للكهرباء تيار صاعق سيزعزع الأمن والأستقرار ويخلف الخراب والدمار، فما هو الحل؟ِ
الثلاثاء 22 يونيو / حزيران 2010 - 15:59:23
طعمة السعدي
قبل الأسترسال في هذه المقالة أود أن أذكر أبناء شعبنا الأعزاء جميعا" بحقيقة ربما تغيب عن بالهم في خضم حرارة الصيف اللاهبة ، ومشاعر الأحباط التي خلفتها الحكومات المتعاقبة ، ومأساة الفشل الذريع في توفير الطاقة الغائبة، أذكرهم بأن الأنتاج الذي ورثناه من حكم صدام المقبور كان كما أتذكر في صيف عام 2003 بحدود ثلاثة آلاف وخمسمائة ميكاواط أو أقل من ذلك .وكانت حاجة البلاد كما أذكر أيضا" بحدود ثمانية آلاف ميكاواط. ووصل انتاج الطاقة الآن ، بما فيه المستورد ، الى ما يقارب ثمانية ألاف ميكاواط أو أقل. لكن استهلاك الطاقة المفترض حاليا" (أي الحاجة الفعلية) يقارب خمسة عشر ألف ميكاواط. ولضمان عدم انقطاع الكهرباء بسبب الأحوال الطارئة (كبدعة العواصف الترابية ، التي يظن مسؤولو الكهرباء أنها لم تكن موجودة قبلا")* أو الأعمال التخريبية أرى أن الأنتاج يجب أن يكون بحدود ثمانية عشر ألف ميكاواط ، ويزداد سنويا" بحدود الألف الى ألفي ميكاواط ، أو أكثر لتأمين الزيادات المرتقبة في استهلاك الطاقة الكهربائية. ولا أذكر ذلك دفاعا" عن وزارة الكهرباء ووزيرها الفاشل الذي كان عليه أن يستقيل منذ عدة سنوات بسبب عجزه و فشله وتمسكه بالمنصب رغم كل ذلك ، ويبين بشجاعة أسباب فشل وزارته، علما" بأن المسؤولية تقع على الحكومة بأكملها وبضمنها رئاسة الجمهورية ، ومجلس النواب السابق الفاشل الذي شرع قانون انتخاب يحمل كل مساوىء ما سبقه ، ولم ينجح الا في تحقيق المكاسب والغنائم الشخصية.
ورثنا عراق ما بعد صدام وراتب أستاذ الجامعة دولارين أو ثلاثة دولارات ، في حين تتراوح أجور عامل البناء حاليا" بين 12 الى 20 دولار يوميا"، وأجور عامل البناء الماهر (الخلفة ) تتراوح بين 40 الى60 دولار يوميا" حسب المناطق ، وأغلى الأجور في بغداد. وتضاعفت رواتب الموظفين وأجور العمال مئات المرات. هذه معجزة بعين كل منصف وانسان موضوعي مخلص أمام نفسه وأمام ألآخرين. ولم يكن في الغالبية العظمى من بيوت المواطنين ثلاجات أو أجهزة تلفاز أو مكيفات هواء أو مبردات وغيرها ، ويكاد لا يخل دار منها مجتمعة أو منفردة حاليا". وهذا ليس تبرير لفشل الحكومة أيضا" ، بل أتمنى لكل مواطن أن يحصل على هذه الأجهزة ، وهي من حقه الطبيعي. الذي أريد أن أقوله : ان ألتخطيط في مجال استهلاك الطاقة كان قاصرا" وفاشلا" بشكل مقرف، ولم يحسب لهذه الزيادة الهائلة في استهلاك الكهرباء حسابا" دقيقا".
