الوطنية ,   التي  ألهبت الشارع والإعلام وأصبح الحديث الأول في هذا التعويض الكبير  والخيالي , ويستجيب الى  شكوى الشركة المقدمة  الى القضاء , كأنه بدأ للعيان بأن كل الامر ,  مسرحية مدبرة ومدروسة في الشكوى وحجم التعويض المالي , ولكن تحت غضب الجماهير في الحملة الوطنية , أجبر شركة بوابة عشتار على التنازل عن التعويض , وهذا ما يؤكد بأن الصوت الوطني القوي له تأثيرات فاعلة في لجم الفساد والفاسدين في التلاعب بالمال العام  .
    ان الصوت الوطني هو سفينة إنقاذ  للعراق . والحاجة القصوى للعراق الذي يمر امام تحديات خطيرة تهدد مصيره ومستقبله. وإن أي تراجع ووهن وضعف في الصوت الوطني , يعني تقوية شكيمة الفساد والفاسدين .

       جمعة عبدالله
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media