د. عبد الخالق حسين
لتقييم عملية إسقاط حكم البعث بالحرب وما نجم عنها من تداعيات ومضاعفات: إرهاب و تفجير الصراعات الطائفية والعرقية في المجتمع العراقي وفضيحة كشف عيوبه.. الخ، يجب أن نتعامل معها وفق حسابات تجارية في الربح والخسارة. فهل ما تحقق بعد إسقاط حكم البعث من أرباح يفوق الخسائر أو العكس؟ وماذا لو لم يسقط حكم البعث؟ وهل كان بالإمكان إسقاط حكم البعث بأقل خسائر كما يعتقد البعض؟ أو هل لو ترك البعث يواصل حكمه الجائر كان أقل خسارة للشعب العراقي من تكاليف إسقاطه؟ وآخرون يعتقدون أن النظام كان مكروهاً من الجميع، فلو تُرك لأربع أو خمس سنوات أخرى لتمكن الشعب من إسقاطه بدون خسائر تذكر!! الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها هي موضوع هذا المقال.
المشكلة، أن بعض المساهمين في هذا الجدال، ونعني أصحاب النوايا الحسنة وليس المغرضين، ينظرون إلى المسألة نظرة شخصية، فيصورون الأمور كما يتمنون ويرغبون...معتقدين أن أمريكا، كدولة عظمى، كان بإمكانها إسقاط حكم البعث بأسهل الطرق وأقلها تكلفة، ولكنها تعمدت اتباع أخطر الطرق و أكثرها خسارة لأنها (أي أمريكا)، دولة شريرة تريد نشر الفوضى في العالم، ولخدمة إسرائيل.
في الحقيقة هذه مجرد تكهنات ورغبات غير قابلة للتطبيق، إذ كما يقول المثل الانكلزي:
(after the event everybody is clever). فالكل يعرف أن صدام حسين، صاحب عبقرية في الشر (criminal genius)، بما عرف عنه من سلوك عدواني دموي، وعقلية تدبير انقلابات خيالية من أجل استدراج الانقلابيين المحتملين لإيقاعهم في المصيدة (راجع كتاب ليلة الهرير، للسيد أحمد الحبوبي)، واستخدام العنف في حل المشكلات، كان قد خطط لتحويل العراق إلى إمارة بعثية تحكمها سلالته إلى أمد غير منظور. فصدام كان قارئاً نهماً لكتب التاريخ والسياسة، والخبث والدهاء، جمع بين القديم والحديث من الأفكار التي تخدم أغراضه لإحكام قبضته على رقاب العراقيين والحفاظ على السلطة بشتى الوسائل.
لقد طبق صدام نظرية بن خلدون في تأسيس سلطة السلالة (توافر العصبية)، وطوَّرها، وحولها إلى مختلف العصبيات: العصبية الأسرية، والعصبية القبلية، والعصبية الحزبية، والعصبية الطائفية والعصبية المناطقية. لقد غذّى صدام جميع هذه العصبيات، ووظفها لصالحه من أجل الحفاظ على السلطة، وجعل نفسه وأسرته نواة ورمز لها، إضافة إلى تبني سياسة (فرق تسد) بين مكونات الشعب العراقي، وإثارة الأحقاد والصراعات فيما بينها لإضعافها. كما وأنفق مليارات الدولارات من أموال الشعب على تكوين كوادر إعلامية وتعليمية لنشر أيديولوجية البعث الصدامي، وللهيمنة على تفكير الشعب العراقي وسايكولوجته، وتوجيهه وقولبته وفق مبادئ الحزب والعشيرة، وزرع اليأس والإحباط في نفوسهم، فصار العراقي يعتقد بأن حكم البعث كالقدر المكتوب، لا مفر منه، والحل الوحيد له هو الاستسلام التام لمشيئة البعث، إما أن يتكيف مع هذا الحكم، أو مصيره السجن، أو النفي أو الإعدام.
