دول الثروة والثورة!!
    الأربعاء 15 مارس / أذار 2023 - 03:51
    د. صادق السامرائي
    دول الثروات تتمرغ بويلاتها , ودول الثورات متمحنة بتداعياتها , وجميع الأطراف تئن مضرجة بجراحها التي يصعب إيقاف نزيفها.
    فهذه تنزف ثرواتها وتلك عمرانها وأبناءها , والحالتان مرهونتان بقوى وقدرات خارجة عن سيطرتهما.
    دولة تلعب لعبتها والأطراف تنساق في اللعبة , والخطة مرسومة وتجري على قدم وساق , وما إستطاع شخص من دول الثروة أن يكون حكيما ومدركا لمآلات الأمور , فالطيش والنزق هما العنوان.
    والتفاعل بالسلاح المستورد بأبهض الأثمان هو الجواب العقيم على التحديات وصناعة المصير الأليم.
    وما حصل في اليمن لعبة سيئة مرسومة الآفاق معلومة التطورات , وما إرعوت الدول التي ساهمت بها , وما إستفاقت ووعت ما هو مرسوم ومبيت.
    أوهموها بأنها حرب بضعة أيام , كما أوهموا العراق من قبل , فوقعت الواقعة , وفار تنور الويلات وما إنتصر أحد , ولا حسمت المعركة , وإنما نيرانها أخذت تتسع وقدراتها تمتد إلى قلب الدول التي شاركت فيها.
    فهل من مخرج من هذا المأزق الحسراني؟
    إن أول ما يجب عمله وبشجاعة وثقة , أن تعلن دول الثروات والهفوات عن إيقافها , وتواجه نفسها وتعترف بعجزها على الحسم بالسلاح.
    وتترك البلاد لأهلها , وليتبعوا مَن يتبعوا , فالمجتمعات والشعوب تمر بفترات من التبعية لغيرها ,  لكنها تستفيق وتدين ما قامت به الأجيال الخانعة , لأن هذا السلوك لا يتوافق وبناء الدولة والعزة والكرامة والسيادة.
    فاتركوهم يكتشفون تقرير مصيرهم  وفقا لمصالحهم ورؤاهم , والتغيير من صلب واقع الحياة مهما توهمنا بغير ذلك.
    وترك أية حالة تتفاعل بعناصرها خير من مواجهتها , لأن المواجهة ستزيدها عزما وإصرارا على موقفها مهما كان ضارا ومتنافيا مع مصالحها ومستقبل بلدها.
    فدعوهم وما يرغبون , فحليبهم سيردهم حتما إلى أصلهم وجوهرهم أجمعين!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2023 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media