بغداد (أصوات العراق) - مثلت مشاركة العراق في دورة الخليج السادسة التي أقيمت في الأمارات عام 1982، لغزا محيرا للاوساط الرياضية عقب انسحابه من الدورة حين أوشك ان يتسيدها ويحتفظ بكأس البطولة في خزانته، ورغم ان شائعات كثيرة سرت في ذلك الوقت عن سر انسحاب المنتخب العراقي الذي سيشارك قريبا في النسخة الـ19 من البطولة، الا ان مدرب المنتخب الوطني عمو بابا آنذاك، كشف فيما بعد ان الانسحاب الذي افقد العراق الكأس الخليجية كان سببه “رسالة رئاسية”.
ويروي شيخ المدربين العراقيين عمو بابا لـ(اصوات العراق) في هذه السلسلة التي تتناول المشاركات العراقية في بطولات الخليج العربي، حادثة الانسحاب العراقي قبل آخر لقاء للعراق مع المنتخب الكويتي الذي كان قد صعد الى نهائيات كأس العالم في أسبانيا سنة 1982 بالتزامن مع البطولة الخليجية، فيقول ” إن “انسحاب العراق من البطولة كان له وقع كروي كبير في أرجاء البطولة، لا سيما وأن المنتخب العراقي حقق نتائج إيجابية في المباريات التي لعبها قبل الاسحاب، فقد وصلت الى الوفد العراقي في البطولة الذي كان يرأسه الدكتور أمير إسماعيل حقي رسالة (رئاسية) من رئيس النظام السابق صدام حسين، يطلب فيها من رئاسة الوفد الأنسحاب من البطولة على أساس أن ذلك الأنسحاب سيكون لصالح منتخب الكويت الذي تنتظره مشاركة في بطولة كأس العالم في تلك السنة، في الوقت الذي كان فيه المنتخب العراقي على وشك الفوز باللقب للمرة الثانية”.
ويقول عمو بابا الذي حصل للعراق على ثلاثة القاب خليجية هي مجموع ما حصل عليه العراق في تاريخ مشاركاته، انه اصطحب معه في هذه البطولة “باسل مهدي كمدرب مساعد وجلال عبد الرحمن مدربا لحراس المرمى، فضلا عن اللاعبين رعد حمودي سمير عبد الرضا وحسن فرحان وسمير شاكر وحارس محمد وهادي أحمد وحسين سعيد وقاسم محمد وغازي هاشم وباسل كوركيس وعدنان درجال وسعد جاسم وأيوب أوديشو وكريم كامل وناظم شاكر وعادل خضير وفلاح حسن وكريم محمد علاوي وفيصل عزيز وناطق هاشم وعلي حسين وعدنان حمد وأحمد راضي”.
ولعب العراق مباراته الأولى في خليجي 6 أمام منخب عمان ، وتمكن من الفوز بأربعة أهداف ضد لا شيء سجلها عدنان درجال (هدفان) وحسين سعيد وحسن فرحان، وفي المباراة الثانية فاز العراق على البحرين بثلاثية نظيفة سجلها حسين سعيد (هدفان) وفيصل عزيز، ثم تعادل مع المنتخب السعودي بهدف واحد لكل منهما سجله حسين سعيد، ثم فاز على منتخب قطر بهدفين ضد لا شيء سجلهما حارس محمد، وفي اللقاء الأخير قبل قرار الانسحاب من البطولة فاز العراق على الأمارات بهدف واحد ضد لا شيء، سجله حسين سعيد.
وسجل منتخب العراق في الدورة 11 هدفا، بينما اهتزت شباكه بكرتين فقط ، كانت حصة حسين سعيد من الأهداف العراقية خمسة أهداف وحارس محمد (هدفان) وعدنان درجال (هدفان) وفيصل عزيز وحسن فرحان هدف واحد لكل منهما .
وحصل حسين سعيد على لقب الهداف برصيد خمسة أهداف، ولكن الانسحاب شطب أسمه وأصبح لقب الهداف من حصة ماجد عبد الله من السعودية ويوسف سويد من الكويت وإبراهيم زويد من البحرين وسالم خليفة من الأمارات، رغم ان كل منهم سجل ثلاثة أهداف فقط، في حين كان امام حسين ان يرفع رصيده باهداف اكثر من المباراة الاخيرة التي كانت تنتظر العراق مع الكويت قبل الأنسحاب.
وكان ان المدرب العراقي عمو بابا، المدرب المحلي الوحيد في خليجي 6، فقد استعانت المنتخبات الخليجية الأخرى كلها بمدربين أجانب، إذ كان مدرب الكويت هو البرازيلي (شيرول) ومدرب السعودية البرازيلي (زاغالو) ومدرب منتخب قطر البرازيلي (أفرستو) ومنتخب البحرين كان يدربه البرازيلي (سياتيان) ومنتخب عمان كان يدربه التونسي (المنصف الليثي) ومنتخب الأمارات كان بقيادة المدرب الإيراني (حشمت مهاجراني) .
وسجلت ضد العراق في خليجي 6، ضربتا جزاء كانت من حصة منتخب قطر، حيث تمكن المهاجم القطري من تسجيل الركلة الاولى في مرمى رعد حمودي، في حين نجح حمودي في رد الركلة الثانية التي لعبها اللاعب الإماراتي حمدون.