الهوية العراقية!!
    الجمعة 23 سبتمبر / أيلول 2022 - 06:18
    د. صادق السامرائي
    هل يعتز المواطن بعراقيته؟
    إذا كان الجواب بنعم , فكم يعرف عن وطنه العراق؟
    إن مقدار ما يعرفه الإنسان عن وطنه , له دور في تحديد درجة إنتمائه إليه , فالمعرفة قوة , ومعرفة الوطن إقتدار إنتمائي خلاق.
    ترى هل نضع مقياس العراقية معيارا لسلوكياتنا؟!!
    إن فقدان هذا المعيار يتسبب بتداعيات خسرانية فادحة , كما يجري في صراعات القوى المتكالبة على السلطة.
    ولابد من طرح السؤال التالي على الجميع : أين معيار العراقية فيما تقومون به , بمعنى هل أن ما يحصل بينكم لصالح الوطن , أم لقوى مغرضة طامعة بالعراق؟!!
    فالإجابة على السؤال تقرر مصير السلوك الفاعل في حياة الناس  , ولا بد أن تكون الإجابة ذات دلائل وبراهين عملية واضحة .
    والناظر إلى  أحداث الوطن وتطورات التفاعلات الكرسوية  , يكتشف أن معيار العراقية مغيّب , والأطماع  الكرسوية قائدة السلوك.
    فهل يوجد إنجاز يستحق الذكر , وهل توفرت الخدمات للمواطنين , وتطورت مؤسسات التعليم والرعاية الصحية؟
    إنها أسئلة  يجب أن تتأكد أمام الأجيال , فالواقع يشير إلى أن الذي يحصل ضد أبسط شروط العراقية , ولا يوجد في خطابات الكراسي ما يشير إليها ويعززها , بعكس ساسة دول الدنيا الذين عندهم معيار الوطن هو الأصل , وأي سلوك يتعارض مع مصالحه والمواطنين لا يجوز الإقدام عليه.
    ويبدو أن البلاد تمر بمرحلة إلغاء الوطن ومحق الهوية العراقية , والإمعان بالتبعية والخضوع لإرادة الطامعين بالبلاد , وتأكيد سلوك التقليد المبيد , وإعتبار البلاد وما فيها وما عليها غنيمة , ومن أشياع الذين يتبعون.
    فنهب الوطن يعزز الإيمان , ويؤكد التقليد للمتبوع المفترس , الذي ربما ينوب عن رب العالمين!!
    فهل سنعمل من أجل العراق القوي العزيز؟!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media