التفخيخ والتفخيذ - النفاق واجتماع المذاهب عند اسامة النجفي
    الأحد 18 فبراير / شباط 2007 - 12:51:10
    كان جوهر مقال الدكتور عبد الخالق حسين هو خطر الأستخدام للدين و تفسير لبعض الأيات القرانية او ألأحاديث النبوية لبناء ممارسة سياسية او اجتماعية وفرضها على المجتمع باسم الدين والشرع، سواء الخط التكفيري للقاعدة واتباعها – الجانب التفخيخي- ام استغلال مسالة الزواج بالصغيرة الذي يمكن ان يمارسه الرجال شرعا –الجانب التفخيذي- على فتيات غير بالغات بعمر تسع سنوات ضمن المفهوم الأجتماعي - وليس الديني او البيولوجي. وبقدر حرص الدكتور عبد الخالق على طرح المسالة بشكل موضوعي مثيرا خطر التسييس او استغلال الأحكام التي تتنافي اليوم مع مفاهيم المجتمع المدني وقوانينه التي تحتم حماية الفرد والمواطن كواجب اساسي للدولة - فان للمقالة بنفس الوقت علاقة بواقع القتل اليومي للعراقيين باسم الأسلام وتياراته السياسية خصوصا التكفيري ،او الطائفي الحاكم ، او ألأستبدادي في الشارع. وهذا عناه - بالأسلام السياسي- اي تسييس الأسلام ليصبح قوة سياسية تعمل وفق الغاية تبرر الوسيلة، وهو كما يرى فيه العلمانيون والمثقفون – وعموم الناس - خطرا على المجتمع وتشويه للدين الأسلامي – فالدين لله وحده لاشريك له – والسياسيون الأسلاميون هم من يريد ان يشاركه سبحانه وتعالى – وليس غيرهم.

    قرات للأستاذ اسامة النجفي ردا طويلا على صوت العراق نفى فيه من بداية جوابه وجود " الأسلام السياسي " وكأن القاعدة وحركات الجهاد والشورى وجيوش الخلفاء والأئمة- هي جمعيات خيرية دينية- واحزاب مثل التوافق والأسلامي والدعوة والمجلس – هي اندية فقهية لا علاقة لها بالحكم .

    وكرس في مقاله الطويل المنشور من عنوانه بانه رد على مقالة الدكتور عبد الخالق، ولكنه في الواقع لم يرد باي نقطة اثارها الدكتور ، بل ذهب يبرهن اجماع المذاهب وألأديان على زواج الصغيرة ، وكأن الدكتور عبد الخالق قد اتهم احدها دون سواها – رغم اختياره لكتاب اية الله الخميني كمرجع في مقالته ليدل القارئ على المصدر ومايطرحه –وهو مايتبع علميا. ان مقال د. عبد الخلق كان في وادي، ورد الأستاذ النجفي كان في واد اخر- وهذا ماندعوه علميا بغياب منطق المناظرة والخروج عن صلب الموضوع. فما علاقة اجتماع مذهب الحنبلية والمالكية والجعفرية واليهودية والنصرانية على زواج الصغيرة – فالنقد واحد لها – كما يطرحه العقل المدني اليوم الذي يرفض اي استغلال أو استبداد للفرد أواستخدام الدين لأغراض دنيوية وسياسية – بما فيها الأرهاب والقتل- والذي عبرت عنها مقالة الدكتور عبد الخالق.

    ماكنت لأكتب رأيا ينتقد فكرا يطرحه اي شخص مهما كانت اراءه- فهذا حق له واحترمه بما يكتبه- ولكن اذا طرح الراي للمناظرة والحوار -وهما مايكونا مفيدين لأصحاب ألأضداد في الفكر- فلها شروطها واولها احترام الشخص المقابل وألإمتناع عن لغة التكفير - بل استخدام الأدلة العقلية والواقعية المدعومة فيهما . اما التهجم وألأتهام والخروج عن الموضوع –بل ترداد مقولات تعود لنفس صنعة صاحبها- وهو ماأردت ان اذكر به الأستاذ اسامة النجفي – فهي اساليب لاتنتمي لمثقف اليوم، ولاتساعد على أيجاد حلولا للمشاكل ألأجتماعية والسياسية الخطيرة التي يواجهها مجتمعنا. وكم اتمنى لو حاول الأستاذ تكوين رده وفق منطق القضية . ,اود سؤاله مباشرة : هل تقبل ان تزوج ابنتك بعمر تسع سنوات ويتم نكاحها شرعا من رجل بالغ ؟ ارجو ان تجيب على سؤالي هذا مع نفسك – وتقرر هل هناك قضية تستحق النقاش- ام ان النفاق هو سمة العصر ويسمى باسم الأسلام. وهؤلاء هم يقولون بالأسلام وبالمصالحة في النهار ويقتلون بالليل . النفاق ميزتهم والأسلام لباسهم لاغير!

    مقالة مثل مقالة الدكتور عبد الخالق هي خير بداية ومتسع لحوار اسلامي – ليبرالي او علماني – الفكر الذي لاينفي الأسلام –كما يدعون - ولكن ينفي ان تتخذ منه وسيلة للقتل والأستلاب الأجتماعي وتغييب العقل وغسل الأدمغة ورمييها لتفجير نفسها وسط الناس او لأعتداء على الأطفال من البنات باسم الدين ألسلامي الذي برسالته الروحانية الربانية ام الأجتماعية التربوية - بعيد عن كليهما . فهو يستخدم اليوم للأغراض الدنيوية و السيطرة – ام لم نقل للقتل والنهب واستباحة النفس والمال والسلم الأجتماعي. وددت القول للأستاذ النجفي ومن يريد ان يتحدث باسم الأسلام ان لايكفروا احدا– فهذه مسالة متروكة لرب العباد – وافتى بها ألأمام علي عندما رفض تكفير معاوية – ونزل بها الوحي قائلا لرسوله وماكنت عليهم بمسلط بل مبشرا ونذيرا، ولا يضعوا أنفسهم موضع الحرص على الأسلام فقد جربهم الناس ورأوا النفاق من كل جوانبه- يدعو شيئا وياتون بنقيضه.
    والنتيجة نريد حوارا عقليا منطقيا لا تعاويذ تغلق الأبواب امام حوار الفكر ومفكريهم – حيث خرجت وبعد بذل جهد لقراءة مقالة الأستاذ النجفي – انه اتهم – مماجعلني اكتب - ولكن لم يفلح بطرح الموضوع اسلاميا وفق منطق اليوم .

    أين الفكر الأسلامي اليوم الذي نراه عاجزا عن التحديث الذي بداه الطهطاوي ومحمد عبدة والسيد الصدر الأول – وهل دعوات التحديث التي تاتي من مثقفين سيجرى لها كما أجاب صدام معارضيه! يبدو ان اسلاميي الطوائف فعلا مجتمعين عليها! انهم يتقاتلون ويكفرون بعضهم عندما نحن نسكت – ولكن يلتفون ويجتمعون علينا معا– اذا تكلمنا- انهم منافقون باسم الأسلام حقا!


    الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ...!
    د. عبد الخالق حسين
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media