يهود العراق، ذكريات وشجون (26)
الأربعاء 31 أكتوبر / تشرين الأول 2007 - 01:46:27
أ. د. شموئيل موريه
كانت أيام الحرب العالمية الثانية أيام سعد للتجار العراقيين، وخاصة لأولئك الذين كانوا يقرأون الممحي. واشتروا السكر وغيرها من المواد الغذائية والجلود والقماش والأخشاب والحديد وكل شئ ممكن أن يخبئوه ويتاجروا به فيما بعد، وكدسوا هذه المواد في المخازن وفي سراديب بيوتهم، وخاصة تلك التي لا تتلف بالتخزين. أما أولئك الذين خزنوا القمح والطحين والرز والذين حلموا بالثراء الفاحش من أمثال والد صديقي ابراهيم كحيلة، فقد كانت خسارتهم فادحة. غلت اسعار الطحين والرز فلما "استحقت المحقوقة" ونزل الى السرداب فرحا حيث خزن الكواني، كنوزه المنتظرة وهو يمني النفس بالغنى السريع، هاله أن يرى الدود والفيران وهي تعيث فيها فسادا، وراحت عليه الثروة المنتظرة وبقيت الديون التي كان عليه أن يسددها، وأكلها أكله سودا. أما الموظفون والعمال فقد أكلوها بعد أفحم، إذ لم ترتفع رواتبهم بنفس الارتفاع الهائل للسلع والمواد الغذائية.
احتجنا في البيت الى أقلام الرصاص لـنكتب وظائفنا المدرسية: " سامي غوح (أذهب) عند جبوري اليبيع دفاتر واقلام، وجيب كم قلم". سألت جبوري: " بيش القلم؟"، أجاب: أثنين ابفلس، دهشت لجوابه، فلم يغيّر سعر الأقلام كما فعل باقي التجار. قلت له بسرعة: "زين انطيني عشرة". ذهبت الى البيت فرحا، وقلت للوالدة: جبوري بعّدو يييع القلام مثل الأول. قالت لي الوالدة، روح اشتري كل القلام اللي عندو. تعجب جبوري وقال: زين ما يخالف. وبعد أن اشتريت أقلامه، ساوره الشك وراح عند جاره أبو حسين: " أبو حسين أنت بيش اتبعه للقلم؟" أجابه: بأربع فلوس. ضرب جبوري جبينه بيده وقال: فرهدوني هل اليهود!. ضحك أبو حسين متشفيا وقال: كان لازم تحس من الأول لما راد قلم وتالي طلب عشر اقلام. ثم أصبح جبوري لا يبيع لنا شيء قبل "ما يدانش" (يراجع) السعر ويا أبو حسين، وقد ذكر جبوري هذه الحادثة الى يوم مغادرتنا العراق: شلون غلبتني بالقلام يا سامي ؟
أصبحت الأسعار تغلي، والوالد يربي ستة أولاد وتقاسيط المدرسة ومصاريفها، والملابس والمواد الغذائية صارت بالتموين وبالكابونات، ومع ذلك فاللمة على الشكر والشاي والتمن والخبز وغير ذلك من المواد الضرورية لا يقوى على شرائها سوى الجنود وأولائك الذين يرون أنفسهم "أبو جاسم لر"، فقد كانوا يصعدون على اكتاف الناس الملتمة على دكاكين التموين في فوضى وصراخ وتضارب والحصول بالقوة على ما يردون، وكثيرا ما عدت فاشلا من محاولة شراء المواد المطلوبة خاوي الوفاض وخاصة من فرن الخبز، وقليلا ما كنت أعود وفي يدي الأقراص المرجوة، يعني: "إيد من ورا وإيد من جدام"، ودموع القهر الخرساء في عينيّ وأخي الأكبر يصرخ بي " أشلون اغوح المدرسة بلا أكل، ألله يقبلا عليك؟"