-- --

" الأخبار " طوزخرماتو, تكريت  (ا ف ب) -  قالت امراة والدماء تغطي وجهها "فقدت كل افراد عائلتي" في التفجير الانتحاري الذي استهدف سوق آمرلي ذات الغالبية التركمانية الشيعية شمال بغداد صباح السبت. وقالت سكينة عبد الرزاق البياتي (55 عاما) لمراسل وكالة فرانس برس وهي تلهث ودموعها تختلط بدمائها "لا اعلم مصير زوجي وابنتي وابني لان المنزل انهار فوق رؤوسنا". واعلن مصدر طبي عراقي استشهاد 117 اشخاص على الاقل واصابة اكثر من 265 اخرين بتفجير شاحنة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت سوقا شعبية في آمرلي الواقعة بين كركوك وتكريت شمال بغداد. وقال الطبيب جودت عبد الله من مستشفى طوزخورماتو (185 كلم شمال بغداد) ان قسم الطوارئ "تلقى 30 شهيداً و105 جرحى" مرجحا "ارتفاع الحصيلة".

واضافت سكينة "كانوا في المطبخ وسمعت صراخ ابني قبيل الانفجار وانهار السقف بشكل كامل ولم اعد اسمع او اشعر بشيء ولم استفق من الغيبوبة الا وانا داخل المستشفى".

وقد اصيبت المراة بجروح بالغة في الرأس واليدين.

وتساءلت "لماذا فعل ذلك المفجرون؟ لماذا حرموني من عائلتي؟ الا يكفيهم استهدافا للمدنيين؟ هل هذا هو الجهاد الذي يقصدون (...) هذا ظلم بحق الانسان واساءة للاسلام يدفع ثمنه العراقيون".

واضاف الطبيب ان "فرق الانقاذ لا تزال تعمل على انتشال الضحايا الذين لا يزالون تحت الانقاض خصوصا وان سكان الناحية يتحدثون عن سقوط عشرات القتلى".

من جهته اعلن الطبيب محمد جاسم من مستشفى كركوك العام ان "قسم الطوارىء تلقى جثث خمسة اشخاص واربعين جريحا اصيبوا في الانفجار في بلدة امرلي" لكنه لم يوضح ما اذا كان هؤلاء نقلوا مباشرة من موقع الحادث ام انهم كانوا في مسشتفى طوزخورماتو.

وكان المقدم حسين علي رشيد معاون مدير شرطة طوزخورماتو اكد ان "انتحاريا يستقل شاحنة مفخخة فجر نفسه وسط سوق آمرلي (125 كلم شمال بغداد)".

وكانت حصيلة سابقة اشارت الى استشهاد 22 شخصا في التفجير.

وقال النقيب نوزاد عبد الله ان "الانفجار وقع صباحا واسفر عن انهيار عدد كبير من المنازل المجاورة كما الحق اضرارا جسيمة بالمحلات التجارية".

بدوره قال عبد الحسين اكبر عزيز صاحب محل لبيع المواد الغذائية لفرانس برس داخل مستشفى كركوك العام "كنت في محلي التجاري وشاهدت الانفجار الذي يبعد حوالى 400 متر (...) استشهدت امراة مع طفلها كانت اشترت مني بضائع بفعل الشظايا".

واضاف "لقد اصيبت ساقي بشظايا وشاهدت الطفل وامه يموتان امام عيني ولم استطع اسعافهما".

وتابع "رأيت النيران تلتهم المحلات القريبة وعددها اكثر من عشرين محلا تجاريا ضمنها مطعما شعبيا وورشة صناعية وكانت نيران هائلة جدا وتصاعد الدخان والغبار فوق المكان بشكل مخيف ومرعب لم نشاهده من قبل".

واكد اكبر ان "هذا الانفجار هو الاول من نوعه في هذه الناحية".

وقد تعرضت بعض اماكن تواجد التركمان في المنطقة مثل سليمان بيك وداقوق منذ فترة الى تفجيرات مماثلة اوقعت عشرات الشهداء والجرحى.

