المفارقة الأولى: نحتاج توحيد المعاني والمفاهيم!
مازال الإسلاميون والقومجيون وباقي المتخلفين يقولون (على سبيل المثال):
حينما فتحَ المسلمونَ مِصر ,تقابلها عبارة / حينما (إستعمرَ) الفرنسيّون الجزائر!
أو يقولون :حينما حرّرَ المسلمون الشام ,مقابل : حينما (إحتّلَ) الإنكليز العراق!
لماذا لنا فتح وتحرير .. ولهم إستعمار وإحتلال؟
ما الفارق الجوهري في الحالتين ,سوى كون (الإسلامويين) مقتنعين بأنهم على حقّ والآخرين على خطأ؟
ثمّ هل أدخلَ عرب الجزيرة (كانوا بدو أوباش في الواقع في ذلك الزمان) ,
الحضارة الى مصر والشام والعراق ,كما فعل الفرنسيون والإنكليز في البلاد التي دخلوها؟
هل بنى الأعراب ,سكك الحديد ومحطات الكهرباء ومدارس ومستشفيات وبرلمانات وباقي مظاهر الحياة والحضارة ,في البلاد التي دخلوها؟
متى سيتصالح العرب مع أنفسهم ويسمّون الأشياء بمسمياتها مع توحيد التسميّة؟
أم أنّ إنفصام وإزدواج الشخصيّة شيء عادي لا يستدعي القلق؟
***
المفارقة الثانية / اللاجئون الى الغرب (الكافر) ,واليمين الاوربي!
معظم المسلمين الفاريين من بلادهم (الإسلاميّة) ,اللاجئين الى الغرب (العلماني) المتنعمين بكلّ نعمهِ المادية والمعنوية ,بدل أن يشكروا تلك الدول التي إستقبلتهم ويمتنّون لهم طيلة الوقت ,تراهم يسبّون ويلعنون ويسرقون وحتى يخربون ويحرقون الممتلكات العامة ,بسبب (نشر صور مثلاً) ,بل بدون سبب أحياناً .
غالبيتهم لا تعمل بل يعتمدون على معونات الحكومات (الكافرة) .بدل العمل يتجمعون يوم الجمعة والأعياد للصلاة في الشوارع والساحات العامة ,يقطعون طريق الناس لينصروا دين الله حسبما يظنون .أفلا نحتاج توحيد المعاني لمصطلحي الناهضين مقابل المتقاعسين العالة على غيرهم؟
أعمال المهاجرين عموماً قادت الى تنامي شعبية اليمين الأوربي!
وهاهو فاز مؤخراً في السويد وفي إيطاليا .أنا بالطبع لا اُصوّت لأحزاب اليمين الأوربي ,بل لليسار الإشتراكي الديمقراطي ,لكن لماذا جميع العرب يسموّن تلك الاحزاب ..(أحزاب اليمين المتطرف)؟
هي لا تدعو الى (هلوكوست) أو إبادة المهاجرين أو ترحيلهم أو حتى وقف الهجرة .جُلّ ما تصبو إليه تلك الاحزاب ,تقليل الهجرة وتقنينها والسيطرة عليها.
ومحاولة دمج اللاجئين مع المجتمعات المُستقبِلة ,وإلزامهم بالحريات العامة ,يعني مثلاً لا يحرقون ويقتلون عند مشاهدتهم رسم مستفز .
هل هذا كثير؟ هل هذا تطرّف؟
أم التطرف هو قيام بعض المهاجرين الإسلاميين بطعن وقتل الأبرياء ودهسهم في الشاحنات ,كما حدث عشرات المرات في أوربا الجميلة وباقي العالَم؟
***
المفارقة الثالثة / من إيران ـ شوف القسوة بتعمل إيييه!
النظام الإسلامي الإيراني القروسطي ,يحكم قبضته على رقاب الشعوب الإيرانية منذ الثورة الشعبية على الشاه عام 1979 ,التي ركبها الملالي ,على أساس أنّهم سيُظهرون وجه إيران الحقيقي ودورها في الحضارة البشرية!
فماذا قدّم الملالي خلال 43 عام؟
سأكتفي بنسخ شطر من مقال صحفي حول حادث مقتل الفتاة (مهسا أميني)!
