مشاهدات من حرب الخليج تزامنت مع السنة الاولى لشركة الحفر العراقية*
    الخميس 17 يوليو / تموز 2014 - 11:11
    د. ثامر العقيلي
    خبير نفطي عراقي واستشاري في التنقيب عن المواد الهيدروكربونية وتطوير الحقول
    هذه مذكرات كنت قد كتبتها خلال السنة الاولى من عمر شركة الحفر العراقية، وذلك بعد نقل مقرها الى البصرة . وتتركز مشاهداتي على ما جرى خلال ايام قصف العراق و الهجوم الارضي الذي تلا ذلك في عام 1991 أضافة الى حادثة دخول البيشمركة الى كركوك. هذه المذكرات التي وجدتها في مكتبة بيتي القديم في بغداد مؤخرا, أعادت لي ذكريات العمل والمعاناة في تلك الايام العصيبة وما تبعها من مضاعفات لم تقتصر على تحطيم قوة الجيش العراقي والاضرار الإقتصادية التي إبتلي بها العراق، ومنها سداد التعويضات للكويت التي لا زال العراق مكبلا بها لحد الان. وقد يرى القارئ مدى صعوبة العمل في القطاع النفطي انذاك بعيدا عن أي دور من قبل المسؤول الأعلى لإعطاء التوجيه أو القرار المناسب في الظرف الصعب الذي يكون فيه الإضطراالاظطرار لإتخاذ القرار او عدم اتخاذه من قبل إدارات التشكيلات المنفذة هي مسألة قد تتمخض عنها عقوبة كبيرة من النظام الحاكم انذاك..

    تشكيل شركة الحفر العراقية؛
    قبل تشكيل شركة الحفر العراقية، جرى إنتقالي، من مقر وزارة النفط الى المشاريع النفطية، بطلب مني الى المرحوم قاسم احمد تقي، (الوزيرأنذاك)، على خلفية أغتيال المرحوم عبد المنعم السامرائي، ثم تنسيبي الى وزارة الصناعة في عام 1988.
    في اواسط سنة 1990 دُعيت الى إجتماع في مقرالتصنيع العسكري ببغداد لمناقشة أنشاء شركة الحفر العراقية، وكنت لا زلت في وزارة الصناعة. ترأس الاجتماع الدكتور عامر السعدي، (الوكيل الاقدم)، وحظره :
    1-    الدكتور خليل المعموري من رئاسة الديوان؛
    2-    الدكتور سامي شريف، (مدير عام نفط الشمال انذاك)، والسيد محمود حميد أحمد،  (رئيس هيئة الحفر في شركة نفط الشمال).
    وبعد نقاش طويل تمت التوصية بتشكيل الشركة بقانون خاص تضمن ما يلي:
    1-    تشكيل مجلس ادارة شركة الحفر باربعة مدراء عامين من وزارة النفط وأربعة اخرين من التصنيع العسكري وكانت الشركة الوحيدة التي سمح لها بتشكيل مجلس ادارة انذاك.
    2-    ترتبط الشركة بوزير النفط.
    3-    يحق للشركة توفير التمويل الذاتي من مردودات نشاطها أضافة الى تخصيصات الميزانية السنوية من وزارة النفط.

    لعبت هذه الصلاحيات دورا كبيرا في دعم إدارة الشركة لتطويرها امام معارضة من قبل شركات الإستخراج، وخاصة شركتي نفط الشمال والجنوب التي وفرت الكوادر و المستلزمات الرئيسية التي شكلت شركة الحفرالعراقية.

    تأسست الشركة في حزيران 1990، وكنت اول مديرا عاما لها, من:
    •    مكتب بغداد الذي ضم مجموعة صغيرة من المنتسبين؛
    •    فرع البصرة ومقر الشركة الذي ضم الاقسام المختلفة ومكتبي  المدير العام ومدير الفرع والابراج والورش والمعدات والنقل، بواقع حوالي 2400 منتسبا.
    •    فرع كركوك الذي ضم الأقسام المختلفة ومكتب مدير الفرع والابراج والورش والمعدات والنقل، بواقع حوالي 800 منتسب.
    ولم يكن إنشاء الشركة سهلا، لكونها سلخت كوادرها ومستلزماتها من شركتي نفط الجنوب والشمال، وكانت سببا لإتخاذ مديرعام كل منهما مواقف سلبية تجاه الشركة. وكان إرتباط المدير العام بالوزير مباشرة الى أن تولى الإشراف على وزاررة النفط حسين كامل، حيث فك الارتباط بوزير النفط وابدله بالوكيل، وتم نقل المقر الى البصرة، ابعادا للمدير العام عن مركز أتخاذ القرار في الوزارة.

    أحداث البصرة؛
    وصلتُ البصرة عصر يوم 15 كانون الاول 1991، و كنت أسكن في احد دور شركة نفط الجنوب في حي النفط، ولم تمض سويعات من النوم حتى أستيقضت على قصف الطائرات الذي طال البصرة في الساعة الثانية والخمسين دقيقة فجرا بعد بغداد، وجاء الخبر من البي بي سي بأن امواج من طائرات الحلفاء بدأت بقصف العديد من الأهداف في العراق لإجباره على الإنسحاب من الكويت. انتظرت لغاية السادسة والنصف صباحا، فركبت سيارتي متوجها الى مكتبي في البناية القديمة لدائرة الحقول في البرجسية.
    بدأ الموظفون بالالتحاق تباعا وبعد قليل من الوقت سقط اول صاروخ جو قرب محطة الزبير لعزل الغاز بمسافة 500 م عنا، وبالنظر لخطورة الموقف فقد طلبت من الجميع ,عدا قلة منهم استبقيتها لإدارة الشركة, العودة الى مساكنهم.
    شمل القصف محاور الطرق المهمة والجسور إضافة الى المواقع العسكرية و محطات توليد الكهرباء وخاصة محطة الهارثة التي قصفت باحد عشر صاروخا في حينه.
    اوقفت العمل في أبراج الحفر، وطلبت من قسم الشؤون الإدارية سحب الموّلدات الكهربائية ومعدات اخرى من موقع جنوب الرميلة المعرض للقصف لقربه من الحدود مع الكويت، و تم التنفيذ بإمرة السيد أياد البدران، (مدير القسم)، وكان ذلك موقفا شجاعا لا انساه لفريق العمل ابدا.
    في اليوم السادس من الحرب قررت العودة الى بغداد للتواصل مع الاهل والسفر الى كركوك لتفقد فرع شركة الحفر هناك، وكان القصف مستمرا على البصرة وما حولها، فأخذت "كرمة علي" نصيبا وافرا منه عبرت الكرمة من جسر بممر واحد للذهاب، (حيث كان الإتجاه القادم من العمارة مقصوفا) وبدى واضحا من سير الأحداث وسيطرة قوات التحالف على أجواء المعركة بأن القادم هو قطع طرق المواصلات ابتداء بعزل البصرة التي قررت البقاء فيها لاطول فترة ممكنة، لحينما يصبح قطع الطريق وشيكا.
    كانت هناك طريق واحدة الى البصرة؛ من الجسر القديم للقرنة وبجهة واحدة من الجسرلإستعمال القادم والمغادر، مما تطلب انتظارا طويلا عند ذلك الجسر في أجواء حرب خطرة، حيث قُصف الجسر وعليه طابور طويل من السيارات في الساعة 1350 من ذلك اليوم وسقط باص ب40 راكب مع الضحايا في النهر أضافة  الى سيارة صغيرة اخرى.عدت الى البصرة في 7شباط 1991، ووصلت القرنة في الثالثة والنصف عصرا بعد زيارتي المرحوم الشيخ جري في ديوانه. وكان وضع الجسور أسؤ من المرة السابقة عندما عدت اليها.
    غادرت البصرة في صباح 10 شباط 1991، سائقا السيارة الحكومية بمفردي، كما في السفرات السابقة؟ وكانت لدي هواجس باني هذه المرة سأتركها لفترة طويلة. فقد دخلت الحرب اسبوعها الرابع ...القصف مستمر، وخسائرنا الإقتصادية والعسكرية تتزايد كثيرا... التوقعات تشير الى أن الهجوم الارضي سيقع قريبا . أصبح الطريق بين العمارة والبصرة صعبا  حيث قُطعت البصرة عن القرنة. وإذ غادرت البصرة بحدود الثامنة صباحا، كانت الجهة الوحيدة من جسر القرنة نصف صالحة للعبور. وصلت العزير وعبرت الجسر العائم ثم طريق مجنون وجسر السويب العسكري الى القرنة ثم جنوب العمارة، (لعدم امكانية عبور الجسرالمؤدي الى بغداد بسبب قصفه )، ثم البتيرة وعفك ومشارف الديوانية  الى بغداد بواسطة الطريق السريع .وكان الطريق وخاصة الوصلة بتيرة- عفك موحشا وخطرا فلم ار سيارة واحدة تمر به. كنت لوحدي بدون سلاح في سيارة بنمرة وزارة النفط ؟. وصلت بغداد في الساعة السابعة والنصف مساء وكانت المدينة تغص بالظلام وتحت القصف من قبل التحالف بقيادة حماة الديمقراطية؟
    مضت الايام بعد 10 شباط ببطأ، لم يعرف العراقيون فيها اي امل بوقف القصف وإنتهاء دمار البلد، وعاش الناس في فزع من استعمال السلاح الكيمياوي، ولا أحد كان يدري ما الأحسن، ترك بغداد أم البقاء فيها؟ بدأت التقارير والأخبار الغربية تشير الى الحاجة لبعض الوقت لاحكام تدمير 50% من القوة العسكرية , أسبوع.. عدة أسابيع..؟ والدكتاتور لا زال يعتقد بانه منتصر؟  الى أن جائت الساعة الرابعة من صباح 24 شباط، حيث بدأ الهجوم الارضي وأزداد معه القصف الجوي لبغداد والبصرة، وقُطع جسري الجمهورية والمعلق وكان ذلك في يوم الاحد ... أسرى 5000 في اليوم الاول. بغداد قالت ان الهجوم الاول قد صُدّ ولم يحدث خرق الا محدودا في جبهة الفيلق الثالث؟
    في اليوم الثاني أعلن العراق بأنه سيسحب قواته وقالت قيادة الإئتلاف بأن القطعات المنسحبة سوف لن تضرب اذا تركت أسلحتها. وحدثت الكارثة...
    أنسحاب عراقي غير منظم ومع الاسلحة... قوات الحلفاء تقصف وتطارد القوات المنسحبة على ارض الكويت وعلى طول الطريق الى البصرة... أُختُرق العراق من محور شمال السعودية بأتجاه الناصرية، حيث يتفرع شرقا الى الرميلة والبصرة، فكان يوم الخميس حيث اعلنت الهدنة وبدأ "القائد الضرورة" ينتظر الخلاص من خلال موافقته على بنود خيمة صفوان المشينة.
    أجزاء كبيرة من العراق أحتلت والخسائر كبيرة... بدأ تحشد القوات المنسحبة في البصرة بسبب صعوبة النقل الذي حدد انتشارها، وكان قد أستمر ضرب القطعات المنسحبة داخل حدود الكويت وفي الطريق من صفوان الى البصرة ومنها الى العمارة وحتى قرب الكوت الى ان جاء صباح السبت 2 اذار1991 حين ضربت إحدى الدبابات العراقية صورة "القائد الضرورة" في ساحة سعد وبدأت الإنتفاضة الشعبانية وكنت في بغداد حينذاك.