، فأقول له: "زين دغوح أنت جيب خبز يا بطل، اشو دنشوفك؟". وفي المخبز كان هناك من يأخذ الماشك (الملقط) بالقوة من الخباز ويعطي لأحد المنتظرين قرصا كأنه يساعد الخباز ثم يأخذ باقي الأقراص لنفسه ولا يكاد يبقي للآخرين شيئا، ويقول لهم: فليمان الله. غضب يوسف العركاوي ابن الخباز الذي كان قد أنهى خدمته العسكرية الالزامية منذ بضعة أشهر، وعلى حنكه دكة شذر، ويندعي بيها، وقال له مهددا: : تغا بس بقا، أحسن لك تستنظر لما يجي دورك، وطعينو الخباز يشوف شغلو". استهزأ به الرجل الأفندي أبو القاط المقجج (ذو البدلة ذات المربعات) والباينباع الأحمر، وقال له: " أنا آخذ الخبز بيدي، واليعجبك سويه". أجابه يوسف: زين دنعاين!"، لم يكذب يوسف الخبر، قفز الى صرة تحت لحاف التخت واخرج منها مع الخباز خنجرا يلمع نصله: "ولك إبن البوله، قتمشي لو مقتمشي؟" وطعن الأفندي في خاصرته. قفز الأفندي والقى بأقراص الخبز من يده وخرج من المخبز وقد اكفهر وجهه وهو يمسك مكان الطعنة. رأيت الدم يقطر من بين أصابعه وهو يصيح، شرطة! شرطة!. أصبت بصدمة لهذا العنف الذي لم أعهده بين اليهود من قبل. فأقصى ما كانوا يفعلونه في عراكهم اليدوي هو أن يقتربوا من الخصم ويضربون كفا بكف بصفقة واحدة بيديهم، ثم يفتحونها أمام وجه الذي يعاكسهم قائلين للخصم اليهودي ثلاث مرات: "أغماد أعليك وأطفاك، أطفاك، أطفاك، وأبيل عليك وعلى قصب غجليك!"، أي يدعو عليه بأن ينطفئ قنديل حياته. أما خناجر وطعنات ودم، فقد كانت غريبة عنهم.
أوقف المطعون عربة وغادر المكان وغاب عن الأعين. ومرة أخرى لا خبز ولا يحزنون، ومرة أخرى سينهالون علي في البيت بالتبكيت وتعييري بأني ما يطلع مني درب. أعدت الكرة في اليوم التالي، وصلت الى المخبز فإذا بي أرى أبا يوسف يعدو وراء شخص جاء لينتقم منه بسبب طعنة أمس. ألتفت الرجل الطويل الذي يشبه المطعون وأخرج بوكس حديد وضرب أبا يوسف في رأسه بلكمة رنحته. سال الدم غزيرا، وصاح أبو يوسف يطلب النجدة. ركضوا وراء أبو البوكس الذي فر من المكان وفجأة أنهار أمام دار خالي داهود ساسون وتكوم على الأرض، أخذوا يركلونه بأقدامهم إلى أن جاءت الشرطة وكلبشت الجاني وأخذت المجني عليه الى المستشفى، ومرة أخرى عدت إلى الدار بخفي حنين، بلا خبز بل بدموع خرساء من الخيبة ومن الغضب على ما يجري في هذه الدنيا التي أصبح اليهود من الجنود المسرحين من الجيش العراقي يتكلمون بلغة الخناجر.
أقبلت العطلة الصيفية وهي الكابوس الذي تعاني منه الوالدة كل عام، وخاصة أن الحرب العالمية الثانية كانت قد اندلعت فأين ترسلنا للتصييف؟ قالت للوالد أصبحت الأحوال لا تطاق، سته أولاد والجدة والدته وهو والوالدة، تسعة أنفار، في البيت والثلاثة الصغار وخاصة سامي وريمون اللذان لا يقعدان على أرض الله دقيقة واحدة دون خصام وصياح وتكسر الجام في اللعب بالكرة وتسلق شجرة التوت وإطعام الحمام والدجاج والعدو على الدرج صاعدين نازلين، أو الشجار مع أولاد الجيران. لم تعد تستطيع التخلص منهم بإرسالهم الى العمات وبيوت الاخوال بعد ما سوى سامي المكسورات مع جيرانهم المسلمين.
