زكية اسماعيل حقي: لا اريد الموت لحين تحقيق حلمي.. ولهذا بكيت باربيل
أربيل (شفق نيوز) - عرفت بانها اول قاضية عراقية على مستوى الدول العربية كافة ومارست العمل السياسي كعضو في الحزب الديمقراطي منذ خمسينيات القرن الماضي من خلال تواجدها في بغداد وناضلت من اجل قضية شعبها، ووصلت الى مراحل قيادية في الحركة التحررية الكوردية
وفي حياتها المهنية ارتقت الى مستويات رفيعة في المؤسسة القانونية في العراق، انها القاضية الكوردية الفيلية زكية اسماعيل حقي.
كانت على اتصال بالقيادات الكوردية في جبال كوردستان، عدا كونها من القومية الكوردية فانها دفعت ضريبة انتمائها المذهبي كونها من الشيعة، ورغم انها كانت قاضية الا انها خرجت من البلاد هاربة من النظام قبل عقود كربة بيت حتى لا تلفت اعين جواسيس النظام السابق الذي حرم ابناء قوميتها من الجنسية العراقية، لتعيش في امريكا مع عائلتها المكونة من ثلاثة ابناء، احدهم الان سفير العراق لدى المكسيك.
وبعد عام 2003 عادت لمواصلة العمل السياسي واعادة الحقوق المسلوبة لبني جلدتها، ولكن يبدو ان الرياح لم تأت حسب رغباتها فاضطرت مرة اخرى الى الهجرة، تقول ان حبها وعشقها للقائد التاريخي للحركة الكوردية الملا مصطفى بارزاني دفعها لزيارة اقليم كوردستان والمحطة الاولى لها كانت زيارة ضريحه.
وسنحت الفرصة لـ"شفق نيوز" لمقابلتها خلال تواجدها في اربيل، وكان لنا معها الحوار الاتي:
شفق نيوز:كيف كانت بداياتك مع القضية الكوردية؟
- نشأت في بيئة كوردية في بغداد ومن عائلة احسسنا فيها بضرورة وجود وطن لشعبنا الكوردي لانه في الخطوات الاولى في حياتنا وعندما كنا في المدارس كنا نرى ان لغتنا تختلف عن لغة اقراننا وكان البعض منهم ينظر الينا نظرة دونية حتى من قبل بعض المعلمات، كما لو كان الكوردي اقل منهم والاضطهاد القومي كان موجودا في مرحلة الاربعينيات وكانت بداية تأسيس اسرائيل وكانوا يصفوننا باسرائيل ثانية في قلب الوطن العربي رغم اننا كنا نقول لهم باننا نعيش على ارضنا كوردستان، ومنطقة بغداد بالذات كان فيها اكثر من مليون من الكورد الفيليين ووجودنا في بغدادنا جعلنا نكمل دراستنا وما حصلنا عليها من علوم اصبحنا نستعملها في الدفاع عن قضايا شعبنا، واصبحنا نحن في بغداد لسان الحركة التحررية الكوردية لاننا نعرف انه من الصعب الدراسة في كوردستان في تلك الفترة فكم شخص عاش ومات وكان في مستوى انشتاين ولم يستطع اكمال دراسته.
شفق نيوز: كيف تعرفت على الحركة التحررية الكوردية وقيادتها؟
- كان دائما يزورنا كاكا جلال طالباني والجميع يلقبونه بمام ولكني دائما القبه بالكاكا وهو ايضا يلقبني بالكاكا زكية وقبل ان يتمرض كان يلقبني بكاكا لانه يعتبرني حسب قوله (اخا) له، وكان كاكا جلال وقتها واحدا من الدراويش المخلصين لمصطفى بارزاني الذي هو قائد خالد وكنا نعرف كيف عبر نهر آراس وتوجه الى الاتحاد السوفيتي، واضافة الى هذا كانت لدينا معاناة واي شيء يحصل كان الانتقام من الكورد الفيليين، ولاننا كنا تحت ايديهم ولم نكن في الجبال حتى لا يصلوا الينا وانما صرنا نحن من يقتل ومن يعتقل ولهذا كان علينا لزاما النضال لرفع هذا الغبن عنا.