ما هو الحل:
1- على الحكومة القيام بشراء مولدات ضخمة وتوزيعها في كافة أنحاء العراق وتوظيف عمال وموظفين شرفاء للأشراف عليها. وتزويد كل بيت بما لا يقل عن 15 الى 20 أمبير مجانا" أوبأجور رمزية يلتزم بها المشرفون على استيفاء الأجور ، وليس اعتبارها من أملاكهم الشخصية ومضاعفة الأجور كما يحصل حاليا" حيث يستوفي المشرفون على بعض المولدات الموجودة ضعف الأجور المقررة من قبل وزارة الكهرباء ولا بد ان لهم شركاء فاسدين مجرمين في الوزارة. ولعلم الحكومة (التي لا تعلم ، وأنا الساكن في لندن أعلم) أن ألأسواق العراقية فيها كم كبير من المولدات ذات القدرة العالية التي كانت تستخدم في المعسكرات الأمريكية والجيش البريطاني في البصرة ، وهذه المولدات تزداد يوميا" ومن الممكن شرائها وتوزيعها على المناطق الأكثر حاجة في كافة أنحاء العراق بأسرع وقت ، وعدم استثناء منطقة أو قرية منها. واذا لم تكف هذه المولدات فيجب استيرادها من دول الجوار وبقية انحاء العالم ، لأن انتظارانشاء محطات جديدة سيجعل المشكلة تتفاقم وتقود الى ما يحمد عقباه اذا أخذنا بنظر الأعتبار دور الأعداء المتربصين بنا من دول الجوار الحاقدة اللئيمة الباغية ، والخونة العراقيين من اذنابهم ، اضافة الى مجرمي القاعدة وعصابات عزة الدوري ويونس الأحمد وذلك المرتعش ، كأنه مروحة فقدت الأتزان ، في الدنيا قبل الآخرة.
2- منع التجاوزات على خطوط الطاقة ومعاقبة اللصوص عقابا" مناسبا". كما يجب حماية الموظفين الذين تهددهم بعض العصابات والأحزاب ويجبلرونهم على عدم قطع التيار الكهربائي عن مناطقهم.
3- الغاء امتيازات (طبقة النبلاء ) من كبار مسؤولي الدولة وقادة الأحزاب الذين لا تقطع الكهرباء عن مناطقهم أو مجمعاتهم.
4- ألعودة فورا" ، ودون تأخير ، الى استغلال قروض اعادة بناء البنية التحتية ، بفوائد ميسرة ، وتسديد أقساطها بعد خمسة سنوات ، عندما يتضاعف انتاج النفط ، ويتعاظم انتاج الغاز ، والبالغة قيمتها 70 مليار دولار أمريكي وفرتها اليابان والبرازيل وكوريا الجنوبية مشكورة ، جميعها ، ورفضها مجلس النواب العراقي السابق (الذي يجب أن يعاقب على أفعاله وغدره بالشعب وحرمان أعضائه من رواتبهم التقاعدية ، وتجريدهم من مكاسبهم الأخرى) ورفضوا القروض حقدا" على المالكي وكأنه هو من سيستفيد من توفير الكهرباء وبناء البلاد واسعاد العباد. كانت لعبة قذرة لعبها بعض رؤساء المحاصصة ، وعلينا أن لا ننسى أبدا" تهورهم وطعننا في ظهورنا.
ما ذا يمكن أن نستفيد من قروض اعادة بناء البنية التحتية المذكورة أعلاه؟
1- حل أزمة الكهرباء (الجهاز العصبي للبلاد) بتخصيص 15-20 مليار دولار ليغطي الأنتاج الحاجة الفعلية ، وتوفير احتياطي من الطاقة بحدود ثلاثة آلاف ميكاواط ، والتخطيط لزيادتها سنويا لتأمين الزيادة السنوية المرتقبة في الأستهلاك و الحفاظ على الأحتياطي الوطني لكي لا يتكرر كابوس الكهرباء الجاثم على صدور أبناء الشعب مرة أخرى. وعلى العراق التخطيط لأستخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء ، اذا وجد الخبراء أن ذلك مجزيا" من الناحية الأقتصادية.
2- توفير المياه الصالحة للشرب لكل مواطن بما في ذلك القرى النائية.
3- بناء ما لا يقل عن 600000 وحدة سكنية (سنمائة ألف بيت وشفة سكنية) في كافة أنحاء العراق وبيعها للمواطنين والموظفين باقساط وشروط دفع ميسرة. ولو افترضنا أن معدل أفراد العائلة العراقية ستة أشخاص ، فذلك يعني توفير السكن لثلاثة ملايين وستمائة ألف مواطن.