كتبّ (بليز مالي) مقالاً في موقع (ناشونال إنترست) يقول فيه:
[..الإحتجاجات الحالية في إيران تختلف عن جميع سابقاتها ,مشاركة الناس فيها كانت سريعة واسعة ,بالأخص النساء حيث قام العديد منهنّ بقصّ شعرهنّ أو خلع الحجاب الإلزامي وفي بعض الحالات أشعلنَّ النيران في الحجاب والشعر!
وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام وإنهاء (الجمهورية الإسلامية) .وواجهت السلطات هذه الاحتجاجات بقمع شديد أدى إلى سقوط مئات القتلى ,كما قيّدت قدرة الإيرانيين على إستخدام الإنترنت] إنتهى!
***
المفارقة الرابعة / من أفغانستان ـ تعليم البنات حرام لكن تجارة المخدرات حلال!
ما إن رحلت القوات الامريكية عام 2021 عن هذا البلد البائس ,حتى سيطرت مليشيات طالبان على جميع أوجه الحياة فيه .ومعلوم للجميع أنّ إيرادات طالبان معظمها يأتي من تجارة الممنوعات والمخدرات .وعالمياً تعتبر أفغانستان المُنتج الأول للأفيون في العالَم حيث تنتج 80% من الإنتاج العالمي /إنظر الرابط!
ومؤخراً تمّ تبادل سجناء بين أمريكا وأفغانستان!
الأفغاني في هذه الحالة إسمه (بشر نورازي) مسجون بتهمة تهريب مخدرات بقيمة 50 مليون دولار ,ومحكوم بالسجن مدى الحياة .ويعتبر هذا المجرم مزوّد مهم لطالبان بالأموال القذرة!
من جهة اخرى نشاهد يومياً على الشاشات بكاء الفتيات الأفغانيّات اليافعات , اللواتي حُرمنّ من التعليم وأشياء عديدة مثل الرياضة والفنّ وباقي أشياء الحياة الجميلة .فأيّهما الأخطر على الحياة .. المخدرات أم تعليم الفتيات؟
***
المفارقة الخامسة / عربيّة عامة ,التعكيس اللغوي العربي!
يقولون : عُلماء الأمّة ومفردها عالِم او عَلّامة (للتعظيم)!
يقصدون بهم مشايخ وأشياخ أغلبهم جهلة لا يتقنون حتى لغتهم العربية!
أنا اُسميهم جُهلاء الأمّة من حُثالة الجنس البشري!
أمثلتهم (من أفواههم وكتبهم الصفراء) على ذلك ,هؤلاء :
[ إبن عباس ,أبو الشعثاء ,مُجاهِد , قتادة بن دعامة ,أبو هريرة ,سعيد بن جُبير ,إبن كثير ,إبن عطيّة ,القرطبي ,الطبري ,ماء العينين ,أحمد بن حنبل ,أبو الحسن الأشعري ,أبو بكر الباقلاني ,أبو حامد الغزالي ,القاضي عيّاض وإبن عساكر ..] والقائمة تطول بالعشرات أو المئات .إكتب في كوكل (قائمة العلماء المسلمين) لو شئت الضحك .أو إقرأ مقال المفكر (أمين الزاوي) ,الرابط أدناه!
بينما عُلماء الغرب الحقيقيين من وزن / نيوتن وآينشتاين وماكس بلانك وريتشارد فاينمان ومدام كوري وستيفن هوكنغ وداروين وداوكنز ومئات غيرهم ,عدا مشاهير الطبّ ومخترعي الكهرباء والإنترنت وآلاف الأجهزة الكهربائية المفيدة في حياتنا!
***
المفارقة السادسة / إسلاميّة عامة
تناقضات صارخة ونسخ وكذب ورقص على المعاني؟
الإنترنت وكوكل وأخواتهِ وضعوا وعرضوا جميع النصوص الدينية المعروفة على مرّ التأريخ البشري .وفيما يخص الدين الإسلامي ونصوصه ,سواءً حدث ذلك بقصد (أو دون قصد كما أظنّ) فقد أصبح إيجاد التناقضات مثلاً بين الآيات القرآنية وما يقابلها من أحاديث نبوية من الصحيحين (البخاري ومسلم) واضح بيّن لكل إنسان حتى لو كان اُميّاً أو مجنون!
