لا أبلى ألله قوماً أو بلداً بجارٍ سيء كالكويت
    الثلاثاء 14 مارس / أذار 2023 - 18:36
    طعمة السعدي
    شهدنا في طفولتنا في المدرسة الإبتدائية بعض ألطلاب لا ينفكّون عن عمل (ألخبائث و التحرش بالآخرين)، و لا يتوقفون إلا (بِكَتْلة) من طالب قويٍّ يهابه ألطلاب في الصفوف ألعليا و ألسفلى (كما كان كاتب ألمقال). و حين يُضرَبون يكثرون البكاء و ألعويل، لكنَّهم لا يتوبون، بل يعودون إلى أفعالهم ألخبيثة مراراً و تكراراً، لأنَ جلودَهم تَحُكُّهُمْ كما يقول ألعراقيون، و لا تزول ألحكّة مؤقتاً إلّا بكتلة نظيفة. لكنَّها تعودُ مُجدَّداً تليها كتلةً أخرى، وَ شَبَّه أهلنا مثلَ هؤلاء بالعقرب ألتي دواؤها ألسحق بالحذاء.

    ما أنتم يا آل ألصباح إلا محتلّون لبلدة ألكويت ألبصرية بعد أن هاجرتم، كبدو رحل من شبه جزيرة ألعرب، إلى هذه ألبقعة ألعائدة إلى ألبصرة في سنة  1752م،  و إشتغلتم بصيد ألسمك و أللؤلؤ، و لم يكن لكم ذكرٌ لا في ألعير و لا ألنفير، و كان كرماً من عشائر أهالي ألبصرة و ألعراقيين جميعاً أن سمحوا لكم بالإستيطان فيها من باب ألعطف و ألشفقة. و كانت ولاية ألبصرة في ذلك ألوقت كما كانت طوال ألتأريح منذ الفتح ألإسلامي  تمتد جنوباً حتى قطر و ألبحرين (راجعوا ألخرائط في ألعهد ألعثماني). و أتحدى من يستطيع أن يثبت أن كانت هنالك دويلة إسمها ألكويت أو ألإمارات (كما كان يوجد ذكر للبحرين على سبيل ألمثال لا ألحصر) منذ ألعهد ألعباسي ثم ألعهد ألعثماني و حتى سقوط ألإمبراطورية ألعثمانية بعد ألحرب ألعالمية ألأولى. ببساطة ألكويت دويلة صنعها الإستعمار على قاعدة فَرِّقْ تَسثدْ و لتبقى قاعدة له وقت ألحروب.

    لذلك فَهِمْنا أنكم من صنع قوى إستعمارية غاشمة قسَّمَت ألأوطان،  و أُقتَطعتكم من ألعراق في ألحقبة ألإستعمارية ألتي تلَت ألحَرب ألعالمية ألأولى (1914-1918)، و جعلت منكم و أمثالكم دويلات صغيرة مقابل معاهدات تستعبدكم و تجعل منكم قواعد إستعمارية لحشد جيوش ألعدوان على ألعراق أو غيره كما حدث في سنتي 1991 و 2003، و لا تستطيعون ألخلاص منها مقابل حمايتكم، فلم تكن ألكويت قبل جعلها دُوَيلة سوى مركزاً لإصطياد أللؤلؤ، و سوق مناخٍ تباع فيه ألإبل لأنَّ أغلب سكانها من ألبدو ألرُحَّل (عدا عشيرة ألنقيب العراقية ألممتدة من ألبصرة إلى قضاء ألكويت) حتى إحتلاله من قبل آل ألصباح شيوخ عشيرة ألعتوب ألذين قتل شيوخَهم بعضُهم بعضاً، فقتل ألأخُ أخاه، و إبن ألأخ عَمَّهُ في همجية لا تحصل إلّا في عصابات ألمافيا، و العوائل ألمشبعة أفكارها و ثقافتها بالإجرام على قاعدة : إقتل أخاك و عمك و خالك، و حتّى إبنك و أبيك في سبيل ألإمارة و ألتسلط على خلق الله و ألمنافع ألدنيوية، و هي خروجٌ على تعاليم ألدين الإسلامي و كل الأديان ألسماوية و حتى ألوثنية لا ينساها ألتأريخ إن تناسيتموها و ذلك طمعاُ في ألمشيخة حتى إستقَرَّ ألحكم إلى ألشيخ مبارك ألصباح ألذي قتلَ أخوَيْه كِلَيهما لألّا ينافسانه على الحكم، و هما محمد بن صباح الصباح، و جراح بن صباح الصباح (هذا قُتِلَ بواسطة إبن أخيه جابر المبارك ألصباح) و ذلك في يوم 17 مايس سنة 1896 ولأنهما كانا يعارضان عمالة ألشيخ مبارك لبريطانيا ألعظمى. و حكم الشيخ مبارك الصباح و أولاده و أحفاده ألكويت منذ ذلك التأريخ حتى اليوم.