وأمام هذا البلاء انشق المجتمع العراقي إلى عدة فرق: فريق من النفعيين الانتهازيين استسلموا للحزب ومارسوا النفاق السياسي من أجل البقاء وتحقيق المنافع، وفريق آخر يئس من القوى المادية لخلاصه، فتوجه إلى الله والدين والغيبيات و الخرافات، ولسان حاله يقول: أمري إلى الله الواحد القهار. وفريق ثالث لجأ إلى الجريمة والجريمة المنظمة ولسان حاله يقول: (وفي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان). وفريق رابع فر بجلده إلى الخارج لينظم فصائل المعارضة لإسقاط هذا النظام المجرم.
ولكن هناك ما يسمى بمكر التاريخ الذي لم يخطر ببال أحد، فالأحداث التاريخية تحدث دون أن تكون للإنسان الفرد أية سيطرة عليها ومهما أوتي من قوة وذكاء ودهاء، وكل ما يستطيع القادة السياسيون عمله هو التفاعل مع هذه الأحداث بعقلانية لتحقيق أكبر قدر ممكن من أرباح وتقليل الخسائر إلى الحد الأدنى، وهذا ما حصل. فبنظرة سريعة إلى سياسات البعث، نعرف أن صدام حسين كان يقود العراق إلى حالة مواجهة دموية غير متكافئة مع المجتمع الدولي بقيادة الدولة العظمى، وخاصة بعد غزوه للكويت وبرنامجه النووي، واضطهاده للشعب العراقي. وقد ناقشنا هذه الأمور في القسم الأول من هذا المقال، واستنتجنا أنه لولا التدخل الدولي بقيادة أمريكا لما سقط حكم البعث.
عندما نطرح هذه الحقائق وغيرها، يتهمنا البعض بأننا ندافع عن أمريكا، وبالخيانة الوطنية!!. في الحقيقة نحن لا ندافع عن أمريكا، وإنما ندافع عن شعبنا وعن عقولنا لأننا نرفض تصديق التلفيق والتزييف والكلام العاطفي المؤدلج. ويبرر آخرون هجومهم على أمريكا في إسقاط حكم البعث بأن في أمريكا نفسها مفكرون كبار ينتقدون الإدارة الأمريكية على شنها الحرب على صدام. وهذا صحيح، ولكن سبب وجود هذه الأصوات الناقدة في أمريكا هو لأن أمريكا دولة ديمقراطية ليبرالية تسمح بتعددية الآراء وحرية التعبير، ولكن مقابل مناهضي الحرب على صدام في أمريكا، هناك أضعافهم من المؤيدين للحرب، ولذلك فاز جورج بوش للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت بعد الحرب على صدام.
لا شك أن أمريكا حاولت اتباع أقل الطرق خسارة في إسقاط حكم البعث، وإلا من الجنون أن تفضل حرباً كلفتها نحو ترليون دولار، و4500 قتيل، وأكثر من ثلاثين ألف إصابة . ومن هنا نستنج أن أي طريقة أخرى أقل كلفة هي مجرد تمنيات وأفكار رغبوية ليس غير.
كذلك لا بد من الإشارة إلى أن هناك حالات تفرض الحرب رغم المخاطر بالخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، لأن خسائر الإذعان للمعتدي أكثر من خسائر عدم مواجهته بالحرب. وأفضل مثال على ذلك هو مواجهة دول الحلفاء لدول المحور في الحرب العالمية الثانية رغم أنها كلفت أوربا نحو 55 مليون قتيل، وأضعاف هذا العدد من المعوقين والأرامل واليتامى، وعشرات المدن سويت بالأرض، وأوصلت أوربا إلى الإفلاس التام، والخراب الشامل لولا خطة مارشال الأمريكية لإعادة بنائها. ولكن مع ذلك، أثبت التاريخ أن هذه الحرب كانت ضرورية، ولولاها لكانت البشرية الآن مستعبدة تحت نير الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية وطغيان العسكرية اليابانية.