وتأزمت الأوضاع الاقتصادية، صاح الوالد الداد من الغلاء، وقالت الوالدة: ليش مني قلك تسيغ موظف ومحاسب ابشركة انكليزية ما اطعم خبز، لو تسيغ تاجر مثل خالي أبراهام صبحة هسا كان بربعت بالفلوس!. قال الوالد وقد شبع من تعييره بخالها التاجر الزنكين: خاطر الله كل ساعة تجيبين خالك الزنكين بالنص وتعيغيني بينو، متخلينا انعاين أشلون نحلا المشاكل مال هايي الحرب السودا والمصبوغة.
ثم قال لها بعد بضعة أيام: شفتولي طريقة اتخلصين من الاولاد. ليش ما نبعثم الريمون والمراد يشتغلون بالصيف ابمعمل الشخاط اللي افتحو بالكرادة ويحد من قرايبك، ستكون لهم فرصة للتصييف وربح بعض النقود تكون لهم "جقجيمة" (منحة يومية) يشترون بها صمون وعنبه لو زنكولة وجرك لو سميط. قالت الوالدة: الخايبين الأولاد بعد مفقسو من البيضي وتغوح اتشغلم مثل المكادي. قال الوالد زين دبغي انت غيغ طريقة أحسن تخلصين منهم. وأخيرا قرّ القرار بأن يذهب ريمون ومراد للعمل في معمل الشخاط، وأنا أذهب الى خالي حاييم في الكرخ.
كان معظم العمال في هذا المعمل من أطفال اليهود الساكنين في المحلات اليهودية الفقيرة، مثل ابو سيفين وأبو شبل، وهما المحلتان اللتان كان المسلمون يخشون المرور منهما لأن سكانها اليهود كانوا من "الأشقياء اللي راسهم حار"، يكيلون الصاع صاعين لكل من يعتدي عليهم، فيأخذون حذرهم منهم. أرسلتني والدتي ذات يوم الى محلة أبو سيفين لسخرة، لأشتري لها نوعا من الكعك لا يباع الا هناك. دخلت المحلة مع شاؤل بن خالي صالح صيون الذي يعرف دربونات هذه المحلات وليس مثلي غشيم من البتاويين يروح تياه أبهل العكود مال اليهود. صدمني أحدهم والتفت إليه فوجدت في يده ورقة كانت في جيبي! كيف وصلت الى يده؟ أدخلت يدي في جيبي فأذا المائة فلس التي زودتني أمي بها قد اختفت. أدركت بأني "أنضربت أبجيب"، تقدمت الى الولد الحافي وقلت له: أش سويت ولك؟ فإذا به يرمي الدرهمين الى صديقه والأخر يرميها إلى صديقه الثالث. علمت بأني في وسط عصابة من النشالين، وأحاط بي آخرون يصرخون بي لكي أترك الجناة. أخرجت سلك الكهرباء الذي أحافظ عليه في جيبي دائما لأدافع عن نفسي. ألقى النشال الثالث النقود وفروا بأجمعهم، كان شاؤل ابن خالي قد وقف مصعوقا من هذه اللعبة الجديدة، وبادرنا إلى مغادرة محلة أبي سيفين الخطرة، وقلت للوالدة: "هم زين فضت ابهاي ورجعنا الدرهمين، يما الهيج عكد بعد ما أدخل". وقد أجاد الأديب الكبير سامي ميخائيل في وصف هذه الطبقة من يهود بغداد في روايته الرائعة "فكتوريا"، ويقال إن من بين العكود التفرهدت بكل قسوة كانت محلة ابو سيفين لأن المسلمين الذين ذاقوا الأمرين من هذا العكد، أنتقموا من هؤلاء العركاويين الذين هزموا المفرهدين في اليوم الأول، فعادوا إليه في اليوم التالي مع بعض أفراد الشرطة ببنادقهم وأطلقوا النار على المقاومين لينتقموا من هزيمتهم الأولى وفرهدوهم عن بكرة أبيهم، إذ كانوا ممن لا يسلم من أذاهم لا يهودي ولا مسلم.