    لا يتوقفون عن ألتحرُّش بالعراق بكل ألأساليب ألخبيثة، و من بينها رشوة كل من يزورها من ألمسؤولين ألعراقيين ألوضيعين، ألضعيفي النفوس ألخونة ممَّن أتت بهم ألملاحم و ألفتن ألتي حلَّت بالعراق فصعد إلى ألحكم سقط ألمتاع ألذين إنضموا إلى ألتيار ألصدري أو حزب ألدعوة أو غيره من عصابات ما بعد الإحتلال ألأمريكي ألذي سلَّم ألحكم لرئيس وزراء مختل عقليا أراد أن يقيم علاقات مع (داعش، تخيلوا). و تتم رشاوي ألكويت إلى من يزورهم بأموال طائلة على أساس أنها هدية موظبة بشكل جيد لا تلوح منها رائحة ألدولارات ألأميركية، لتضمن ولاءهم لها لا لوطنهم ألعراق و منهم وزير وزارة سيادية حالي صامت عن إنتهاكات ألكويت لحدودنا ألبحرية، فقد أخرسته الهدية ألتي مر عليها عدة سنوات و نسي بلده ألعراق و مصالحه و قسمه على ألولاء له، فالدولارات تمحو أشياءً كثيرة و منها ألأخلاق و ألولاء للوطن عند بعض ألناس، و ليس جميعهم.

    و تحاول ألكويت ألتضييق على ميناء ألفاو بكل ألوسائل ألخبيثة، و منها دفن ألأماكن ألضحلة في الخليج العربي ضمن مياهها ألإقليمية لتكون جزراً تمدُّ من حدودها ألبحرية ألتي تبدأ عادةً على بعد مسافة معينة قدرها 12 ميلاً بحرياً أو أقل من ذلك، و قد تمتد إلى 200 ميل بحري في حدود الدول الواقعة على المحيطات،  و في هذه المياه الإقليمية يكون للدولة وحدها حق الملاحة و ألصيد فيها، و لها كل ألثروات ألمائية ألتي توجد فيها  كحقول النفط و حقول ألغاز. و الشحن البحري في المياه الإقليمية حق سيادي للدولة في مياهها، و لا يحق لسفنِ دُولٍ ترفع علماً أجنبيا ألدخول فيها إلا مقابل رسوم معينة. 

    و أقولُ للكويت، نعم أنتم أقوياء بتحالفكم مع بريطانيا ألتي يجب أن توقفكم عندَ حدِّكُمْ، لكنَّ هذا ألتحالف لن يكون للأبد، و حين تنتهي حاجة ألمملكة ألمتحدة إليه ستترككم وحدكم أمام مقاتلين عراقيين بواسل يشهد لهم ألتأريخ لا قبل لكم بهم، فلماذا لا تتركون تحرشاتكم و مطامعكم ألتي لا تنتهي و أنتم أصبحتم من أغنى دول ألخليج بفضل ألتجارة مع العراق و إيران فضلاً عن النفط و غيره مما إستثمرتموه من ثروات عراقية مغتصبة كالأرض التي تسكنونها.

    و على كلِّى حال، مراعاة حسن ألجوار مبدأ أخلاقي بين ألدول و العوائل و ألأفراد، وذلك لا يسمح لكم بالإعتداء على حقوق العراق في أرضه و مياهه، و سحب ثرواته الطبيعية كالنفط و الغاز بالحفر ألمائل مستغلين سبات ألمسؤلين ألعراقيين، أو كونهم عُمْياً بفعل رشاويكم ألتي لا تقوم بها ألا دويلة فاسدة تتعامل مع فاسدين عديمي شرف و ضمير و وطنية و أخلاق.

    و ختاماً أذكر أنَّ ألكويتيين كلَّفوا صديقاً لي بأن يبلغني في أواخر تسعينات ألقرن ألماضي (عندما كنت أحد مؤسسي مظاهرة الإعتصام ألمستمر ضد ألمقبور صدام ألذي إستمر من 4 كانون ألثاني 1997 حتى آيار 2003) أنَّهم يطلبون إستضافتي للعيش في ألكويت و ألكتابة من هناك ضد ألحكومة ألعراقية مقابل راتبٍ قدره 5000 دينار كويتي (تعادل 16300 دولار شهرياً) و سكن في دار ألسفير ألعراقي و سائق و سيارة و غير ذلك من ضمنها ألحصول على ألجنسية ألكويتية، فقلت له شكراً يا أخي ألعزيز، أنا ضدَّ صدام حسين و حكمه، لكني لست ضد العراق لألجأ إلى بلد آخر و أهاجمه، فقال لي إنها فرصة جيدة لك، و هنالك شخص بديل إن لم تذهب هو فائق ألشيخ علي، فقلت له: تخميني أنه سيذهب، و فعل ألرجل و لا زال هناك ككويتي هو و عائلته.

    طعمة عزيز ألسعدي 14 آذار 2023 
    © 2005 - 2023 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media