شفق نيوز: ومازلت تتذكرين تاريخ التحاقك بالحركة التحررية الكوردية؟
- طبعا اتذكر جيدا عندما كنت في الدراسة الثانوية، كنت مؤيدة وفي سنة 1954 اصبحت عضوا في الحزب بعد ان رشحني جلال طالباني ومن وقتها انا في الحزب وتدرجت واصبحت في لجنة الرقابة والتفتيش العليا وبعد اتفاقية 11 اذار عام 1970تم ترشيحي الى اللجنة المركزية في انتخابات الحزب وهذا اعده شرفا كبيرا بان اخدم شعبي واكملت 4 سنوات في اللجنة المركزية وبعدها التحقت بالثورة الكوردية واتذكر في عام 1962 كنت اقود تظاهرة حول السلم في كوردستان وانا قاضية اقود التظاهرة وكان ذلك ممنوعا؛ ولكن ايمانا منا بالقضية وضعت الوظيفة جانبا وبعدها صدر امر من الحاكم العسكري العام بفصلي من الخدمة ومنعي من دخول المحاكم مع ان هذا ليس من حقه لانه ربما تكون لي قضية في المحاكم ويجب مراجعتها، ولكن هذا كان يدل على ضحالتهم، وفي اليوم الثاني ذهبت الى نقابة المحامين وكان فيها عبدالرزاق شبيب وكان من القوميين العرب وضد عبدالكريم قاسم واخبرته بموضوع فصلي ومطالبتي بالسلم في كوردستان فقال لي: انا ضد نظام عبدالكريم قاسم وايضا لست مرتاحا لحركة شعبكم، فاجبته كيف تقول هذا اولست مع انه لجميع الشعوب حق تقرير المصير، وشعبنا يدافع عن حقوقه، فقال ان هذا موضوع طويل ولكن راجعينا غدا لتسلم هوية نقابة المحامين لانني لن اقبل ان يصدر شخص عسكري ضحل قرارا بمنعك من دخول المحاكم رغم كونك قاضية وطلب من ان ادخل المحكمة وسوف انتظر في غرفة المحامين لاتابع من يجرأ على طردك، حقيقة ان اسجلها نقطة شجاعة له، وفعلا ذهبت، لانني احب التحديات وشاهدت ان كتاب الطابعة يخافون الاقتراب مني، واقتربت من كاتب طابعة كوردي وقلت له لا تخف لان لا احد يستطيع منعي من دخول المحكمة، ولكن بعدها عرفت ان الوضع لا يساعد على التحدي وخشيت ان يسجنوني ولهذا توجهت الى كوردستان وبقيت لحين حصول الانقلاب الاسود في الثامن من شباط ووصول البعثيين وبعدها طلبوا التفاهم رغم اننا كنا نعرف ان البعثيين فاشيون وكنت عضوا في الهيئة التي جاءت للتفاوض مع الحكومة برئاسة جلال طالباني وكان كاكا يدالله وحبيب شقيق زوجي كانا موجودين وبعدها راينا ان المفاوضات كانت فقط لكسب الوقت وشعرنا بوجود شيء يضمرونه ضدنا، واتذكر ليلة 8 على 9 حزيران ان زوجي ياسين اخو حبيب وهو يحمل شهادة الدكتوراه من مانشستر سابقا وعين مديرا عاما لمعمل اسمنت سرجنار وانا جئت قبلها بليلة الى بيت اهلي على ان اسافر الى السليمانية وقاموا بنهب جميع ممتلكاتي ولم اكن ادري بها ولكن قاموا باقتحام منزل والدي في منتصف الليل وكانت شقيقتي امل التي اصبحت فيما بعد طبيبة ومن العشرة الاوائل تستعد للامتحانات في غرفة الضيوف وفي الساعة الثالثة فجرا وفجأة دخل عليها الحرس القومي وكنا نياما في الحديقة ونهضت من صوتها ضد المقتحمين وعندما سألناهم ماذا تريدون فقالوا اننا نريد زكية ولاول مرة ارى حكومة تقوم باعتقال وفد مفاوض وقاموا باعتقالي مع كاكا يدالله فيما رجع كاكا حبيب وجلال لكوردستان قبل الوصول اليهم.
شفق نيوز: كم مرة تعرضت للاعتقال؟
- تعرضت مرتين للاعتقال وانا كنت قاضية وفي احدى المرات اخذوني الى سجن النساء وكان سجنا سيئا وكان كل هذا يهون ولا اريد ان تذكره لاننا ادينا واجبنا في مرحلة معينة ولم ننتظر ان يقلدنا احد الاوسمة وكنا نعمل في التنظيمات السرية مابين 1954 – 1958 ونجمع التبرعات من التجار الكورد في بغداد ونرسلها للحزب.