    أحداث كركوك؛
    مرت اياما عصيبة أثناء و بعد الإنتفاضة وخاصة في شهر آذار فقد كانت الإنتفاضة عفوية غير منظمة ومخترقة من قبل أمن ومخابرات النظام الذي إستخدم كوادره، منهم النساء للإختلاط مع المنتفضين والتعرف عليهم مما أدي الى إعتقال الكثيرين منهم وأعدامهم بطريقة بشعة، ونجح الحكم في السيطرة على الاوضاع بالرغم من ضعفه الواضح لمدة شهرين على الاقل وساعدته إتفاقية صفوان التي سمحت له باستخدام الهليكوبترات بوجود منطقتي حظر الطيران في الشمال والجنوب.عاشت بغداد شبه معزولة عن المحافظات خلال شهري شباط واذار وأظطر الحكم الى نصب مدفعية ثقيلة على السداد الشرقية لبغداد من جهة مدينة الصدر لصد اي خطر شعبي من جهة الخالص او طريق الكوت. لم تؤثر منطقة الحظر في الجنوب على سيطرة الحكم في الوسط والجنوب .
    وتبع أحداث البصرة هجوم قوات البيشمركة على كركوك بالرغم من وجود القاعدة الجوية وقوات حكومية أرضية كبيرة. وكنت قبل وصول طلائع تلك القوات مقيما في دار استراحة "كريميه" في شركة نفط الشمال تفقدت قبلها فرع شركة الحفر في كركوك، (مديره السيد عدنان كوركيس)، حيث قررت وقف عمليات الحفر في منطقة العمليات وأخلاء الموّلدات الكهربائية والمعدات المهمة من مواقع الحفر. في فجر الهجوم على كركوك يوم 11 اذار سمعنا اصوات انفجارات قريبة، وكان يقيم في الدار عدد" من طياري الهليكوبترات. وقبل التوجه للإفطار في حدود السابعة صباحا علمنا بإختراق منطقة الشركة من ناحية سلسلة التلال الشرقية التي تشرف على حقل كركوك. كان معي الزميل سعيد ذياب، (جيولوجي في نفط الشمال)، فقررنا المغادرة قبل وصول القوات الكردية الينا. ولغرض الوقوف على ما كان يجري فقد اتصلت بمدير عام نفط الشمال أنذاك، (السيدغازي صابرعلي)، فلم أجد من يرد على الهاتف؟ ويبدو انه وغيره من الكوادر القيادية الحكومية في المحافظة قد أخلو مواقعهم وغادرو كركوك قبل بداية الهجوم؟ أنتظرنا الى العاشرة والنصف صباحا وقررنا مغادرة دار الاستراحة والاتجاه الى ك-1 للتوجه الى بغداد تاركين ورائنا سيارتي الحكومية مع خزين جيد للبانزين وحبل سحب أصبحت من نصيب القوات الكردية بعدئذ. عند وصولنا الى مصفى بيجي حيث اردنا استجلاء الموقف وجدنا الدكتور عامر السعدي يترأس أجتماعا للكوادر النفطية وتمكنت من الإتصال بالاهل في بغداد لتطمينهم.
    دخلت القوات الكردية الى شركة نفط الشمال وكان معهم الزميل حمة جزاء صالح مدير الحفر في منشأة نفط الوسط أيام كنت مديرا عاما لها. ومن الجدير با لذكر ان الأكراد عاملوا الساكنين معاملة مرضية ومكّنو موظفي الشركة من إعادة التيار الكهربائي وتقديم الخدمات الضرورية. وبسبب الاجتماعات التنسيقية مع الاكراد لتأمين الاحتياجات للساكنين في منطقتي بابا وعرفة، فقد قامت السلطة بتوقيف وإستجواب عدد من موظفي الشركة بعد انسحاب الأكراد من كركوك, بحجة التواطئ معهم اثناء تواجدهم في مناطق الشركة وحضورهم  إجتماعات نظمّها السيد حمة جزاء الذي قال بانه تكلم كممثل للجبهة الكردستانية في تلك الإجتماعت مؤكدا المحافظة على سلامة العاملين وضرورة إستمرار عمليات الشركة.
    لم يدم بقاء القوات الكردية في كركوك كثيرا اذ نجحت الحكومة في إخراجهم منها، فمكنني ذلك من العودة اليها لتفقد فرع شركة الحفر الذي وجدته مسروقا من كل شيء، بما في ذلك موجودات ورش وساحات الحفر التي أعيدت الى وضعها السابق بحملة إعادة إعمار شاملة. واورد المداخلة التالية من الزميل حمة حول قضية السرقات:
    أن السرقات حدثت لعدم تمكن القوة  الصغيرة المخصصة بقيادة الجيولوجي ملا فرمان من حماية عرفة و بابا  من النهب حيث القوه المهاجمة الرئيسية كانت منشغلة في معارك طاحنة للسيطرة على معسكر خالد. أن النهب للمرافق الحكوميه ومقرات حزب البعث شمل مدينة كركوك، كأن يكون قسما من الأكراد قد إنتقمو لما حصل من النهب و السلب لذويهم اثناء حملات الانفال سيئة الصيت و دفن ١٨٢ من الأكراد في قبور جماعية وهم احياء حيث عُثر على قسم من هذه القبور في اطراف كركو في وقت لاحق.

