مقالات

سليم البصون

من بين الذوات القدامى الذين تعاطوا الصحافة والقصة تحت عنوان "الشيء بالشيء يذكر"

23/01/2013 23:43
     لم أكن أعرف ان الأستاذ "يوسف عجاج" من الضليعين في أمور اللغة والنحو، وإنما فوجئت بان أسمه نشر في ضمن أسماء أساتذة اللغة الذين استوضحتهم في الحقل السابق في معرض تنكير(سلام عليكم ) في  بداية الرسالة وتعريفها ب( السلام عليكم ) في الناهية..لم أكن اعرف بحقيقة "يوسف عجاج" اللغوية هذه قبل ان يعرفني به الأستاذ "مجيب حسون" ـ وهو أدرى به مني بحكم الصلة الوثيقة بين الاثنين وبحكم اقتصاد معرفتي به على مجرد عملية التعارف ـ التي ربما يكون قد نسيها هوـ ولتي أجراها لنا قبل حوالي عشرين سنة ـ على ما اذكر ـ الأخ "مجيب" نفسه ، حين التقينا في مربع من مرابع الليل أيام كنا نجول ونصول في المرابع!.
•    فعلى هذا الأساس لا بد ان الأستاذ "يوسف عجاج" بين الذين سيدلون برأيهم في ما تساءلت عنه.وعلى أية حال فان هذه الحقيقة التي كشف عنها "مجيب حسون" لي  ولغيري دفعتني الى ان أكشف عن حقيقة "يوسف" آخر قد لا يعرفها مثقفو وقراء اليوم.
•    " يوسف" الأخر هذا
•    هو الأستاذ "يوسف متي"، الصحافي القديم والجديد، والمحلي ـ مع وقف التنفيذ ـ علما انه نال شهادة  الحقوق في العقد الخامس، والكتاب في احدى صحف اليوم لأكثر من "باب".
•    " يوسف متي" كان من كتاب القصة أيضا في مطلع شبابه وسيرته الأدبية. وقد كان في المقدمة من كتابها بالنسبة لذلك الظرف ـ أي في الثلاثينات ـ وقد جاء على ذكره وأستشهد به الأستاذ "عبد الإله أحمد" في الرسالة التي نال بها درجة الماجستير من جامعة القاهرة والتي طبعها في كتاب أسماه "نشأة القصة وتطويرها في العراق بين 1908 ـ 1939"!.
•    ويبدو ان الكثيرين من الصحافيين والأدباء ـ الذين يتعاطون كتابة القصة في مطلع حياتهم الأدبية ، فمنهم من ظل يعالجها ومنهم من تركها!..
•    ومن بين الذوات القدامى الذين تعاطوا الصحافة والقصة في الثلاثينات وبعدها ، واعتبروا من الذين زاولوا المهنتين، الأساتذة "جعفر الخليلي" و"أنور شاؤل" و"ذوالنون  أيوب" و" عبد الحق فاضل " أما الصحافيون القدامى الذين كتبوا لقصة في تلك الفترة ولم يواصلوها ـ أيا كانت نوعية تلك القصص ـ فمنهم الأساتذة : "توفيق السمعاني" و "عادل عوني" و "سلمان الصفواني" و "عبد القادر إسماعيل" و "لطفي بكر صدقي" و "محمد حسن الصوري"و "عبد الوهاب محمود" و "خلف شوقي الدودي" و "سليم حسون" و"صادق الأزدي" و "عبد القادر البراك" و "إبراهيم علي" و "نعيم طويق" و "عبد المهدي الفائق" !..
•    على ان هناك في الخمسينات فما فوق، من مارس الصحافة وعالج كتابة القصة وبرز في كليهما ، الأمر الذي لست بصدده الأن . وقد أعود إليه في قابل الأيام !..
•    والأيام ، أسم جريدة صدرت في العراق وفي غيره من الأقطار العربية ، وأول من أصدرها عندنا الأستاذان "عبد الرزاق الناصري" و ""عبد الجليل برتو" في 1930، على ان أخر من أصدر جريدة بهذا الاسم هو الأستاذ "عبد القادر البراك" الذي أمضى عقود حياته في الصحافة صاحبا الصحيفة أو محررا أو كاتبا. ومما أصدر صحيفة "الأمل" وهو الاسم نفسه الذي أصدر به المرحوم "معروف الرصافي" صحيفة في تشرين الأول 1923.
•    وذكر "الرصافي" يجرنا الى الحديث عنه . ففي 16 آذار، أي يوم الثلاثاء الماضي، حلت الذكرى السادسة والعشرون لوفاة شاعر العراق الكبير.وستظل قصائد هذا الشاعر وبخاصة السياسية والاجتماعية على لسان كل مثقف حر في الأجيال القابلة، مثلما كانت في جيله.
•    على إنني ـ بهذه المناسبة وتنافسا مع خط "المتفرج" الخفيف وجدت ان اقتطع أبياتا قليلة من بعض قصائد "الرصافي" أو مقطوعاته الخفيفة لأضعها أمام القراء،  ما دام الكثير من قصائد "الرصافي" السياسية والاجتماعية قد وضعتها أنا ووضعها سواي من الصحافيين والأدباء، أما جمهور القراء في أكثر من مرة وفي كل مناسبة!..
•    ففي قصيدته التي اسماها "بداعة لا خلاعة" الكثير من الأبيات "المكشوفة"، على ان من "المستورة" منها هذه الأبيات:
       هي غمـــــازة اللحاظ لعــــوب            ذات دل ظريفة لحانـــــه   
       بضة ، نعمــــــة لميس ، رداح           غادة أحورية ، بهنانــــــه
                  ناهده النودلين محطوطة المتنين           خود، رجراجة ، وركانه
                  خذله ساقها مهفهفـــــة الخصر           كعاب ، براقة سيقانـــــــه
     وقال في بعضهم هجوا:
                 سأضرم فيك ـ يالكع ـ الأهاجي            كنيران  تشب تجـــاه ريح
                جمعت المخــازي فيــــك حتـــى              يعد الهجو فيك من المديح
     وقال في راقصة :
                قامــــت تميس بأعطـــــاف وأوراك         رقصا على نغمات المقول الحاكـــــي
               حوراء جاءت وكل فـــــي مسرتــــه         لاه  وراحت وكــــل طرفـــــه بـــــاك
               شكوت من خصرها ضعفا وقلت لها          ملكية الحسن هل عطف على الشاكي
               فاستضحكت وهي تجني الورد قائلـة         ما أحسن الورد. قلت: الورد خـــــداك
               وقلت: أهوى. فقالت بالدلال : ومـــن         تهوى ؟ فقلت لهــا : أيــــاك  أيــــــاك
     وقال في جاهل متكبر:
              وشامخ الأنف ما ينفـــــك مكتسبا              ثوب التكبر في بحبوبة النادي
              قد لازم الصمت عيا  في مجالسه              كأنما هــــو مــــن نواب بغداد
     وقال في الجهل:
             ما أقبح الجهل يبدي عيب صاحبه              للناظرين وعــــن عينيه يخفيه
            كذلك الثوم لـــــم يشمه أكلــــــــــه              والناس تشتم نتن الريح من فيه
                                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     بقلم المرحوم سليم البصون (الصحفي المخضرم)
     نشرت في مجلة "المتفرج " في 18 آذار 1971         
                                                                                                                                        

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية