انهيار قلعة (ألربيع ألعربي) ألأخيرة
    السبت 20 مايو / أيار 2023 - 17:10
    حيدر الصراف
    انها بأمتياز قمة الرئيس السوري ( بشار ألأسد ) و الذي استطاع بحنكة موروثة ان يجعل من مسألة أعادة ( سوريا ) الى الجامعة العربية و حضور مؤتمر القمة في مدينة ( جدة ) السعودية و التي لها اكثر من معنى و مغزى حتى أصبحت المشكلة السورية الشائكة على طاولة البحث العربية و في المقدمة و حتى قبل ( القضية الفلسطينية ) و التي لطالما استحوذت على الهم العربي ألأول طيلة مؤتمرات القمم العربية المنصرمة و ما يحسب للرئيس السوري هو اعتراف خصومه  القدماء بالحكومة السورية الحالية و سحب ألأعتراف من قوى المعارضة السورية و ذلك بعد ان يأست ألأطراف العربية وألأقليمية من محاولة او محاولات أسقاط الحكم السوري و لم يكن ذلك ألأعتراف المتأخر من باب ( صحوة ضمير ) او تصحيح خطأ انما ( مجبر اخاك لا بطل ) .

    كان من ألأجدر و ألأجدى و بدلآ عن دعوة الرئيس ألأوكراني ( يلجنسكي ) و الذي كان وجوده و حضوره و على ألأقل ( لا معنى له ) و ليس ذو تأثير على الحرب الروسية ألأوكرانية و كان بدلآ عن ذلك دعوة الرئيسين التركي و ألأيراني و هما اللأعبان ألأقليميان ذوو التأثير المباشر و الفعال في ( دول الجوار العربي ) و الذي لا يخفي التدخل التركي العسكري المباشر في ألأراضي السورية و كذلك و ان كان على نطاق أضيق في ألأراضي العراقية و كذلك التدخل ألأيراني في عدة دول عربية في لبنان و العراق و سوريا و اليمن و حضور زعيمي هاتين الدولتين ( تركيا و ايران ) قد يكون مؤثرأ و مهمآ و على صعيد المصالحات ألأقليمية كأن تجمع الرئيس السوري و نظيره التركي و كذلك الرئيس ألأيراني مع القيادة السعودية و حكومات دول الخليج ألأخرى .

    إعادة ترتيب أوضاع دول المنطقة و بعد المستجدات ألأخيرة و بحث جميع زعماء المنطقة عن الحلول السلمية للمشكلات الراهنة و  بموافقة ( أمريكية ) و ان كانت في الخفاء و من ابرز تلك المشكلات و المعضلات في المنطقة هي ألأوضاع المتأزمة في ( سوريا ) و دون حل ألأزمة السورية لن يكون هناك استقرار في المنطقة و هذا ما اجمع عليه قادة دول ألأقليم عندما خسروا رهان اسقاط النظام السوري أجبروا على التفاوض مع الحكومة السورية و التنازل عن مطلب اسقاط النظام السوري كما كان سابقآ و كما هو ديدن السياسة دائمآ حيث ( لا عدوات دائمة و لا صداقات دائمة هناك مصالح دائمة )

    وجود البلد ( سوريا ) موحدآ تحت السلطة المركزية في ( دمشق ) هو في مصلحة جميع دول المنطقة بما في ذلك ( أسرائيل ) فأذا ما تقسمت سوريا الى عدة دول فأن دولة ( ألأكراد ) في الشمال الشرقي السوري سوف تكون قاعدة امامية و مساندة لمطالب ( حزب العمال الكردستاني ) المشروعة في تركيا و هذا ما لا تسمح به الحكومة التركية و سوف تستخدم القوة المسلحة في تدمير ذلك الكيان الكردي المحتمل و كذلك فيما اذا ما استولت التنظيمات ألأسلامية المتطرفة على أجزاء من ألأراضي السورية و اقامت ( دولتها ) على شاكلة دولة ( داعش ) فأن جميع دول المنطقة سوف تشعر بالخطر القادم و الداهم و لن تقف مكتوفة ألأيدي امام السيناريو ألأرهابي القديم الجديد .

    أستقرار ألأوضاع و استتباب ألأمن هو حجر ألأساس في استقرار دول المنطقة و أمان شعوبها و لا استقرار في ( سوريا ) الا بوجود ألأراضي السورية موحدة و تحت سيطرة الحكومة المركزية في ( دمشق ) و لن يكون ذلك ممكنآ و متاحآ الا بعودة الحكومة السورية الى ألأطار الرسمي العربي في ( الجامعة العربية ) و كان حضور الرئيس السوري ( بشار ألأسد ) شخصيآ في مؤتمر القمة ألأخير في مدينة ( جدة ) وسط ترحيب عربي حار و من منطلق حاجة الطرفين ( السوري و العربي ) الى بعضهما البعض و من غير الممكن ان يتخلى العرب عن ( سوريا ) و كذلك من غير الطبيعي و المنطقي ان تتخلى ( سوريا ) عن محيطها العربي و كان لابد من انهاء القطيعة بين الطرفين و هذا ما عملت عليه قمة ( جدة ) و اجمع عليه الزعماء الحاضرون المؤثرون في المنطقة و كان التفاؤل واضحآ من عودة ( سوريا ) الى ألأطار العربي و أداء دورها الفعال و المؤثر في المنظومة العربية و ألأقليمية و ان اختلف البعض مع الحكومة السورية و اتفق البعض ألآخر الا ان القمة كانت بحق قمة الرئيس السوري ( بشار ألأسد ) .

    حيدر الصراف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media