شفق نيوز : وكم بقيت في اتحاد نساء كوردستان؟
- انا أسست اتحاد نساء كوردستان وبقيت فيه الى عام 1975.
شفق نيوز: كم كان حجم مشاركة الكورد الفيليين في الحركة التحررية الكوردية وبداية تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟
- الذي كان يعرف قيمة الكورد الفيليين هو القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني ودائما في أجتماعات اللجنة المركزية كان يقول ان كان بينكم ابطال فهم الكورد الفيليون؛ لاننا كنا الحاضنة الاساسية للحركة التحررية الكوردية في بغداد والجماهير الكوردية كانت كلها من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حتى عندما اسسنا اتحاد نساء كوردستان كنا نخيط الملابس ونرسلها للكورد المعتقلين ونعطي لعوائلهم الرواتب وما تبقى كنا نرسله الى كوردستان لقيادة الحزب لشراء الاسلحة وكنا في بغداد نصر على ان يكون مقرنا فيها لانها العاصمة السياسية وفيها مكاتب جميع الهيئات الدبلوماسية الاجنبية والسفارات ووقتها كنا شبابا ولدينا حماس كبير ولم نكن نهتم بحماية انفسنا ونقوم بطبع المنشورات وايصالها الى السفارات، رغم التشديدات التي كانت موجودة وقتها.
شفق نيوز: مسألة تهجير الكورد الفيليين في اعتقادك كان السبب هو مذهبهم او لعلاقتهم بالحركة التحررية الكوردية؟
- المؤتمر الاول للحزب عقد في بغداد لانها كانت الحاضنة للقومية الكوردية هناك وكنا تحت سيطرة هذه الحكومات البوليسية لم ننس كوننا كوردا ولم ننس لغتنا، وبقينا كوردا، ولكن لاندري ما يدور في عقل هذا الحكم الفاشي البوليسي خلال حكمهم الذي استمر لمدة 35 سنة، ولكن كانت جريمتنا بنظرهم مزدوجة كوننا كوردا وشيعة في الوقت نفسه لانهم اعتبرونا القومية الخطأ بالنسبة لهم، لاننا لسنا عربا ولا يمكن ان ننصهر ان نكون عربا ولا احد يستطيع ان يصهر القومية وثانيا المهذب لان تشعينا لال البيت ليس بشيء حديث ولنا جذور تمتد الى بقايا السومريين لان كوردستان لا تمتد فقط الى كركوك وانما كوردستان الكبرى تمتد الى الفرات الاوسط وجميع اهل الجنوب يعرفون الى اي منطقة تمتد كوردستان ولدينا مناطق في الفرات هناك وجود عشائر يسمونها كوردية منها مالي مان وموسي وملك شاهية، وفي الكوت يعيش الكورد والعرب جاءوا مع الاسلام الى هذه المناطق.
شفق نيوز: لغاية وقوع حملات التسفير ضدهم من قبل البعث، هل نشاطات الكورد الفيليين كانت قومية او مذهبية؟
- طبعا كانت النشاطات قومية لانهم قوميون، وعندما حدث انقلاب عام 1963 سجل شباب الكورد في عقد الكورد ملحمة ولحد الان هناك بقايا المدفعية والشباب قاوموا المجرمين الذين جلبوا الدبابات لقتلهم، ويجب ان يتذكر الجميع هذا النضال، وبعد 2003 جئت الى بغداد وتم تعييني من قبل السفير بريمر مسؤولة عن وزارة العدل العراقية حتى اقوم بتنظيم النظام القضائي في العراق الاتحادي الديمقراطي الجديد وكانت لدي آمال عريضة وبانتظار الوفد الكوردي ووصول الممثل الحقيقي للشعب الكوردي، ولكن اصبت باحباط كبير، ولكون الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعد مدرسة للكوردايتي ولم يضع يده بيد الطغاة فلم يعمل الفيليون كمستشارين للحكومات الباغية ولم يوجهوا مدافعهم لشعبهم ولهذا كانوا متمسكين بالحزب الديمقراطي وكانت لدينا فروع من اقواها ديالى والكوت والعمارة وكان هناك عرب سجلوا انفسهم خوفا كعرب ولكن بعدها جاءوا وقالوا لنا بانهم كورد، ولكن في عام 2003 سعدت جدا بصدور بيان من الحزب الديمقراطي بالعفو العام عن الجميع حتى الذين ايايدهم ملطخة بدماء شعبنا وقلنا لايهم لنتركهم ولكن شعرت باحباط كبير بان تكون بيدهم القيادة ويرأسون الوفد الكوردي ولهذا انسحبت لانني لا استطيع ان اتحمل، لان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعيش بدمائنا ودماء اهلنا ولانستطيع التخلي عنه رغم كل شيء، ولا نستطيع ان نخون الحزب الديمقراطي وفي الوقت نفسه نحن غير قابلين للبيع او الشراء، ولهذا انسحبت.