وإزاء تلك التناقضات الفاضحة ,لجأ شيوخ الكذب والدجل الى طرقهم وأساليبهم المعروفة باللف والدوران والتلاعب بالمعاني حسب مزاجهم ,لينفوا وجود التناقضات الصارخة!
أما آن الأوان للتخلي عن فكرة (أنتم لا تفهمون المعنى) ,والإعتراف بالتناقضات؟
***
المفارقة السابعة / مصرية ـ التحرّش بالنساء ثمّ تجريمهنّ بدل معاقبة المتحرش!
مهما بلغت قساوة الصور والفيديوهات التي يعرضها عموم الناس في وسائل التواصل الإجتماعي عن مواضيع التحرّش والإغتصاب وحتى القتل ,لأسباب تافهة ,كأن تكون الضحيّة رفضت الخضوع لرغبة السافل بشكلٍ ما .فإنّ العقوبات إمّا تكون بسيطة وترضية وتنازل وما شابه .أو (وهذا هو العجب العجاب بحق), أن يلقي عوام الناس السبب على عاتق الضحيّة ,فيقولون مثلاً .. لم تكن مُحجبّة!
وحتى لو كانت محجبّة او منتقبة سيقولون / لكن حجابها كان غير مضبوط!
أشياء حقيرة مثل هذه تحدث يومياً في مصر وجميع الدول العربية والإسلاميّة ,
ولا يوجد قانون صريح كافي رادع للمتحرشين المكبوتين المضطربين نفسيّاً .
أنا اقول هذه المشكلة لن تنتهي أبداً مادامت الثقافة الإسلامويّة سائدة ومسيطرة والناس أنفسهم يتعاطفون مع (الذكر) المتحرش وفقاً لهذه الثقافة الذكورية!
الحلّ في عدم فرض الحجاب ,بل عدم التشجيع عليه وياريت محاربته ,إحتراماً للإنسانية الإنسان!
***
المفارقة الثامنة / تحدث في كلّ رمضان!
كلّ عام عندما يقترب حلول شهر الصيام ,نسمع الناس تضج بالشكوى من غلاء الأسعار المفاجيء وإرتفاعها بشكل جنوني .فيبدأ الإعلاميّون والمتحدثون يحلّلون الحالة في هذا البلد الإسلامي او ذاك .وفي النهاية يستنتجون السبب الرئيس ,ألا وهو جشع التُجار وطمعهم الزائد!
حسناً إذا كانت أخلاق التُجار المسلمين هكذا في شهر الرحمة ,أفلا يعني ذلك وجود خلل في العقيدة أو فهمها؟ وإذا كان السبب الثاني (الفهم) هو الغالب رغم مرور 14 قرن على هذه الثقافة ,فمتى يا ترى سيفهمها ويطبقها الناس؟
ولماذا لا يعترف المنظرون بمبدأ إقتصادي بسيط يقول زيادة الطلب مع بقاء كمية الإنتاج لسلعة معينة سيرفع من سعرها لا محالة!
التضخم الحاصل في كلّ رمضان سببه المنطقي ,أنّه يتحوّل عن تسميته شهر الصيام ,ليصبح شهر الطعام الى حدّ التخمة ,والسبب في ذلك أنّه صوم قاسي طويل حتى عن الماء .فالناس عموماً تغلب عليهم (الشراهة) ساعة الإفطار!
العلّة في المبدأ نفسه وليس في التُجار الفُجار !
***
المفارقة التاسعة / الفساد والأحزاب الإسلاميّة!
لو سألت أيّ مواطن عربي شريف عن الفساد والفاسدين في بلدهِ فسوف يجيبك رجال الحُكم و رجال الدين .أوضح مثل يأتي من العراق ,كون هناك طبيعة عراقية (مفيدة في هذه الحالة) ,الكلّ يفضح الكلّ!
هناك العشرات من لجان النزاهة والشفافية ومثل هذه المعاني في كلّ بلد مسلم.