سر ريمون ومراد بالجو الجديد الذي أخذوا يعملون فيه في معمل الشخاط، فأهل أبو سيفين وأهل أبو شبل لهم لغتهم ومفراداتهم ومسباتهم الخاصة بهما والتي لم نسمع بمثلها لجدتها وطرافتها، وهي مسبات تفوق مسبات مظفر النواب في قصائده المبتكرة الأصيلة بعراقيتها وروحها الأبية ونغمة التشفي فيها من حكام العراق الظلام، ولكن مسبات هؤلاء الأولاد تفوق كل إبداعاته وتحطه وراهم "أبسبعة كاصر". وكان أغلب كلامهم مسبات وشتم ومفردات لم نعهدها من قبل، وكانوا بالرغم من صغر سنهم يلعبون القمار ويدخنون سرا وينشلون ويسرقون اذا امكن، وكان أحدهم يغافل المشرف على العمال ويدخل المراحيض ليدخن فيها، ولذلك أطلقوا عليه أسم "الصغصغ" (الصرصار)، وكان هؤلاء الصغار يتبادلون مسبات تضحك الثكلى لم نسمع بمثلها من قبل وجديدة علينا، حتى ان ريمون أغراني بالالتحاق به للعمل في معمل الشخاط لنـتـمتع بسماع هذه المسبات الجديدة والتصرف الغريب لهؤلاء الصغار الذي كانوا مصابين بفقر الدم ولم يكن نموهم كباقي الأطفال، إذ لم يكن لهم والد مثل والدنا يجبرهم كل يوم على شرب ملعقة من زيت كبد الحوت بالقوة ولا يأبه بالدموع والتقزز منها. كان الحماميل (العتالون) في سوق البتاويين وغيرهم، يحسنون المسبات الفحولية المثيرة، ولكن مسباتهم كانت مختلفة عن هؤلاء اليهود (ولماذا لا أسجل هذه المسبات الخاصة بهم، فنحن نخوض هنا موضوعا علميا خالصا في الأنثروبولوجية والفولكلور العراقي التاريخي والموضوعي، وتباح في الجامعات مثل هذه الصراحة ما دام المحاضرون لا يذكرونها للإثارة الجنسية بل للموضوعية العلمية والتسجيل التاريخي المحض. وهذا ما فعله العلماء العرب في القرون الوسطى، فقد سجل أبو الفرج الأصفهاني مسبات الخلفاء العباسيين لأمهات خصومهم بحرية تامة، فلا يوجد في الدين والأبحاث العلمية حرج من التدوين العلمي. وكان الخليفة العباسي المهدي أول خليفة شتم في وجهه في الاسلام على سبيل المزاح وقد سجلها المؤرخون). وكانت مسبات الحماميل المسلمين وغيرهم تتناول أعضاء الأمهات والأخوات الأمامية، وهي مسبات فيها فحولة مغتصبة، افتضاضية مخيفة عارمة تشحن الكلمة بشحنة من السحر الأسود العدائي الغامض الهاتك للشرف والذي يصيب سامعه بالجنون كما تصيب العين الشريرة الأعداء وترديهم قتلى، فيصعد الدم الى الراس وتلعب الخناجر والسكاكين ويتساقط القتلى وتتلوها سلسلة من الأخذ بالثارات. أما هؤلاء الشبلاويين والأبوسيفين فقد كانت تتناول الأعضاء الخلفية للخالات والعمات فقط بمصطلحات غريبة لعلها من مخلفات لهجة أيام هرون الرشيد المجيدة. كان إذا غضب أحدهم، وكثيرا ما يغضبون، يقولون، " هذا أبو العيو…ة، من خاغب تك جحغا الخلتو، زاغلني بالقماغ وفوقه يغيد خاوه مني خاطغ اسكتلو، لو يخبط أنا ما اطعينو وار" (ابن الفاحشة هذا، لأنعلن فرد من زوج مقعد خالته، حاول خداعي في الميسر ويطلب مع ذلك رشوة لكي لا يفشي سري، لو تمرغ بدمه، سوف لا ادفع له اجرة لعب القمار!) وإذا سبوا القسم الأمامي فانهم لا يستعملون الكلمة الدموية المخيفة التي يستعملها المسلمون في مسباتهم والتي أهدرت بسببها دماء غزيرة. وأفضل مسباتهم هي: "ز…ـا الامو أشلون نغل ابن نغل"، وكان المسلمون يضحكون لهذه المسبة اليهودية العنينة الباردة عندما يسمعونها من يهودي، فلا يجدون فرضا واجبا للثأر لشرفهم وإباحة دم المعتدي. فلما سمع الوالدان هذه المسبات، هالهم ما سمعوا وقالت الوالدة:
مقلتولك لا تبعثم يشتغلون، هذولي أهل أبو سيفين غاح اسقطوهم (يفسدون) لولادنا وكل الفرنساوي والطربية الفرنسوية اللي غبيتوهم عليها غاح اطيغ من غاسم. لازم انطلعم من المعمل".
