نيجيرفان بارزاني: أمن كردستان خط أحمر.. وأنبوب النفط إلى تركيا شارف على الانتهاء
أربيل: محمد زنكنه «الشرق الأوسط» - أعلن نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق المنتهية ولايتها، أن أعمال مد أنبوب ضخ النفط من الإقليم إلى تركيا توشك على الانتهاء، نافيا وجود أي عراقيل تعترض المشروع.
وقال نيجيرفان بارزاني، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي عقده مع سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، كمال شاكر، إن مشروع مد الأنبوب الخاص لتصدير النفط من إقليم كردستان إلى تركيا «شارف على الانتهاء بعد أكثر من شهر من العمل المشترك فيه بين الخبراء الفنيين من تركيا وإقليم كردستان». وبين أن المباحثات حول هذا الموضوع «ما زالت مستمرة بين الجانبين»، مشددا على أنه «لا يوجد أي اتفاق على بيع النفط من الإقليم بسعر أقل من السعر العالمي»، عادا تصدير النفط من الإقليم «إنجازا مهما يحسب بإيجابية على الإقليم»، مشددا في الوقت ذاته على «الالتزام بالدستور العراقي».
وكان اشتي هورامي، وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، أعلن في الثالث والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن ضخ النفط من إقليم كردستان إلى تركيا «سيبدأ قبل نهاية السنة الحالية من دون الحاجة للاتفاق مع بغداد حول آلية تحصيل الإيرادات». وقال إن حكومة إقليم كردستان «لن تنتظر حتى توافق بغداد على خطة المدفوعات، وإن هذا لا يعني تجاهلا لبغداد، لكن صبر الإقليم قد نفد».
من جهة أخرى، أوفد نيجيرفان بارزاني، أمس، وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان المنتهية ولايتها، كريم سنجاري، إلى السليمانية للتحقق من الوضع الأمني فيها خصوصا بعد العديد من حوادث القتل والسرقة التي جرت فيها وكان آخرها مقتل رئيس طاقم حماية الرئيس جلال طالباني، العقيد سرور حمه رشيد. وفي المؤتمر الصحافي، أمس، أكد نيجيرفان بارزاني أن «الوضع الأمني في مدن ومحافظات الإقليم خط احمر لا يمكن تجاوزه»، وأن الحكومة «ستلعب دورا مهما في الحفاظ على استقرار السليمانية والإقليم بشكل عام».
وقال سنجاري، في مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماعه بمحافظ السليمانية بهروز حمه صالح، ومسؤولي الشرطة والأمن في المحافظة، إن «الوضع في السليمانية مستقر وآمن، وإن حكومة الإقليم تهتم بالوضع الأمني للمحافظة كما تهتم بأربيل ودهوك»، مبينا أن «ما حصل في المدينة خلال الأيام الماضية من الطبيعي جدا أن يحصل في أي مكان في العالم».
لكن قائمة التغيير في مجلس المحافظة أكدت في بيان لها مساء أول من أمس أن الوضع في السليمانية «مثير للقلق ويستوجب التدخل من قبل الجهات المسؤولة لإيقاف ما يحصل فيها من حوادث تسهم في خلخلة الوضع الأمني فيها». واعتبرت أن السبب الرئيس للقلاقل في المحافظة هو «تفرد حزب واحد باتخاذ القرار في السليمانية»، في إشارة إلى الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني الذي جاء ثانيا بعد حركة التغيير في الانتخابات البرلمانية التي جرت أخيرا في الإقليم.
بدورها، نفت محافظة السليمانية ما تناقلته وسائل الإعلام التابعة لحركة التغيير حول الوضع الأمني في المحافظة، معتبرة ذلك «مبالغة ودعاية سياسية». وقال رامان عثمان، المستشار الإعلامي لمحافظ السليمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة وزير الداخلية للمحافظة «كشفت كل المبالغات التي تنشرها وسائل الإعلام التابعة لحركة التغيير بالأخص بعدما بين الوزير في المؤتمر الصحافي أن الوضع في السليمانية آمن ولم يصل لحد الآن للمستوى الخطير الذي تؤكد عليه القنوات الإعلامية لحركة التغيير».
لكن دانا عبد الكريم، رئيس قائمة التغيير في مجلس محافظة السليمانية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك جرائم كثيرة ترتكب من قبل أناس مجهولين ضد مواطني السليمانية بسيارات (بي إم دبليو) سوداء بسبب سرعتها، مما يجعل ملاحقتها من قبل القوات الأمنية صعبة»، موضحا أنها «تترك في أماكن نائية بعد تنفيذ جرائم القتل والسرقة من قبل هؤلاء المجهولين».
وعلى صعيد مشاورات تشكيل الحكومة، أعلن نيجيرفان بارزاني أن مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان «سيلتقي نوشيروان مصطفى، زعيم حركة التغيير في الأيام القليلة المقبلة لبحث الوضع الحالي في كردستان والعملية السياسية في الإقليم في ظل تشكيل حكومة جديدة». وكشف عن أنه دعا نوشيروان مصطفى أثناء اجتماعه به في السليمانية للقاء رئيس الإقليم وأنه «قبل الدعوة وسيجري اللقاء قريبا».
ولم يحسم الحزب الشيوعي الكردستاني موقفه من المشاركة في التشكيلة الحكومية المقبلة وقال شاكر إن حزبه «لم يفرض شروطا على نيجيرفان بارزاني وأن المصلحة العليا لشعب كردستان هي الأهم لدى الحزب من المشاركة في الحكومة». وكان الحزب الشيوعي الكردستاني انتقد آراء بعض الأحزاب التي تطالب بمراعاة نسبة التصويت معيارا للمشاركة في الحكومة. واعتبر أحمد شيرواني، عضو المكتب السياسي للحزب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الإجحاف التعامل بهذا الشكل مع حزبه الذي وضع أولى لبنات ميثاق الجبهة الكردستانية في ثمانينات القرن الماضي»، معربا عن «أسفه لأن تصدر ممن يدعي الديمقراطية والحرية في المشاركة السياسية تصريحات وآراء بهذا الشكل». ولم يؤكد شيرواني مشاركة الحزب الشيوعي الكردستاني في الحكومة «كون الحزب لم يطرح الموضوع على قاعدته وأنه ربط قرار حزبه بقرار جماهيره بعد أن يطرح عليهم الأمر من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني».
من جهة أخرى، أكدت الحركة الإسلامية في كردستان العراق «أنها لم تفرض حصولها على منصب وزاري شرطا أساسيا لمشاركتها في التشكيلة المقبلة لحكومة إقليم كردستان». وقال عرفان عبد العزيز، مرشد الحركة الإسلامية في إقليم كردستان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نيجيرفان بارزاني إن «ما يطرح حول مشاركة الحركة الإسلامية في الحكومة شرط نيل منصب وزاري تصريحات فردية غير محسوبة على قيادة الحركة» وإن «الحركة تعتبر أن الوقت ما زال مبكرا لاتخاذ قرار المشاركة في الحكومة».