مع ذلك فغالبيتها دول تقع في قاع جدول الشفافية العالمي .إنتم تعرفون السبب!
***
المفارقة العاشرة / عراقية بإمتياز!
متى يعترف العراقيّون بسلبياتهم ,ويتخلّون عن نكران الجميل؟
بصرف النظر عن إدعاآت ومُبالغات أغلب المتحدثين العراقيين من أشباه المثقفين ,وحتى بعض الأكاديميين ,حول تأريخ العراق القديم وكونه مهد الحضارة العالمية الأولى على سطح الكوكب ,حيث فيه بدأت الزراعة والكتابة وعلوم الفلك وسنّ القوانين وأشياء اخرى ,إنّما عراق اليوم تقطنهُ أقوام وشعوب ذات ثقافات وأديان لاتمّت تقريباً بصلة للشعوب القديمة التي إستوطنته ,ربّما ماعدا بعض الإستثناءات القليلة ,كوجود بعض أحفاد الآشوريين!
كلّ شيء تغيّر بما في ذلك جغرافية ومناخ وطبيعة أرض العراق ,حيث غدت صحراوية عموماً ,مقابل ما كان عرب الجزيرة يدعونه أرض السواد لكثرة الزراعة والغابات فيه .حتى النهرين العظيمين (دجلة والفرات) ,لم يعودا كذلك بل أنّهما ينكمشان تدريجياً لعدم العناية بهما ,ولسياسة تركيا وإيران في هذا الشأن حيث أنهم دول المنبع!
ولمن يريد الحقيقة (النسبية) الأقرب للواقع في هذا الشأن (شأن حضارات بلاد ما بين النهرين) ,فليتابع العالِم العراقي المعروف (د.خزعل الماجدي) ,في كتبهِ وأشرطته ومحاضراته وندواته .فهو من بين القلّة القليلة التي تسلك درباً علميّاً أكاديميّاً لوصف هذا التأريخ!
على كلٍ بالنسبة لي ,لا أصدّق مثلاً أنّ العصر العباسي الذي كانت فيه بغداد الجميلة عاصمة الخلافة الإسلاميّة ,هو العصر الذهبي لجميع مراحل العراق التأريخيّة .فبدايتهِ كانت تستند على الفتن والقتل والحروب والتوسع الإستعماري حسب مصطلحات العصر الراهن .ونهايتهِ كانت كارثية بكلّ المقاييس النهضوية بحيث أدخل الشعوب الخاضعة الى ما سُميّ بالفترة المظلمة ,أو الإحتلال العثماني القذر لو شئتم!
مصير عراق اليوم مرهون بالإسلام السياسي!
تأسست الدولة العراقية الحديثة أعقاب ما سُميّ بثورة العشرين ,وبالتحديد يوم 23 آب (أغسطس) عام 1921 ,بموجب مؤتمر القاهرة ,بمساعدة الإنكليز بالطبع .
فهم المنتصرون في الحرب العظمى (ح ع 1) ,على دول المركز التي ضمّت ألمانيا والمجر والنمسا والرجل العثماني المريض ,الذي كان قد إستعمر العراق وأغلب الدول الإسلامية لما يربو عن خمسة قرون مُظلمة بكلّ ما فيها !
كانت فترة التأسيس من 1921 الى حدّ 14 تموز 1958 ,فترة حكم ملكي ,بأشراف الإنتداب البريطاني ,لتدريب العراقيين على فنّ الحُكم والديمقراطية .
لكن هل حدث ذلك فعلاً؟
أفضل وصف لتأسيس الدولة العراقية أقتبسه من الكاتب العراقي المعروف (د.حميد الكفائي) ,حيث يقول :
[ ..الحقيقة أن الدولة العراقية ولدت كسيحة، فقد أسسها غرباء يبحثون عن سلطة ومجد، وفق نظريات وضعها لهم غرباء يبحثون عن هيمنة ونفوذ وموارد،
بينما قاطع تأسيسها جهلة يقودهم غرباء، بتحفيز من غرباء طامعين، لا يريدون لدولة حضارية أن تقوم إلى جوارهم، وظل سكانها المختلفون دينيا وعرقيا وثقافيا ومعرفيا، أسرى للتقاليد والأوهام والخرافات والطموحات الطوباوية، تتجاذبهم الأهواء والأفكار والأيديولوجيات ذات اليمين وذات اليسار]..إنتهى!