شفق نيوز/ ولماذا لم تحاولي بعد 2003 العمل مع القيادة الكوردية لاستعادة ولو جزء بسيط من الحقوق للكورد الفيليين التي سلبت منهم في عهد النظام السابق؟
- حقوق الفيليين بقانون يصدر من مادتين لاغير وصحيح انه شيء سياسي وبحاجة الى موقف سياسي لانهم تعرضوا الى ابادة جماعية ولكن هم بحاجة الى شيء قانوني يوقف هذا الاضطهاد لان الشيء السياسي تم نشره في كل وسائل الاعلام ولكن كيف يمكن ايقاف هذا الاضطهاد؟ هذا يتم باصدار قانون من مادتين اولهما الغاء جميع القوانين والقرارات والتعليمات والاوامر كافة الصادرة بحق الكورد الفيليين والمادة الثانية ينفذ البند اعلاه اعتبارا من نشره في الجريدة الرسمية وكان بامكان وفد القيادة الكوردية ان يقدموا هذا للبرلمان العراقي، ولكن لم يفعلوا.
شفق نيوز: لكن الا تعتقدين ان القيادة الكوردية ايضا دفعت ضريبة هذا التهميش للكورد الفيليين بعد سقوط النظام العراقي السابق بفقدانهم لقاعدتهم الكوردية في بغداد؟
- اعتقد النواب الذين جاءوا الى بغداد بعد سقوط النظام كانت ضربة كبيرة للحزب الديمقراطي الكوردستاني ولا اقول اكثر من هذا.
شفق نيوز: كيف تنظرين الى استغلال الكورد الفيليين من قبل بعض الاحزاب العراقية من خلال المذهب؟
انا لا اعده استغلالا، دعني اخبرك بشيء، ماذا علينا ان نقوم به من اجل ان تلتف الجماهير الفيليين حول الحزب الديمقراطي الكوردستاني وهذا السؤال الذي يجب ان نطرحه، واذا استوعب الاخرون قسما من الكورد الفيليين، علينا ان نسأل كم نحن مقصرون بحقهم، اذكر مرة في لقاء على الهواء مباشرة قلت ان الكورد الفيليين هم في مناطق خارج اقليم كوردستان ونحن لانريد اي امتياز للكورد الفيليين على غيرهم من العراقيين، ومن حقهم في ظل هذه الظروف تشكيل منظمة سياسية خاصة بهم لانهم خارج الاقليم لانهم سوف يكونون ظهيرا قويا للحزب الديمقراطي واجابني ذلك الكوردي الذي كان يمثل القيادة الكوردية بانه لايحق للكورد الفيليين تشكيل منظمات سياسية وانما يحق لهم العمل في منظمات جماهيرية وللاسف وقتها تطاولت عليه وقلت هل تريد ان تقطع لساننا وانه لايحق لنا غير تشكيل منظمات جماهيرية ورياضية؟ ولم يفكروا او يتذكروا ان هؤلاء الكورد الفيليين نهبت بيوتهم وفقدوا فلذات اكبادهم وتمت ابادتهم وطردهم ووضعوهم في وجه المدافع الايرانية والعراقية على الحدود ولهذا اصبح الناس يتراجعون وتوجهوا الى الجانب المذهبي الشيعي من اجل تعيينهم واقول باننا نحن الذين دفعناهم نحو الاحزاب الشيعية ولنحاسب انفسنا اولا، افضل من ان نلومهم.
شفق نيوز: لكنك بعد السقوط نائبة في مجلس النواب العراقي، عن اي كتلة رشحت نفسك للبرلمان؟
- رشحت نفسي ضمن كتلة المستقلين، وتم اختياري من قبل الفيليين حتى ابني ياسين محمد كريم الذي كان پيشمرگة في كوردستان قدم لمنصب السفير، التحالف الكوردستاني لم يصوت له وانا سعيدة جدا بهذا، لانه حتى العرب المتشددين صوتوا له، لانه رشح نفسه ضمن قائمة المستقلين وهو لم يخن شعبه يوما، ولهذا لم يصوت له التحالف الكوردستاني واعتقد ان على التحالف الكوردستاني ان يسأل نفسه لماذا لم يستطع الحصول على الاصوات في بغداد التي كانت منطقة نفوذ الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعليهم دراسة ما آلت اليه الاوضاع ومن السبب في هذا؟ ولا استطيع ان اتهم احدا بانه المسبب ولكن وقتها تحدثت اليهم في بغداد وقلت لهم هذا عمى سياسي.