لم تكن هناك حاجة الى نصائح والدتي، ففي ذات صباح ذهب ريمون ومراد للمعمل، ثم عاد ريمون، مسرعا: "أبو الزمايل ساقم الزمايل عل العناد علينا حيل، وسحقونو المراد" (ساق سائق الحمير حميره بقوة عن عمد نحونا وسحقوا بحوافرهم أخي مراد). كان ريمون قد فر من قطيع الحمير الذي كان يخب باتجاهه والتي ألهب الحمّـار ظهورها بالسياط بعد أن شاهد الطفلين اليهوديين في وسط الشارع. لم يجد مراد بجانبه ولكن بعد أن انقشع الغبار الذي أثارته حوافرها شاهد أخاه ملقى في وسط الشارع وقد سقط على الأرض وهو يعول ويبكي ممسكا أسفل بطنه بيديه والدم يقطر منها. حمل مراد على ظهره وتركه برعاية جبوري صاحب حانوت الدفاتر والأقلام لينادي الوالد وباقي الأخوة لنأخذ مراد الى المستشفى. طلبنا عربة ونقلناه الى مستشفى المجيدية. كان حافر الحمار قد فتح جرحا تحت سرة مراد وهو يقطر دما، وبعد العملية قال الشرطي الذي حرر الشكوى، والشفته كله: "هم زين فضت ابهاي، لما تكبر وتتزوج راح أيطيب الجرح، تكبر وتنسى، ما يخالف أبني!". ومنذ ذلك اليوم تبخرت أحلام الوالد بان أولاده الصغار سوف يعملون بعيدا عن البيت ويتركوا الوالدة براحة وبدون ازعاج يستطيعون الحصول على جقجيمة (مصاريف الجيب) التي ستخفف من مصاريف العائلة ومن غائلة هذه الحرب السوداء التي فشت فيها السوق السوداء وزادت من هوة الفوارق الطبقية في العراق. وجاء الكثير من المهججين من الشمال والجنوب إلى بغداد وكثرت السرقات وخاصة سرقة عجلات السيارات من محلة السعدون الغنية كما حدث مع سيارة بيت جلال بابان أمام مدرسة السعدون التي فك عجلاتها آثوريون تخصصوا بهذا الفن الجديد للمتاجرة بها، فكثير من السيارات صارت تمشي على الرنكات (على الإطار الحديدي). كنت شاهد عيان لمثل هذا السطو. ركض سائق سيارة آل بابان وراء آثوريين وأمسك بهما وأشبعهما ضربا بالقرباج وهو يقول لي "الكواويد باكوا الجرخ والتايرات والجوب مال سيارتي" (سرقوا العجلة والاطار الخارجي والأنبوب المطاطي الداخلي لسيارتي). أما الحادثة الثانية فقد كانت مع التلكيفية في عكدنا التي حادها حظها إلى بيت عقيد الركن.
بوخوم، ألمانيا، في 21/7/ 2007
كتبت هذه الذكريات لتنشر في مجلة أيلاف،
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف،
لا يجوز نشره هذه الذكريات بأية صورة كانت بدون اتفاقية وأذن خطي من المؤلف،
أ.د. شموئيل (سامي) موريه