المُسَطّحون!!
    السبت 20 مايو / أيار 2023 - 05:13
    د. صادق السامرائي
    الأواني تنضح بما فيها , ويا ليتها تكون فارغة فلا تنضح شيئا , لكنها مترعة بالأقياح المندلقة من دماملها المتنوعة.
    وهذه الأواني تمثل العديد من الراقدين في كراسي الجور والسوء والعدوان على البلاد والعباد.
    وتجد المجتمعات التي سمحت لأوعية الأقياح أن تتوطن الكراسي , وتدوس على رؤوسها في محنة مروعة ومدمرة لوجودها الذاتي والموضوعي , لأنها تنفث  سمومها في بدن الوطن , وتغرز أنيابها الفتاكة في أجسام المواطنين , ولا تتعب من لسع ولدغ.
    وتكون مؤهلة للسرط المروع , لِما هب ودب , فقابليتها على السرط لا مثيل لها , ولديها القدرة الفتاكة على تذويب فرائسها في أحواض تيزاب الفساد , فتتفتت وتغيب ملامحها وعلاماتها الفارقة , فتتحول إلى مُلك مشاع للمفترسين والحافين من حول الكراسي الآثمة.
    فمصير الأمة يمكن الإستدلال عليه من أي إجتماع لسلاطينها المدمرين لوجودها , فحالما ينطقون , يبرهنون على ضحالة ما فيهم وعجزهم القيادي والإداري , وفقدانهم لقدرات الإلهام والإنتظام في مشاريع حضارية نافعة للناس وللأجيال.
    فأين القائد الذكي المثقف؟
    الأمة إعتادت أن يكون قادتها من المتنورين العارفين الحاثين على العلم والنشاطات الفكرية العالية , ولهذا كان لعقولها دورها الكبير في صناعة معالم مسيرتها الحضارية.
    فالمسطحون من ألد أعداء الوجود المعاصر , وعلى المجتمعات أن تصطفي الأذكياء والمثقفين المستوعبين للقيم الإنسانية , والمعارف الوطنية القادرة على صناعة الوجود الأفضل للناس أجمعين.
    فكيف التحقق والكراسي يتوطنها المغفلون؟!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2023 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media