4- مد شبكات تصريف مياه المجاري ومياه الأمطار.
5- تعبيد الطرق واصلاح تلك التي دمرت بسبب عدم الصيانة أثناء حكم صدام وبعده.
6- بناء المستشفيات.
7- بناء المدارس اللائقة بطلاب القرن الحادي والعشرين وتجهيزها بالمختبرات.
8- تجهيز الجامعات ومراكز البحث العلمي بأفضل المختبرات.
ان قائمة ما يمكن تحقيقه في مبلغ السبعين مليار دولار كبيرة جدا" ، وهذا ما ورد في ذهني ساعة كتابة هذه المقالة فقط. أما فوائدها الخفية التي ربما لا تقل أهمية عما ورد أعلاه ، فهي توفير عدد كبير من فرص العمل ، مما يفقد مجرمي القاعدة وعزة الدوري ويونس الأحمد فرص تجنيد الجياع والعاطلين عن العمل وتحويلهم الى ارهابيين قتلة بسبب الحاجة .وصدق الأمام علي عليه السلام كعادته بقوله (لو كان الفقر رجلا" ، لقتلته).
طعمة السعدي / لندن**
* تعقيبا" على تساقط أبراج الكهرباء: لا يعاني العراق من عواصف تبلغ سرعة رياحها مائة الى مئتي كيلومتر بالساعة والحمد لله. ويبدو أن أبراج الضغط العالي العراقية التي أعيد انشاؤها بعد أن قام أبناء الشعب ، وليس المحتلون ، بتفكيكها وبيعها في أسواق الخردة بأبخس الأثمان دون أي شعور بالمسؤولية لا منهم ولا من شيوخهم أو أئمة مساجدهم ، وما أكثرهم، ويبدو أن هذه الأبراج الجديدة من ورق!!!!!!!!!!! أو أن أسسها ركيكة جدا" لتتطاير أمام عاصفة ترابية. فماذا لو ضربت البلاد عاصفة بسرعة مائة وخمسين كيلومتر بالساعة لا سمح الله؟
ألجواب : لن يبق برج كهرباء قائم ، وسنشوى بلهيب الصيف ، ونعيش بظلام دائم لعدة شهور أو سنوات.
وملحق بالمقالة:
كم من المحتجين ساهم في خراب البنية التحنية وسرقة أعمدة وأبراج الكهرباء وأسلاكها ، والتيار الكهربائي نفسه ، وسرقة كل ما وصلت اليه ايديهم من اموال الدولة وغيرها؟
كم مواطن يقتصد في استهلاك الكهرباء ولا يترك المصابيح والأجهزة الكهربائية مضاءة أو تعمل دون حاجته اليها في غرفة أو مكان معين؟
ليتنا نتعلم الحرص و الأمانة والنقاء والصدق والأخلاص لأنفسنا أولا" ، وتأدية واجباتنا الوطنية بشرف ثانيا". كثرت المساجد والحسينيات وأئمتها ، وتضاعف عدد اللصوص والفاسدين والمجرمين والأرهابيين بتناسق غريب عجيب. نمشي الى كربلاء محملين بالذنوب والجرائم والبلاء. ظاهر أكثرنا يخفي ما تشيب له الولدان ، ويفجر حجر الجبال من الأحزان. لن يجدنا على هذا الحال لا حج مكة ولا اللطم في كربلاء. اذا خدعنا أهل الأرض ، فكل الغباء أن نظن أن بأستطاعتنا خداع رب السماء.
نحن نحصد بعض ما نزرع. ولا خلاص الا بالأخلاص ، ولا تقدم الى الأمام بسفينة نكثر من ثقوبها بأيدينا.
حسبنا الله ، انه نعم المولى ونعم الوكيل.
** يعيش الكثير من ذوي الخبرة والكفاءة في كل بقاع العالم بسبب خشية الجهلة وعديمي الخبرة والضمير منهم ومن كفاءاتهم ألعلمية والأدارية والفنية ، وأستحواذ قادة ألمحاصصة بكل المناصب والأمتيازات لهم ولأتباعهم لعدم وجود جهاز مركزي محايد وأمين وشريف يقوم بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب.