"القاعدة" تقتحم حديثة بملابس "سوات" وتقتل عناصر السيطرات
    الخميس 10 أكتوبر / تشرين الأول 2013 - 04:31
    بغداد (الصباح الجديد) - نشرت مواقع قريبة من تنظيم القاعدة الارهابي فيلما على موقع يوتيوب يصور عملية احتلال عناصر التنظيم مدينة حديثة بعد اقتحام كل نقاط التفتيش وقتل عناصر الشرطة والجيش المتواجدين فيها والسيطرة على المدينة لعدة ساعات من دون ان يكون هناك أي رد فعل عسكري أو إنذار لباقي القطعات العسكرية القريبة، ومن دون أن نرى أي اثر لتغطية جوية لمراقبة مناطق الحدود والصحراء او حتى استخدام لأجهزة الاتصال بين نقاط التفتيش نفسها على الرغم من مرور وقت طويل بين اقتحام نقطة التفتيش الأولى والتي تلتها.
    وبقدر ما يكشف هذا الفيلم تطور عملية الاعداد والتهيئة والتدريب لهذه «الغزوة» وبدرجة كبيرة من الاسترخاء والحرية وباستخدام سيارات وملابس وتجهيزات مطابقة لقوات «سوات»، فانه يكشف أيضا فقر الاستعدادات في مواجهة هذه الجماعات المسلحة في مناطق ساخنة، كمدينة حديثة، وضعف وهزالة الخطط العسكرية التي اكتفت كما في مناطق العراق الأخرى الساخنة والساكنة بوضع افراد قلائل في نقاط تفتيش تفتقر هي الأخرى للاعداد والتهيؤ وتركهم ضحايا لمثل هذه الهجمات.
    كيف استطاعت الجماعات المسلحة ولايام عديدة اجراء عمليات التدريب على «الهدف» وفي صحراء مكشوفة وباوقات مختلفة من اليوم نهارا وليلا وبهذه الاعداد من الاشخاص وباستخدام مختلف الاليات؟ وكيف وصلت تجهيزات وشارات قوات (سوات) والأسلحة والسيارات والمناظير الليلية الى هذه المجاميع المسلحة ؟
    لقد استغل هذا التنظيم هذه الملابس والتجهيزات لتحقيق هدفين، الأول استغلال ضعف التنسيق بين القوات الأمنية وايهامهم بان قوات مشتركة جاءت لنقطة التفتيش في واجب رسمي وتضمن بذلك عدم التصدي لها، على الرغم من ان وضع نقاط التفتيش لم يكن مؤهلا أصلا للرد على أي هجوم، والامر الأكثر أهمية انها استخدمت هذا الزي للدخول الى المدينة وايهام السكان ان هناك قوات عسكرية قادمة من خارج حديثة تقدم على اقتحام المدينة وقتل الشرطة واعتقال مسؤولين وقتلهم فيما بعد، لتوريط الحكومة في مثل هذه الجرائـم.
    والمتابع لردة فعل الأجهزة الأمنية من وزارة الدفاع والداخلية، الإعلامية والعسكرية، يرى ان الجماعات المسلحة نجحت للأسف في تحقيق الهدفين.
    لقد اسمت «دولة العراق الإسلامية « هذه العملية بغزوة القائد جراح الشامي والتي جرت عام 2012 وان تسعين شخصا شارك في تنفيذ هذه العملية بقيادة «والي الانبار» وهدفها اغتيال محمد حسين خلف أحد قادة الصحوات في حديثة والنقيب خالد الجغيفي مسؤول قوات سوات في حديثة وأخيه.
    يبدو من الصوت المصاحب للفيلم ان الشخص المتكلم من المسلحين العرب كما ان احد القتلى من جانب الجماعات المسلحة كان عربيا كما يذكر الفيلم وهو شامي، ما يعني ان هناك اعدادا كبيرة من المشاركين في العملية من الجنسيات العربية.
    وتقول هذه الجماعة المسلحة انها قتلت في العملية « جميع عناصر نقطة التفتيش الاولى وهم سبعة بينهم ضابطٌ برتبة نقيب، واقتحام نقطتي التفتيش على جانبي جسر بروانة وتصفية عناصرها وهم (12)، دخلت بعدها ثلاثة مجاميع لوسط المدينة واشتبكت مع دوريتين للشرطة فقتلت وأصابت منهم في الوقت الذي انتشرت فيها المجموعة الرابعة على المداخل لصدّ أي هجومٍ من الخارج، ولتصبح المدينة بعد ذلك بكاملها تحت سيطرة المجاهدين الفعليّة».
    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media