ألكهرباء شريان الحياة وعجلة التقدم والإزدهار لا يحضى بما يستحق من أصحاب القرار
    الخميس 24 مارس / أذار 2011 - 16:34:06
    إن أنس لا أنس وعود المسؤولين بحل أزمة الكهرباء ألمتكررة (في الصيف القادم) إبتداء" من (ألبشرى) التي أزفها لنا مستشار الأمن القومي السابق في أواخر عام 2003 بحل الأزمة في صيف عام 2004 كما أذكر ومن على شاشة التلفاز . ومرت سبع عجاف على وعده والإمور تسير من سيء الى أسوأ ، ورحل هو وبقيت أزمة الكهرباء. . لا عجب ، فكيف لطبيب ومستشار أمن قومي لا يفرق بين الحامض النووي والحامض المنوي عندما يذكر ألتحاليل للتحقق من هوية صاحب جثة وإرهابي مقبور كالزرقاوي ، وبمناسبتين إثنتين مسجلتين تم بثهما من على شاشات التلفاز ، كيف له أن يكون ضليعا" في أمور الطاقة ليتحدث عنها ناهيك عن الأمن ألقومي ومكافحة الإرهاب التي تتطلب شخصا" ذو قدرات فائقة وتجارب وخبرة عظيمة في هذا ألمجال ؟ هذا مثال صارخ ، بل قاتل ، على وضع الشخص الغير مناسب في المكان ألغير مناسب في الحكومات المتعاقبة بعد التحرير . وكان من الأجدر بهذا وأمثاله من المسؤولين أن يرفضوا مواقع ومناصب في الحكومة لا يفقهوا منها شيئا". فإذا كان الربان لا يعرف إستعمال البوصلة ومواقع النجوم والأجرام السماوية أو جهاز تحديد المواقع والإتجاهات فستبقى السفينة تدور حول نفسها ولا تصل الى هدفها مطلقا".
    وقبل ان اخوض في جوهر موضوع الكهرباء ، أود ان أذكر ألمواطن والقارئ الكريمين بما يصل الى حد عدم الأمانة في أداء ألواجب من تصرفات البعض في مجلس النواب السابق حين تم رفض القرض الياباني – الكوري – البرازيلي البالغ 70 مليار دولار يبدأ تسديده بعد خمسة سنوات ( بعد أن يتضاعف إنتاج النفط وإيراداته) وبفوائد رمزية ميسرة. رفضه قادة الكتل البرلمانية المتصارعة رغبة منهم بإستمرار الدمار والخراب في مجال البنية التحتية والإسكان والمواصلات والصناعة والزراعة والصحة خوفا" من أن يتم تحقيق تقدم هائل في هذه المجالات يسجل لنوري المالكي وكأنهم إختزلوا العراق وشعبه ومصالحه بهذا الشخص ، ونجاحه شكل و يشكل كابوسا" لهم بحيث أن دمار العراق ومعاناة ألشعب أهون عليهم من رؤيته ينجح فيلاحقهم كابوسه في أحلامهم أثناء الليل ويلاحق مخيلتهم في النهار وكأنهم لم يكونوا جزءا" من الحكومة لهم ما لها وعليهم ما عليها. والمضحك المبكي في آن واحد أن هؤلاء يذرفون دموع التماسيح على البنية التحتية والخدمات الآن (وبعضهم ممن يصر دائما" على أن تكون وزاراتهم خدمية) ويشجعون الفوضى والمظاهرات بحجة التأخر في الإعمار والإصلاحات التي كانوا سببا" مباشرا" لها متصورين ان ذاكرة الشعب ضعيفة ضعف ما كانوا يفقهون ويتفكرون .هؤلاء لم يؤدوا الأمانة ولا يستحقون أن يمثلوا عراقيا" واحدا" عدا أنفسهم.
    كما أن تأخير تشكيل الحكومة الذي ساهم فيه بعض قادة الكتل شل العمل في الإعمار والإصلاحات وأخرها سنة" كاملة". فكل رئيس كتلة يريد أن يصبح رئيسا" للوزراء ، وكل نائب يريد منصبا" وزاريا" ، وجاءتنا القوائم الإنتخابية بنواب لم يحصلوا على بضعة عشر صوت فقط ، وبعضهم غير مؤهل لمنصب بسيط ناهيك عن عضوية ألمجلس ألنيابي، وكرروا لنا وجوها" سئمنا رؤيتها في مجلس النواب في دورتيه ألسابقتين .هذا حرام بكل المقاييس ، ويجب تغيير قانون الإنتخاب وسن قانون جديد يؤمن أن النائب منتخب من قبل الشعب ولا يتم تعيينه من قبل رئيس الكتلة ، أية كتلة ، وبأسرع وقت ممكن . وبعكسه فستبقى معدة الشعب متخمة بما لا يهضم ، بل بما لا يؤكل أساسا". وبهذه المناسبة أهنئ قادة الكتل الذين ساهموا في تأخير تشكيل الحكومة قائلين : إن القبول بالمالكي مرفوض وخط أحمر ، والقبول به حرام كأكل الميتة. ثم قبلوا به ولصق اللون الأحمر في سيرهم وعباءاتهم ، وأكلوا ألميتة وهم أتقياء مسلمون!!!!!!!!!!!!!!!!
    نعود الى موضوع الكهرباء أساس ألعمران والتقدم ، والدواء لكل داء في الدول المتحضرة فنقول: إن كل مأ أراه وأقرأه الآن من معالجات لا ترقى الى مستوى ألحلول لهذه الأزمة ألتي يمثل حلها بصورة جذرية تحريك عجلة التقدم والإزدهار ألمتوقفة منذ ألعهد الصدامي المقبور والى سنوات قادمة لا يعرف مدتها الا رب هذا الكون العلي القدير. فالكهرباء ليس مصباح إضاءة ومروحة أو براد هواء أو ثلاجة أو مدفأة فقط. إن ما يستهلكه العالم المتقدم في هذا المجال ولهذه الأغراض لا يمثل الا نسبة 11% من ألطاقة اكهربائية ألمنتجة حسب المقاييس العالمية وهذا ما محروم منه الشعب العراقي لحد الآن ، ونأمل ان يتم تأمينه بأسرع وقت ممكن. وتستهلك الصناعة في المقاييس العالمية 37% من الإنتاج الكلي للطاقة الكهربائية ، والأعمال ألتجارية وألنقل 20% وتستهلك مشاريع إسالة الماء وألمجاري وتدفئة العمارات السكنية 5% من الأنتاج ألكلي *. نحن نفكر في ال 11% وننسى ما علينا توفيره للصناعة والتجارة والزراعة (حقول الدواجن وألمفاقس وغيرها) ومشاريع ألماء وألصناعة النفطية التي ستتضاعف حاجاتها مع زيادة الإنتاج وبناء مصافي جديدة.
    مختصر القول : نحن نتخبط في مشاريع تكتيكية لإمتصاص غضب الجماهير وكسب أصوات الناخبين ، لكننا ننسى بناء وطن عصري متحضر يواكب حضارة الألفية الثالثة في كافة المجالات ، وليس ألطاقة ألكهربائية فقط بمشاريع إستراتيجية، ولا بناء لهذا الوطن صناعيا" وإقتصاديا" وفي مجال البنى التحتية دون ألكهرباء ودون وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وألتخلي عن المقاييس الحزبية والفئوية والطائفية في تعيين ألمسؤولين الذين تقع عليهم مسؤولية ألبناء والإعمار، فالعراق لكل العراقيين ، والوظائف ألحكومية لكل ألمواطنين دون تمييز.
    ألمطلوب ألعمل بكل ألوسائل الممكنة للوصول الى إنتاج حقيقي لا يقل عن 20 ألف ميكاواط في مدة أقصاها ثلاثة اعوام من هذا التأريخ آخذين بعين الإعتبار كفاءة إنتاج ألطاقة ألحقيقية لكل محطة (حيث أن هنالك فرق بين ألطاقة الإسمية للمحطة وإنتاجها ألفعلي ألذي يقل عن ألطاقة ألتصميمية بشكل عام) ثم يتم زيادتها بمعدل لا يقل عن 10% سنويا لمواجهة الزيادة في الإستهلاك ألذي سيتضاعف مع زيادة ألدخل المتوقعة وزيادة ألسكان . فإستهلاك ألطاقة ألكهربائية يزداد بصورة متوافقة مع زيادة ألإزدهار الإقتصادي ومعدل ألإنتاج ألقومي وإرتفاع معدل دخل المواطن ، مع الأخذ بنظر الإعتبار حاجة القطاعات التي تحتاج الى ألطاقة ألكهربائية ولا يمكن أن تتطور ، بل لا يمكن أن تقوم بدونها كالصناعات الخفيفة والثقيلة وورش العمل والخدمات مثلا". ولا بأس من اللجوء الى قروض ميسرة من اليابان أو كوريا او غيرهما لتحقيق هذا الهدف ، لأن النتائج التي ستتحقق للبلاد والعباد ستكون ذات جدوى إقتصادية وإنسانية ومدنية أعلى بكثير من نسبة الفوائد التي سيتم دفعها لمثل هذه القروض ، ويتم كسب أضعافها بتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل في القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية والسياحية ، وإبعاد أولئك العاطلين (وخصوصا" الشباب منهم) عن الإنحراف وإرتكاب ألجرائم من أجل توفير لقمة العيش وعن شبكات المنظمات الإرهابية ألتكفيرية والبعثية التي تتربص بهم لإصطيادهم وتجنيدهم لأغراضها الإرهابية وتدمير البلاد ومسيرتها نحو الديمقراطية الحقيقية ، بعد تعديل قانون الإنتخابات الحالي الذي لا يحقق التمثيل الصحيح للناخبين ، ويمنح أصواتا" لمرشحين لم يصوت لهم الناخب بحجة القاسم الإنتخابي وغيره من الغرائب والعجائب.
    ومن أجل توضيح ما تستهلكه دول العالم من الطاقة الكهربائية لكل فرد من المجتمع بالكيلو واط أعددت الجدول التالي لإخذ العبرة ومقارنة إنتاج الكهرباء في مجموعة من ألدول ألمتقدمة ودول أخرى في المنطقة:

    ت

    إسم ألدولة

    حصة الفرد من الطاقة كيلوواط/ساعة

    1

    آيسلاندا (بلاد باردة جدا" وتحتاج الىتدفئة كثيرا")

    30363

    2

    قطر

    15829

    3

    الكويت

    14693

    4

    الأمارات العربية ألمتحدة

    12062

    5

    أليابان

    8499

    6

    سويسرة

    7728

    7

    هولندا

    7346

    8

    ألسعودية

    5466

    9

    ألصين

    2444

    10

    سوريا

    1958

    11

    الأردن

    1553

    12

    ألعراق

    1378

    13

    كوبا ( بعد 52 عام من ألثورة ألشيوعية ألماركسية)

    1281

    14

    مصر

    1158

    المصدر: http://www.photius.com/rankings/economy/electricity_consumption_per_capita_2009_0.html
    SOURCE: CIA World Factbook 2009

    ومن ألواضح أن إستهلاك ألطاقة يزداد في الدول ذات ألمناخ ألمتطرف حرارة أو برودة بسبب ألتبريد والتدفئة ، ويقل في الدول ألمعتدلة ألمناخ. ويتضح من هذا الجدول أن دولا" حديثة الوجود والإستقلال كالإمارات العربية المتحدة والكويت ودولة صغيرة كقطر تنتج ما معدله عشرة أضعاف حصة ألمواطن العراقي من الكهرباء ، وأذا كان إنتاجنا ثمانية آلاف ميكاواط ، علينا إنتاج 80 ميكاواط للحاق بهذه ألدول. فهل يدرك المسؤولون مغزى ذلك ، ومتى سنلحق بهذه الدول التي يشابه مناخها مناخ العراق (من ناحية الحرارة على الأقل)؟
    إن سبب هذا التخلف هو نظام صدام وحروبه العبثية ألتي خربت البلاد ، ثم المنظمات الإرهابية والبعثيين الذين منعوا إعادة الإعمار بعد ألتحرير بسبب أعمالهم الإرهابية وهجماتهم على مواقع البنى التحتية ، وبعكسه لكان العراق الآن في صدارة دول المنطقة في هذا المجال. وأرجو أن لا يعتبر هذا تبريرا" لتقصير الحكومة ألحالية وما قبلها من حكومات في حل هذه المشكلة وعلاج الداء الذي يصيب ألجهاز العصبي للبلاد.
    ونرى أن من ألضروري أن يتم توزيع بناء محطات إنتاج ألطاقة ألكهربائية في جميع ألمحافظات لتلبية حاجاتها حسب ألكثافة ألسكانية ومتطلبات ألبنى ألتحتية والصناعة ألمحلية للتقليل مما يتم فقدانه من ألطاقة في نقلها مسافات بعيدة ، وتقليص أثر ما تتعرض له أبراج ألضغط العالي من أعمال إرهابية بين حين وآخر. ولعلم ألقارئ ألكريم ، تقدر كميات ألطاقة ألكهربائية المفقودة في ألعالم وتضيع في عمليات ألنقل والتوليد ب 27% من الإنتاج العالمي ألكلي.
    وختاما" أدعو ألمواطنين والمستهلكين إلى ألمساهمة في ترشيد إستهلاك ألطاقة ألكهربائية ، وعدم ترك كل أو معظم ألمصابيح ألكهربائية وأجهزة ألتبريد وألتكييف وغيرها تعمل دون حاجة لها. فالعراقي تعود على ترك كل أضوية ألبيت والحديقة مضاءة ، وذلك ينطبق على أجهزة كهربائية أخرى وذلك عكس ما يفعله الغربيون في الدول المتقدمة حيث يتم إضاءة ألمكان الذي تجلس فيه العائلة فقط ، ولا تضاء ألغرف الا وقت ألحاجة. كما أن إستخدام مصابيح ألفلورسنت يحتاج الى ما يقارب ربع ألطاقة ألتي تحتاجها المصابيح ألعادية ، لذلك من الأفضل إستخدام هذه المصابيح متى أمكن ذلك. 
                   
    *- ألمصدر :
    http://en.wikipedia.org/wiki/Electricity_consumption


    طعمة ألسعدي / لندن 23 آذار 2011

    موقعي الشخصي
    http://www.t-alsaadi.co.uk/
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media