أمّا الفترة التي تلت سقوط الملكيّة من 1958 الى 2003 ,أيّ 45 عام ,فكانت فترة الحكم الجمهوري الديكتاتوري عموماً ,بالاخص زمن الطاغية الأخير من 1968 الى 2003 (عمليّاً) .تلك كانت ألعن فترة خلال جميع مراحل العراق التأريخية ,حيث كانت الحياة لا تُطاق ,في ظلّ جمهورية الخوف حدّ الموت من الديكتاتور والحروب العبثية التي شنّها على جيران العراق إيران ثمّ الكويت ,ثمّ طردهِ من الأخيرة من خلال تحالف دولي تقوده أمريكا ,ثم الحصار الإقتصادي (الصدّامي وليس الأمريكي في الواقع) ,الى 2003 ,حيث نالَ الشعب العراقي حريته الحقيقية لأوّل مرّة عقب تحرير العراق من أبشع طاغية على مرّ العصور!
لم ينل المُحررين الجُدّد حتى كلمة شكر أو ثناء ,بل أنّ اللعنات مازالت تتوالى عليهم من الغالبية العظمى ,بداعي أنّ حال العراق اليوم أصبح أسوء بكثير من حالهِ زمن صدّام .هذا صحيح في الواقع ,لكن ما لا يقوله أحد لحدّ الساعة أنّ العيب ليس في تحرير العراق ,لكن في الساسة الجُدّد الفاسدين الفاشلين بكلّ المقاييس ,وهؤلاء هم من أبناء العراق نفسه ,ليسوا أمريكان أو إنكليز أو من كوكب آخر!
على كلٍ فإنّ نكران الجميل ليس بغريب عنّا ,إذ طالما فعلنا ذلك سواءً مع الإنكليز في القرن الماضي أو مع الأمريكان في بدايات القرن الحالي!
وتعبير (ونستون تشرشل) كان الأفضل معنىً عن هذه الحالة العراقية ,ولا غرابة في ذلك فهو قد نال جائزة نوبل في الأدب .
قال : العراق وُلِدَ في لحظة من لحظات الغضب!
ثمّ قال : أوّاه من العراق ,يا لهُ من بركان ناكر للجميل!
والسؤال المهم الآن : أين العلّة إذاً ؟ ولماذا لم ينهض العراق كما نهضت اُمم من قبلهِ بعد تحريرها من طغاتها؟
الجواب الحقيقي الذي لا تجرؤ الغالبية على البوح به يكمن في الإسلام السياسي!
أحزاب دينية متخلفة ومليشيات فاشيّة إرهابية ,إستباحت البلد طولاً وعرضاً .
وساسة إسلاميين تقاسموا المناصب والثروات وسيطروا على جميع أشكال الحياة!
لكن عندما يُطرح السؤال التالي على أيّ مسؤول حكومي أو سياسي أو كاتب أو مفكر عراقي : كيف السبيل لنهوض العراق؟
تأتي جميع أنواع الأجوبة المتوقعة وغير المتوقعة ,فيضعون أسباب الفشل على الساسة الفاسدين أو الطائفية المقيتة أو الدول المجاورة ..وصولاً الى المؤامرة العالمية ورغبة الدول الكبرى بعدم نهوض العراق!
بينما عندي الجواب الصحيح المختصر : المشكلة من الإسلام السياسي!
والحل : بالدولة العلمانية بمعنى الكلمة ,حبس الدين ورجالهِ في بيوت عبادتهم لتفتح جميع أبواب الحياة أمام الشعب ,بما في ذلك السلام والتعاون مع مَنْ يعتبره رجال الدين وأدعياء الوطنية الأنذال ,العدو الأوّل للعراق والعرب ,مثلما يفعل عرب الخليج أنفسهم!
ويبقى كلّ كلام خارج عن هذه الفكرة مجرد لف ودوران وتزويق وتنطيط!
نعم يا عراقيين : أزيحوا الإسلام السياسي من حياتكم لتنفتح أبواب النهوض!
وإنسوا أيّ نهوض او تنمية أو معرفة أو تطوّر ببقاء الإسلام السياسي متسيّداً على رقابكم!
***
الخلاصة :
تلكَ عشرة مفارقات إسلاموية فاضحة ويمكن لكل قاريء أن يضيف العشرات منها ,فهي تبدأ ولا تنتهي .كلّها تصبّ في مجال خطورة الفكر الديني المُتطرّف!
معلوم تأريخيّاً أنّ رجال الدين هم الأكثر خطورة على وجه الأرض (بالأخص عندما تصبح آلهتهم مُهدّدة) .هذه فكرة الكاتب الأمريكي الشهير (دان براون) .
صاحب روايات الحصن الرقمي وشفرة دافنشي والأصل والجحيم والعديد سواها!
في الواقع أغلب عقلاء وحكماء وفلاسفة الكوكب الأرضي يتفقون مع هذا القول!
لأنّه ببساطة وحسب إعتراف رجال الدين أنفسهم (بالأخص الإسلاميين) أنّهم بأعمالهم وأفكارهم ,إنّما يرجون تجارةً لا تبور!
بمعنى أدّق ,أنّهم بتشجيعهم وحثّهم على كراهية وإلغاء الآخر المختلف ,وعلى القتل والسبي والسلب والنهب وغير ذلك من الأعمال القبيحة ,إنّما يطلبون وجه الله ورضاه عنهم ونِعَمهِ في الدنيا وجنتهِ الموعودة في الآخرة .
فأيّ شيء في العالم أخطر من هذا الفكر المجنون؟
مثل هذا الفكر الذي لم يَعُد يصلح للحياة في الألفيّة الثالثة ,يُنتج على الدوام وطيلة الوقت أفكار مجنونة أكثر وأكثر ,كقولهم أنّنا بناة الحضارة الأصليّون ,عندما كان الغرب (الكافر) يغّط في سباتهِ ,ثم فجأةً صحى هذا الغرب وسرق منّا العلوم (والصفر) ,فإخترع وأكتشف وتطوّر ,ثمّ عاد ليحتلنا ويضعنا في الحضيض .
والأغرب في ظنّهم أنّ كلّ هذا السيناريو البائس الوهمي حصل كوننا إبتعدنا عن ديننا الحنيف ,لا أعرف متى ولماذا ,رغم زعمهم أنّهُ دين اليُسر والمحبّة والسلام!
منطقيّاَ ..البشر صنعوا حضاراتهم المختلفة وصولاً الى الحضارة الغربية العلمية العلمانية التي تسود عالم اليوم شرقه وغربه ,بمساعدة وتكامل بعضهم مع بعض!
والعقائد الشموليّة كانت مُحفزّة في البداية لكنّها أصبحت مُعيقة للحياة في النهاية!
وعمليّاً ,لولا الإستعمار الغربي (أنا اُسميه التحرير والإعمار) ,لبعض الدول بالأخص العربية ,لكانت شعوبها ماتزال تغّط في سبات العصور الوسطى .لا بل لم تكن لتكون دول بالمعنى الحديث للكلمة الى يومنا .كانت ستبقى محض ولايات متخلفة تابعة للخلافة العثمانية القروسطيّة ,أو داعش بأحسن الاحوال!
سأختم بثلاث مقولات لحُكماء مشهورين!
الأوّل المصري سلامة موسى ,يقول : العقيدة ,هي إنتحار العقل!
الثاني الإيرلندي برنارد شو ,يقول :على الاُمّة اليقظة أن تُنقّح ديانتها مرّة كلّ عام على الأقل!
الثالث الألماني فريدريك نيتشه ,يقول :
من بين الأشياء جميعها هناك شيء واحد مُستحيل ,أن تكون هناك معقوليّة في العقائد!
الروابط :
1 / تقرير الحُرّة ـ ليس الأفيون وحده ,تجارة المخدرات تزدهر في أفغانستان!
2 / مقال أمين الزاوي ـ أخطار إستعمال مفهوم العالِم والعلامة عند العرب!
رعد الحافظ
26 سبتمبر 2022