واستشهد 17 شخصا واصيب 67 اخرون معظمهم من المدنيين في 21 حزيران/يونيو الماضي بهجوم انتحاري بواسطة صهريج مفخخ استهدف مجمعا يضم مديرية شرطة سليمان بيك والمجلس المحلي والمكاتب الادارية.

وغالبية سكان المنطقة تنتمي الى عشيرة البيات من التركمان الشيعة.

وفي الثامن من حزيران/يونيو الماضي اكد قائد شرطة محافظة كركوك اللواء تورهان يوسف "استشهاد 19 شخصا بينهم خمسة من عائلة واحدة واصابة 22 اخرين بتفجيرين احدهما انتحاري داخل حسينية داقوق للشيعة التركمان.

معارك مع جيش المهدي جنوبي العراق
أكد مسؤولون عراقيون السبت أن مواجهات عنيفة تدور بين قوات الأمن المدعومة من الجيش الأمريكي، وعناصر جيش المهدي، المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينتي السماوة والديوانية جنوبي البلاد، وقد سقط أكثر من 59 شخصاً حتى الآن بين قتيل وجريح.

وترافقت المعارك مع حملات دهم في السماوة، فيما دعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، عناصر التيار الصدري إلى نبذ من وصفهم بـ "المسلحين والخارجين عن القانون" الذين يدعون أنهم أعضاء في التيار.

وقال المالكي: "على قادة التيار الصدري إصدار قرارات واضحة في هذا الشأن كي لا يصار إلى تحميلهم مسؤولية أفعال الآخرين ممن قد يستخدمون اسم التيار في عمليات القتل والإرهاب والخروج عن القانون."

وتأتي مواقف المالكي بعد سلسة من المواجهات السياسية مع المقربين من مقتدى الصدر، بدأت مع استقالة وزراء تياره من الحكومة، وتواصلت مع قرار الكتلة البرلمانية المقربة منه مقاطعة جلسات مجلس النواب بعد الهجوم الأخير الذي استهدف المزارات الشيعية في سامراء، بدعوى أن الحكومة مقصرة بما يتعلق بعمليات إعادة البناء.

وقد أفادت المعلومات الميدانية أن سبعة أشخاص في الديوانية سقطوا جراء المعارك الدائرة هناك، بينهم ستة مسلحين ومدني واحد، كما جرح 18 شخصاً في أحياء الوحدة والجمهورية.

أما في السماوة فقد قتل أربعة أشخاص وجرح 30 آخرين في قصف بقذائف المورتر استهدف عدداً من المنشآت الحكومية دون أن تتضح هوية منفذي الهجوم.

31 شهيداً بهجمات وحملات دهم
ارتفعت حصيلة قتلى هجمات السبت في العراق إلى قرابة 31 شهيداً بعد الانفجار الذي أودى بحياة 25 شخصاً في بلدة طوز خرماتو الشمالية، والهجوم الانتحاري الدامي على نقطة تفتيش للجيش العراقي في بغداد.

فق استشهد ستة أشخاص وجرح 22 آخرين، معظمهم من جنود الجيش العراقي، في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند نقطة تفتيش عسكرية جنوب شرقي بغداد.

وأكدت مصادر أمنية أن بين الشهداء خمسة جنود من الجيش العراقي، الذي جُرح أيضاً أربعة من عناصره في هذه العملية التي وقعت بحي الزيونة.

حملة مداهمات واسعة تعقباً لقادة القاعدة
وقامت قوات التحالف الدولي بحملة مداهمات واسعة النطاق في بلدات خان بني سعد بمحافظة ديالى، هيت بمحافظة الأنبار، ومدينة الموصل، أسفرت عن مصرع أربعة مسلحين وتوقيف تسعة يعتقد أنهم على علاقة بتنظيم القاعدة.

وكشف الرائد مارك يونغ، الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية إن هذه العمليات تأتي في سياق استهداف قادة القاعدة في تلك المناطق وضرب نشاطاتها.

في الغضون، أكدت وزارة الداخلية العراقية السبت، أن عدد ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف سوقا شعبيا في بلدة "جلولاء" الكردية شمال شرقي بغداد، مساء الجمعة ارتفع إلى 26 شهيداً و33 جريحا.