نفس العواقب المرعبة كانت ستتكرر في العراق ومنطقة الشرق الأوسط لو تركت أمريكا حزب البعث الصدامي يحكم العراق ويعيث في المنطقة. كذلك يعتقد بعض الناس وعن حسن النية، أنه كان بالإمكان إزاحة صدام وعدد قليل من أتباعه وترك بقية المؤسسات، العسكرية والأمنية والثقافية وغيرها على حالها، وإقامة نظام ديمقراطي بدون هذه التكاليف الباهظة. هذا الكلام في رأيي هو الآخر مجرد تمنيات غير قابلة للتطبيق، إذ كما يقول الإنكليز: (Easy said than done). فصدام جعل من الدولة العراقية أشبه بهرم مقلوب قائم على رأس صدام نفسه، فما أن يسقط صدام حتى وتنهار الدولة بجميع مفاصلها ومؤسساتها.
يريد هؤلاء الأخوة، سامحهم الله، إسقاط أشرس نظام دكتاتوري شرير، وإقامة أنضج نظام مثالي ديمقراطي مكانه بأقصر وقت وبأقل خسائر.. كن فيكون!. كذلك يعتقد العراقيون بأنهم معصومون من الخطأ، لذلك يعلقون غسيلهم وجميع نتائج أخطائهم على شماعة القوى الأجنبية، وبالأخص أمريكا، ويعفون أنفسهم من أية مسؤولية، يتغافلون عن أن أمريكا ساعدت شعوباً أخرى مرت بظروف مثل ظروفنا مثل المانيا، واليابان وكوريا الجنوبية، وكلها الآن تنافس أمريكا نفسها في التقدم الحضاري والازدهار الاقتصادي، فلماذا نجحت هذه الشعوب وتلكأ شعبنا؟ ألا يعني ذلك أن العيب فينا؟
مشكلة الناس أنهم بعد فترة قصيرة من إسقاط الحكم الجائر ينسون معاناتهم منه، وينشغلون بهموم العهد الجديد. فمن المستحيل، وبعد عشرات السنين من حكم الاستبداد، تحويل العراق إلى جنة عدن بغمضة عين، إضافة إلى الإرهاب الذي شنه البعثيون لتنغيص معيشة الناس لكي ينسوا مظالم البعثيين ويترحمون عليه، إضافة إلى تعقيدات ومشاكل المجتمع العراقي وصراعاته الطائفية والعرقية الموروثة عبر قرون. إن ثقافة الديمقراطية تحتاج إلى وقت ليهضمها شعب عاش كل حياته تحت حكم الاستبداد الغاشم.
بعد نشر القسم الأول من هذا المقال، استلمت العديد من التعليقات الذكية أرى من المفيد إيجاز البعض منها في هذا القسم:
قال أحد الأصدقاء، أن الحرب بدأت عام 2003، وكانت بين الشعب العراقي وحلفائه من جهة، وبين البعث وحلفائه من جهة أخرى، ولم تنتهِ لحد الآن. والبعث لم يشارك في الحرب وجهاً لوجه، بل على شكل إرهاب وباسم القاعدة. ولذلك لجأ البعث إلى أحط الوسائل خسة ودناءة في إثارة النعرات الطائفية من أجل أن يحرك أهل السنة لصالحه ويربط مصيرهم بمصيره. وما الاعتصامات ورفع الشعارات الطائفية البذيئة في المنطقة الغربية إلا دليل على هذا السلوك البعثي الخبيث. كذلك ما يسمى بـ"دولة العراق والشام الإسلامية" (داعش)، هي في الحقيقة "دولة" بعثية، ولكن تحت اسماء إسلامية، فمعظم قادة هذه الدولة الخيالية بعثيون يتنقلون في مثلث الموت (المحمودية- اللطيفية- الاسكندرية)، والآن في مدن محافظة الأنبار، وكذلك في محافظة ديالى.
