ظلم المرأة وعصرنته التكفيرية واللبرالية
الأثنين 12 نوفمبر / تشرين الثاني 2007 - 12:40:11
ناجي نهر
المرأة تمثل الأنسان والمجتمع والحياة على كوكبنا وظلمها يعني ظلم الأرض وما عليها .
الأنسان إمرأة ورجل حينما يعمل بيده وبعقله إنما هو يصنع حاجاته ولوازم حياته وهو مازال يصنع الحياة ويطورها من خلال تطويره لوسائل إنتاجه وتفعيل الأستفادة من قانون التأثير المتبادل بين تطور وسائل الأنتاج وتطور وعيه ,ولا يستطيع أحد نكران هذا القانون وهذا الجهد عليه , والعدو والصيق يعترف له بذلك نظريآ على الأقل .
فالأنسان حينما يطور وسائل إنتاجه إنما يهدف من وراء ذلك سد نقصه و إحتياجاته الضرورية المادية والروحية ويستفيد الى أقصى حد من هذا التطوير فى تغيير واقعه نحو الأفضل .
وبالفعل نجد اليوم إن كل عقلاء الأرض سعداء بمسيرة الأنسان التطورية ومنبهرون ومنذهلون ومتعجبون من مستوى التطور المعاصر الخيالي الذي يطرق عقولهم وحواسهم مثلما تدق الأبواب والشبابيك المغلقة بعنف فلا تترك لأحد أن ينجاهل هذا الخليط العجيب من المنتوج المتطور ومن الأرقام والحروف والصور التي تملأ الفضاء وتقتحم مدارك الأنسان وترفعها الى أعلى بسرعة فائقة ولحظة بعد إخرى ,وتفرض أنماطآ من التحديات والسلوكيات التي يتعين فهمها ثم الأستفادة منها ومن معطياتها فى التطوير القادم للتقنيات والعقول فى آن واحد ,لكي يظل العقل الأنساني مبدعآ ومتحكمآ فى إرادته وفاعلآ في مصيرها ومشاركآ فى مستقبلها .
فمن أين يأتي الظلم Oppression يا ترى ؟
إنه يأتي من مصدر واحد فقط ولا غيره مصدر آخر ,إنه [ الملكية الخاصة الأستغلالية ] التي تعتبر إم المشاكل وأبوها ومصدرها ,فمنذ أن ولدت تقسمت المجتمعات وإنخلقت الطبقات وتكونت طبيعة ثقافية أنانية فى عقول مالكيها ترسخت مساؤها عبر التاريخ وتفاقم ضررها على الكادحين بقوة التسلط والأستبداد .
إن ظلم الناس يتجسد فى إحتكار حفنة من القراصنة لوسائل الأنتاج العملاقة من أجل حصولهم على أعلى الأرباح مخالفين فى ذلك قوانين الحياة ومسيرتها الأنسانية الصحيحة ,فبالوقت الذي يهتم الرأسمآليون بالسعي لتطوير تكنلوجيا وسائل الأنتاج من أجل إختزال أعداد العمال فى مصانعهم ورميهم فى الشوارع جياع متسكعين وجني الأرباح الضخمة من وراء تسريحهم ,تراهم من الجانب الاخر يعارضون قانون التوازن بين تطور وسائل الأنتاج وسعادة الناس الذين طوروا تلك الوسائل ,فالرأسماليون لا يبالون من مخاطر البطالة والبلبلة ومن زيادة الفقراء فقرآ والأغنياء غنآ ومن جورأحكامهم بالموت على كل من تسول له نفسه المطالبة بحقوقه وبالتصحيح العادل وردة الفعل من أفعالهم المتوحشة وأثرها المدمر في وجدان الناس المظلومين المؤدي فى نهاية المطاف الى سحقهم .
ولقد ظلت المرأة من خلال هذا الواقع الشاذ وسنن هذه القوانين الرأسمالية اللبرالية الجائرة هي المضطهد الأول وتزداد جورآ وظلمآ بفتاوى التكفيريين السلفيين الأنتهازيين حفدة الملكية الأستغلالية المستعدون فى كل زمان ومكان الى خدمة الأحتكار والأستبداد .
وتشجع حضارة الزمن المعاصروارتفاع الوعي ,النخب العلمانية على نشر ثقافة العدل الحقيقي المستند على الألتزام بقانون تناسب تطور وسائل الأنتاج و سد حاجة الناس المادية والروحية مع المطالبة بإختزال وقت العمل الى أقل من نصف الوقت الحالي لتوفير وقت السعادة الروحية للناس وتمكينهم من إستقطاب تطور حضارة عصرهم وملاحقة علومه وإستيعاب تطور تقنياته .
إن الأنسان العلماني المناضل المؤومن بالمساواة والأشتراكية إمرأة ورجل هو المؤهل لأحقاق العدل الأجتماعي المتناسب مع تطور هذا العصر ,من أجل الوصول بالمجتمع الأنساني الى الإلتزام بقانون مفاده ان [ تحسن وتطور وسيلة الأنتاج تعني تقلص ساعات العمل ] بمعنى آخر [ ساعات عمل الأنسان تتناسب مع تطور وسائل الأنتاج ] وحينما ينجح الناس فى تحقبق هذا الهدف ,ستحل أكبر العقد وستتيسر مسيرة التطور عليهم و سوف لا تجد إنسان بلا عمل وستجد المرأة والرجل المزيد من الوقت لدبير سعادتهما وتربية أطفالهما وترتيب وطنهما الصغير والكبير وإزالة البدع والشعوذات المدنسة فيه . إن الأنسان المعاصر لا يرغب بأجترار المفاهيم والآيديولوجيا كما صيغت فى الأزمان الغابرة ويقاوم بعناد فرضها عليه بالترغيب والترهيب ,كما لا يسمح بأن يستهان جهده ووعيه الذى خلق الحياة وطورها , وهواليوم يحث الخطى نحو تغيير نسبة الوعي لصالحه هذه الثقافة بسرعة غير متوقعة . حينذاك سيكتشف الجهلة مكانة المرأة ودورها فى صناعة التاريخ .