    ويمكن تلخيص تتابع الاحداث، (استنادا الى شهادة السيد حمة جزاء)، كما يلي:
    ١: تحرك الأكراد و قوات الپيشمركه نحو كركوك وفق خطة معدة سلفا و مصادق عليها من قبل الجبهة الكوردستانية المؤلفة من ٨ أحزاب وتمكنوا من المكوث فيها خلال الفترة من 20 الى 30 اذار 1991.
    ٢:لقد نجح الأكراد في الدخول الى كركوك بالرغم من توفرحرية الحركة للقوات الحكومية بما في ذلك الطيران لعدم وجود منطقة حظر الطيران بعد .
    3: قام الطيران العراقي بقصف العديد من المناطق الكوردستانية مما سبب  الإنتكاسة الكبيرة للشعب الكردي وهرب حوالي مليونين من أبريائه الي الجبال الوعرة علي الحدود الايرانية و التركية ومنهم الزميل حمة وعائلته و اقربائه ومعارفه طوال شهر نيسان ١٩٩١ اظافة الى موت الألاف من الشيوخ و الاطفال و النساء من الجوع والبرد والمرض .
    4: أعاد الجيش العراقي السيطرة على كوردستان و نهبت الكثير من بيوت الأكراد على غرار ما حدث في الكويت .
    5: باقتراح من جون ميجر رئيس وزراء بريطانيا، قررت الامم المتحدة فرض الحظر الجوي بقرارها الرقم ٦٨٨  في  ألخامس من نيسان.
    التعامل مع "المشرف" حسين كامل؛
    1-    كان ان أول أحتكاكي بحسين كامل عندما كنت لاأزال في وزارة الصناعة، وبعد فترة وجيزة من إستيزار السيد عبد التواب الملا حسين وزيرا للصناعة تم تعيين حسين كامل مشرفا على وزارات الصناعة والنفط والكهرباء والري. أصدر وزير الصناعة أمرا بتعيني مديرا عاما للتخطيط، لكن ذلك الامر ألغي بعد أسبوع من صدوره من قبل "المشرف"؟ وكذلك أُلغي أمر أستيزار وزير الصناعة؟
    2-    في سفرة الى الاردن غايتها تقديم الدعم لهيئة المصادر الطبيعية التي كنت الباديء بالتعاون معها في عام 1981، (من خلال منشأة نفط الوسط), عقدت أتفاقا مع إدارتها لتزويدهم، لقاء ثمن يتفق عليه، ببطانة 7 عقدة وبرينة حفر كانوا في امس الحاجة لهما وكلاهما كان متوفرا لدى شركة الحفر بشكل فائض، ورفعت تقريرا بذلك وحصلت موافقة "المشرف" عليه لكن "سامي شريف" الذي أصبح وكيلا لوزير النفط قام برفع مذكرة اليه مدعيا بأنني تصرفت خارج صلاحياتي بابرام أتفاق البيع لسلطة المصادر. وكان القصد من كل ذلك هوالايقاع بي ومنع تثبيتي مديرا عاما لشركة الحفر، حيث أُصدرت لي عقوبة قطع راتب لثلاثة أيام عُممت على القطاع. وكانت هذه العقوبة الادارية الوحيدة التي أحتواها سجل خدمتي الملئ بمنح الشكر والقدم.