كما وكتب الصديق الأستاذ ليث رؤوف حسن، تعليقاً يذكِّر به القراء بحياة العراقيين في عهد البعث قائلاً: "لو تسأل العراقيين الموجودين في العراق: هل الآن أحسن أم نرجع لزمن الطاغية أفضل؟؟ حيث كانوا بدون كهرباء... والماء وسخ، والناس يبيعون أبواب بيوتهم وشبابيكها في الأسواق لتسديد لقمة العيش، ولا يوجد نظام تلفوني، ولا يستطيع الإنسان أن يقول نكتة إلا والحزب والثورة تعلقه، ويدفع أهله سعر الحبال والطلقات." ويضيف: "والذي يقول أن أمريكا جاءت من أجل النفط، أقول لهم اقرؤوا ما صرفته أمريكا اثناء الاحتلال في العراق والتي تقدر بأكثر من تريليون دولار!!! أي أكثر من كامل الدخل العراقي من النفط لعشر سنوات!!! فمن كان سيصرف بمثل هذا السخاء لينتظر عشرات الأعوام لإسترجاع المبلغ (غير خسائرهم البشرية)، حتى لو فرضنا أنهم لن يدفعوا للعراقيين ولا فلساً مقابل نفوطهم!!! نعم لقد جاؤوا لإزاحة النظام الذي هم خلقوه ووضعوه هنا في عراقنا لأنه أصبح لهم مكلفا ومثيرا للصداع في المراحل المقبلة من التأريخ وبعد زوال الخطر الشيوعي بزوال الإتحاد السوفياتي.)) انتهى
ماذا تحقق بعد إسقاط حكم البعث؟
نعود الآن إلى السؤال المهم وبيت القصيد: ماذا تحقق للشعب العراقي حتى يستحق كل هذه التضحيات؟ أي ما هي المنجزات؟
رغم الحملات الإعلامية الضخمة من الدس والتلفيق وكيل الأكاذيب في نفي الإيجابيات وتضخيم واختلاق السلبيات وتشويه الحقائق من قبل وسائل الإعلام العربية الرسمية وغير الرسمية المناوئة للتغيير في العراق لأسباب طائفية وعنصرية وسياسية، ورغم الإرهاب البعثي- القاعدي المدعوم من قبل هذه الدول ومشايخ الوهابية، لقد تحقق ما يلي:
1- تم إسقاط أشرس نظام دكتاتوري عشائري همجي جائر، كان سقوطه حلماً يراود أبناء الشعب العراقي، و فوق قدراتهم الذاتية.
2- تم إصدار دستور دائم يرقى إلى مستوى أرقى الدساتير في العالم المتحضر، رغم بعض الثغرات فيه، وأهم مادة في هذا الدستور هو: ((المادة(1): جمهورية العراق دولةٌ مستقلةٌ ذات سيادة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ اتحاديٌ )). كما وجاء في المادة الثانية: ((ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية. ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور)).
ومنذ إصدار هذا الدستور ولحد الآن تم الالتزام به نصاً.
3- هناك احترام التعددية بجميع أشكالها، القومية، والدينية والمذهبية، والسياسية... أما ما يحصل من صراعات طائفية فهي نتاج الإرث الثقيل من الماضي البغيض، وبسبب الدور التخريبي الذي تلعبه فلول البعث والقاعدة لإفشال العملية السياسية. ولكن مع ذلك، فمسيرة الديمقراطية تحث الخطى إلى الأمام .
4- خلال السنوات العشر الماضية، أجريت ثلاثة انتخابات برلمانية والرايعة على الأبواب في نهاية هذا الشهر (نيسان/أبريل الجاري)، ومثلها انتخابات مجالس محلية، نزيهة وعادلة بشهادة آلاف المراقبين الدوليين، لم يشهد العراق مثيلاً لها في تاريخه قبل 2003.
5- تم بناء جميع مؤسسات الدولة، الخدمية (المستشفيات، والمدارس والمعاهد والجامعات)، وإعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وغيرها، وفق المبادئ الديمقراطية، فالجيش للدفاع عن حدود الوطن وليس للعدوان على الشعب وعلى دول الجوار، والشرطة في خدمة الشعب قولاً وعملاً، وليس ادعاءً كما كان في السابق، والقوات المسلحة خاضعة لأوامر القائد السياسي المدني المنتخب من قبل الشعب، ووزير الدفاع مدني أيضاً.
6- إرسال آلاف البعثات الدراسية إلى أرقى الجامعات الغربية بدون تحيز للانتماء الحزبي أو عشيرة الحاكم، للحصول على الشهادات العليا، الماجستير والدكتوراه وغيرها.