شفق نيوز: حاليا هناك مؤسسات في اقليم كوردستان تهتم بالمناضلين السابقين في الحركة التحررية الكوردية، انت على ماذا حصلت من راتب او اية امتيازات اخرى.
- انا ناضلت بروحي ودمي ولم انتظر في يوم من الايام ان اكافأ على نضالي، وكل الذي اريده هو عدم تهميشنا ومحو تاريخنا من قبل بعض من كانوا في الامس يقاتلوننا، ولم يعطني احد اي راتب ولا اعيش على راتب اي جهة، وكان لدي راتب تقاعدي كعضو سابق في مجلس النواب العراقي وهذا ايضا تم قطعه، وحتى هذه الزيارة الى كوردستان جئت على حسابي الخاص.
شفق نيوز: كونك قيادية كوردية سابقة وقاضية، في المهجر هل حاولت ايصال القضية الكوردية الى المحافل الدولية؟
- طبعا قمت بذلك ولكني كفرد لا استطيع القيام بشيء يذكر وقبل المجيء الى كوردستان باسبوع كنت في مقر الامم المتحدة، وبالنسبة لتسفير الكورد الفيليين ارسلنا رسائل للجميع ولكن الضمير العالمي ميّت ولايعملون لنا شيئا، واذا لم نكن متحدين فلا احد يهتم بنا، ولكني على ثقة مطلقة ولا اقولها تملقا ولارياء ولكني واثقة بان اخي كاك مسعود بارزاني رئيس الاقليم وهو شبه من والده من حيث الشخصية والهدوء وبعد النظر وبالاتكال على الله انه سوف يعيد النظر في هذه الامور وينبغي اعادة النظر لانه لا يمكن فقدناهم لانهم يعدون جزءا من الشعب الكوردي وهم كانوا حاضنة الكورد للحركة الكوردية ويرسلون الاموال للپيشمرگة في ذلك الوقت العصيب، سواء في العهد الملكي او زمن البعثيين. واتمنى من النواب الجدد للدورة القادمة في مجلس النواب العراقي ان يصروا على تقديم مسودة قانون لمجلس النواب القادم في دورته الثالثة لايقاف معاناة الكورد الفيليين وكل يوم يصدرون تعليمات جديدة وهذا يجب ان يلغى.
شفق نيوز: بعد غياب طويل عن كوردستان، اول مكان زرته هو ضريح الملا مصطفى بازراني، كيف وجدته؟
- وجدته كما لو كنت انني ذاهبة الى مقر بارزاني واجتماع اللجنة المركزية ويطلب ويصر على ان اجلس الى جانبه، واللسان يعجز عن ذكر هذا الشيء.
شفق نيوز : كيف وجدت كوردستان ومدينة اربيل بالتحديد؟
- (لم تتمالك نفسها فانهمرت دموعها) كوردستان جميلة جدا ولا استطيع ان اصف هذا الجمال.
شفق نيوز: هل تعتقدين انه تحققت كل طموحاتك او لديك وانت في هذا العمر طموحات اخرى؟
- كلا لم تتحقق ودائما اطلب من الله سبحانه وتعالى بعدم اخذ امانته مني الا بعد رؤية كوردستان كما كنا نحلم بها تكون دولة مستقلة ووراءها الموت حق؛ وعندما زرت ضريح بارزاني شعرت وكانني اخاطب روحه وارى المنطقة وارى كم يفتقده الشعب الكوردي واقول له نم قرير العين لان ابناءك الان مستمرون، واول ما وصلت اربيل لم اعرفها وعندما وصلت الى المطار لم اكن اصدق نفسي وهل انا احلم او هذا حقيقة، وعندما شاهد الضابط جواز سفري الامريكي وقال لي كم تريدين ان اعطيك اقامة، فنسيت روحي، فقلت له حبيبي ويا ولدي، عندما كنت كوردية، انت لم تلد بعد، والان تريد ان تعطيني الاقامة في كوردستان.