    3-    قمت بقيادة فريق عمل بالمشاركة مع هيئة المسح الجيولوجي والتحري المعدني بدراسة وتجربة ميدانية لاستخدام أطيان البنتونايت العراقي، (مادة محلية تعوض عن المستوردة في زمن صعب مر به العراق)،  في حفر الآبارحيث أستخدمت تلك الاطيان بنجاح في بئرين أحدهما في حقل الزبير والاخر في حقل كركوك في النصف الاول من عام 1991.ورفع السيد عدنان العاني، (وكيل وزارة الصناعة)، مذكرة الى "المشرف" يقترح فيها منح مكافئات لمن شاركوا بالعمل، (رئيس الفريق واخرين)، لكن المذكرة عادت بكلمة "كلا" بالنسبة لي ونعم لقائمة طويلة تضمنت العديد من الأسماء من وزارة الصناعة، ممن لم يكن له أي دور, كان قد حشرهم السيد عدنان العاني في أصل طلب المكافئة؟

    طلب مبكر للتقاعد؛
    في اب من عام 1993 حزمت أمري للتقاعد أيام كان السيد أسامة الهيتي وزيرا للنفط حيث طلبت منه الموافقة على تقاعدي , وكان "المشرف" في سفرة خارج العراق، فحصلت على الموافقة في نصف ساعة و هوية التقاعد في ثلاثة ساعات.
    بعد حصولي على التقاعد حاولت السفر الى خارج العراق غير اني فوجئت بامر منع سفر مما أظطرني لطلب المساعدة من الدكتور جعفر ضياء جعفر، (وكيل وزارة الكهرباء)، للمساعدة برفع المنع الذي تم بفضله بعد حوالي الشهر من التكليف.
    بدأت رحلة العمل خارج العراق في نهاية عام  1993، وكانت ليبيا المحطة الاولى ثم أسبانيا، (ألشركة الوطنية رابسول)، ثم الخليج ثم العمل الحر في بداية العام 2008.
    لقد قمت بمتابعة أخبار العراق الذي رهنت قلبي وفكري له وبادرت بزيارته وادامة الإتصال بالقطاع النفطي منذ شهر تموز 2003 ولحد الان. لقد حفرت ذكريات العمل في حقول كركوك وعين زالة وبغداد والبصرة أخاديد في كياني الذي لا يغفل عنها أبدا.
    .........................................................................................................ملاحظة: أتقدم بالشكرالجزيل للسيد حمة جزاء صالح للتوضيحات التي قدمها بشأن أحداث كركوك الواردة في هذه التغطية والدكتور كامل العضاض، لتدقيقه النواحي اللغوية.  تموز2014).

    اضغط هنا للإطلاع على اصل الملف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media