7- إعادة صيانة وتأهيل المؤسسات النفطية، العمود الفقري للاقتصاد العراقي، وزيادة انتاج النفط وبلوغه أرقاماً قياسية، والعمل للوصول الى 12 مليون برميل يوميا. وقد بلغت واردات النفط أرقاماً قياسية، تجاوزت مائة مليار دولار في العام الماضي. والجدير بالذكر أن هذه الواردات هي للشعب ولإعادة إعمار العراق ورفع مستواه المعيشي، وليس ملكاً للأسرة الحاكمة والحزب الحاكم ومرتزقته دون أن يعرف عنها الشعب كما كان في عهد حكم البعث الصدامي المقبور إلى غير رجعة.
8- في الوقت الذي يعاني العالم من ركود وكساد اقتصادي، بلغت التنمية في العراق في العام الماضي نحو 11% ، وفي العام الحالي تجاوزت نسبة 9 % ، وحتى وتجاوزت الصين.
9- - تبنى العهد الجديد نظام اقتصاد السوق والإنفتاح الإقتصادي وتشجيع القطاع الخاص لبناء مؤسسات اقتصادية تنافس قطاع الدولة في جميع المجالات الانتاجية والخدمية والتجارية دون استثناء بما فيه التعليم.
10- زيادة الميزانية لتصل الى 130 مليار كأعلى ميزانية في تاريخ العراق لحد الآن. وتحويل هذه الميزانية الى مشاريع ورواتب وإعانات لأبناء الشعب وليس إلى هبات للأسرة الحاكمة وزبانيتهم، وكوبونات نفط للصحفيين المرتزقة كما كان في عهد البعث.
11- إقامة شبكة واسعة من الاعانة الاجتماعية، ورعاية مئات الألوف من الأرامل واليتامى والمعوقين من تركة حروب وجرائم البعث، وإرهابه بعد سقوطه.
12- رعاية ذوي الشهداء وإنصاف السجناء السياسيين السابقين.
13- الشروع بالعمل بمخطط واسع لمشاريع الإسكان، وقد تمت المباشرة في بناء عشرات الألوف من الوحدات السكنية وبيعها على المواطنين بسعر الكلفة.
14- إعادة تأهيل المصانع العراقية التي كانت متوقفة في زمن صدام، والتي حرمت من الصيانة والإدامة، وكانت بحاجة إلى مليارات الدولارات لصيانتها، والآن أعيد تأهيل معظمها.
15- بناء مستشفيات جديدة وتوفير افضل الأجهزة الطبية والأدوية والحفاظ على العلاج المجاني فيها، إضافة إلى إرسال مرضى إلى الخارج لمن يصعب علاجه في الداخل وعلى نفقة الدولة.
16- لا يوجد سجين سياسي واحد بسبب الرأي، وإذا كان هناك سجناء فبسبب الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب عندما كانوا في السلطة البعثية، أو لارتكابهم الإرهاب بعد سقوط البعث.
17- حرفية الجيش وجعله تطوعياً مما ساعد اقتصاديا جميع افراده، وبذلك فقد أزاح العهد الجديد ثقلاً كبيراً عن كاهل الشباب الذين كانوا معرضين للخدمة الإجبارية، وفي عهد البعث هناك أجيال قضت زهرة شبابها في الحروب العبثية.
18- حرية الصحافة، وحرية التفكير والتعبير، وحرية الأحزاب والرأي والنقد، والتظاهر، والتنظيم، والمعتقد، وفتح محطات إذاعية وفضائيات تلفزيونية وانترنتية من قبل القطاع الخاص، أغلبها معارضة للسلطة، بل وحتى يدعو البعض منها لإسقاط الحكومة صراحة وبمنتهى الحرية ودون ملاحقة إلا إذا تجاوز القانون.
19- زيادة دخل الفرد الى مئات المرات عما كان عليه في عهد حكم البعث. فكان راتب الأستاذ الجامعي مثلاً لا يزيد على دولارين أو ثلاثة في الشهر، مما يضطر إلى العمل كسائق تاكسي خارج الدوام ليضمن الحد الأدنى من العيش. كذلك، اضطرت آلاف العوائل إلى بيع أبواب وشبابيك وأثاث بيوتها ومكتباتها من أجل الحصول على لقمة العيش أو توفير الدواء لمريض.
20- توأمة الجامعات العراقية مع كبريات الجامعات العالمية في الغرب. إضافة إلى دعوة وتشجيع الأساتذة العراقيين والأجانب في الخارج إلى زيارة الجامعات العراقية كمحاضرين وممتحنين وتقديم المشورة والخبرات لتطويرها.
21- زيادة الطاقة الكهربائية بحيث سجلت ولأول مرة في تاريخ العراق فائضا قدر بـ 1000 ميغاواط
22- وضع خطة لربط العراق مع سوريا والأردن ومصر بشبكة انابيب نفطية ستساهم في نهضة اقتصادية في مجال البتروكيمياويات والمشتقات النفطية في هذه الدول، الأمر الذي يقوي العلاقة مع هذه الدول الشقيقة.
23- السعي لإقامة خط سكك الحديد مع الإتحاد الأوربي لاعتبار العراق ممرا للتجارة الأوربية مع الشرق وجنوب اسيا.
24- توقيع اتفاقيات التعاون في شتى المجالات مع الاتحاد الأوربي.
25- توقيع اتفاقية التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
26- محاربة المنظمات الإرهابية والفكر التكفيري والإقصائي.
27- نجاح العراق في المبادرة الزراعية مما زاد من الغلة الزراعية اضعاف ما كان عليه قبل 2003، بحيث سيكتفي العراق من الحنطة ذاتياً بعد خمس سنوات.
28- هناك حملة تقوم بها وزارة الزراعة لمكافحة التصحر، وقد نجحت في عدد من المناطق التي تمت مكافحتها.
29- عاد أكثر من 300 عالم وأكاديمي عراقي في العام الماضي بعد ان تم تولى مكتب وزير التعليم العالي متابعة معاملاتهم حيث لاقى هؤلاء الأكاديميون مشاكل كثيرة من دوائر الدولة والموظفين في انجاز معاملاتهم مما دفع وزير التعليم العالي الى تبنيها بنفسه، حيث يقوم الان من يود العودة للعمل في العراق رفع طلبه الى الوزير شخصياً، وان العائدين يتمتعون بإمتيازات تقابل امتيازاتهم في بلد المهجر كما يتم تخصيص دار سكن لائق على حساب الدولة لكل عائد منهم.
30- - لأول مرة في تاريخ العراق تهتم الدولة بالمتقاعدين بحيث تزيد رواتبهم مع التضخم، ووضع حد ادنى لضمان العيش اللائق، اضافة الى تخصيص مكافاءات (رواتب شهرية) لطلاب المدارس من الابتدائية الى الجامعات والدراسات العليا، ناهيك عن المباشرة بحملة محو الأمية ومنح الدارسين فيها مكافاءات ايضا، والشروع ببناء أقسام داخلية وفق مواصفات معتمدة عالميا.
هذه الانجازات وعشرات غيرها هي أخبار مفرحة لمحبي العراق الديمقراطي، وسيئة ومحزنة لأعداء العراق الذين يعتبرون أي نجاح له بمثابة كابوس لهم، وعند قراءتهم لمثل هذه الأخبار يسارعون لتدبيج المقالات لإنكارها ووضع قائمة طويلة من السلبيات بديلاً لها، وعلى رأسها الإرهاب الذي يشنه البعثيون باسم القاعدة، ليثبتوا أن عهدهم كان عهد تقدم وازدهار وأمان، بينما في الواقع كان عهد خراب ودمار شامل.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات ذات علاقة بالموضوع
1- عبد الخالق حسين حول إستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط
http://www.aafaq.org/masahas.aspx?id_mas=8592- عبدالخالق حسين: "هل كان إسقاط حكم البعث بسبب النفط؟
http://www.aafaq.org/masahas.aspx?id_mas=6883- د عبدالخالق حسين هل كان إسقاط نظام البعث خطأً؟
http://www.elaph.com/Web/ElaphWriter/2006/3/137525.htm?sectionarchive=ElaphWriter4- عبدالخالق حسين: إسقاط حكم البعث في الميزان(1-2)
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=6435- عبدالخالق حسين: بمناسبة مرور 11 عاماً على تحرير العراق من الفاشية
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=641