كادر من الحزب الديمقراطي الكردستاني يدلي بكلام خطير
    الثلاثاء 19 أغسطس / آب 2014 - 02:11
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    في الوقت الذي ما زال جرح فاجعة الشنغال ينزف دما وقيحا وتتوجه اصابع الاتهام الى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني كمسؤول ومسبب بوقوع هذه الكارثة الانسانية. وفي الوقت الذي تدعو كافة القوى الى توحيد الجهود لمواجهة المخاطر التي تحدق باقليم كردستان في هذا الوقت العصيب.. واذا بكادر متقدم من الديمقراطي الكردستاني  يفتح ملف الآم جرح اخر لم يندمل بعد. واعني احداث 31 آب عام 1996.  يوم اقتحمت جحافل الجيش العراقي عاصمة إقليم كردستان،  بناء على طلب ودعوة من قيادة الديمقراطي الكردستاني إلى صدام حسين لطرد قوات الاتحاد الوطني الكردستاني من اربيل. فارتكبت قوات صدام لدى دخولها اربيل جرائم بشعة بحق المعارضة العراقية، سانحة الفرصة لقوات الديمقراطي الكردستاني  لاكتمال فصول المجزرة بابادة قوات الاتحاد الوطني الكردستاني التي وقعت بين فكي كماشة صدام والبارزاني!!

    هذه الحادثة المخزية في تاريخ الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يمكن ان يكون مبعث افتخار لاي عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني ممن يعز عليهم قوميتهم الكردية، ناهيك عن السيد مسعود البارزاني الذي ابيد  8000 من عشيرته، البارزانيين الابرياء عام 1983على ايدي نفس القوات التي استعان بها.

     ولكن بعض العقول المصابة بمرض الدوغماتية لا يتخلى عن تمجيد حزبهم سواء اكان ظالما او مظلوما. والسيد (ريبوار كريم ولي) انموذجا، وهو من احد الكوادر المتقدمة في الحزب الديمقراطي  الكردستاني. فقد كتب المذكور مقالة بعنوان (31 آب اخر قادم). ونشرت المقالة على موقع(روداو) الذي يديرها مؤسسه اعلامية ضخمة مدعومة من قبل شخص رئيس حكومة الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني . ففي مقالته يستعرض السيد ريبوار الظروف التي ادت الى حادثة 31 فيذكر(متباهيا) بان الحزب الديمقراطي  في تلك الحقبة كان يواجه مخاطراتساع نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني بعد احتلال قوات الاتحاد لعاصمة الاقليم (اربيل)، فجاء 31 آب المجيد!! ليعيد حزبه الى الواجهة. ثم يشبه السيد ريبوار الظروف الحالية بظروف 31 آب بعد انتشار نفوذ PKK ,YPG   على حساب تقلص نفوذ حزبه. فقوات PKK ,YPG   الذين هبوا لملأ الفراغ الذي احدثه انسحاب قوات الديمقراطي الكردستاني من الشنغال قد اسقطت تبريرات انسحاب قوات الديمقراطي الكردستاني دون اطلاق طلقة واحدة!! وينتاب السيد ريبوار حالة من الهستريا ازاء التنسيق الجاري بين تلك القوات مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني وتحقيقهم انتصارات ساحقة على ساحة المعارك. وعليه فان السيد ريبوار يرى بان اليوم اشبه بالبارحة وان الظروف الحالية مؤاتية  للضلوع في اعادة مسلسل 31 آب من جديد ليستعيد حزبه مكانته التي بدأت تهتز اركانه نتيجة هروب قوات حزبه من ساحة المعركة وسطوع نجم PKK ,YPG   الذين لولاهم لتضاعف حجم الضحايا اضعافا.

    وهنا لابد من السؤال بمن يستقوى السيد ريبوار؟ ما هي القوة التي تستعد لانجاز احلام السيد ريبوار؟ فالجيش العراقي منهك بحربه مع داعش وعاجز عن التحكم بارض المعارك وعليه فان الجيش العراقي خارج معادلة السيد ريبوار. اذن لم يبق سوى الجيش الامريكي و الجيش التركي.

    فاما عن الجيش الامريكي فان  اوباما لن يسمح بعودة القوات الامريكية الى العراق تحت اية ذريعة كانت، ذلك لانه مازال معتكزا على انجازه الوحيد طوال حكمه بسحب القوات من العراق كما كان قد وعد به خلال حملته الانتخابية لرئاسة امريكا. فلم يبق للسيد ريبوار سوى الجيش التركي، ورب هذا ما كان يجول في خاطره  وكان يتمنى حين كان يدون هذيانه في مقالته.

     ليس من المعلوم فيما لو كان السيد ريبوار يعبر عن احلامه وامانيه ، او كان يسرب خبر مخطط  قد سمع عنه من قيادة حزبه، لكون السيد ريبوار قريبا من مراكز قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني. ولو كان السيد ريبوار صادقا في توقعاته فعلينا ان نعيد استقراء احداث الموصل و سنجار وسقوطهما بالسهولة المريبة مرة اخرى ونبدأ بتقصي بعض الحقائق عن كيفية سيطرة داعش على الموصل بدعم من حكومة تركيا وهي حليفة لحزب السيد ريبوار!!. كما وعلينا ان نتحذر جدا جدا، فكما يبدو من اقوال السيد ريبوار بان المخطط لم يستكمل بعد ومازال في طي تنفيذ الفصل القادم المخيف من مخطط تركي-كردي قد ينتهي باحتلال الجيش التركي لولاية الموصل وتحقيق حلم اردوغان بالقضاء على قوات الاتحاد وحليفاتها من PKK , وYPG   . و لم لا،  فبعد ان استلم اردوغان مقعد رئاسة الجمهورية فلم يبق له سوى لؤلؤة ولاية الموصل ليزين بها طربوشه فيصبح سلطانا لامبراطورية عثمانية جديدة تلتهم كردستان وتخضعها لها كولاية كردية تابعة للامبراطورية التركية الحديثة!!

    من المفارقة ان الحزب الديمقراطي الكردستاني كان يبدي انزعاجه دوما من تعدد خطاب الاتحاد الوطني الكردستاني،  وفي الاونه الاخيرة بدأت ظاهرة تعدد الخطاب تسري في صفوف الحزب نفسه. ففي كل يوم يظهر تصريح غريب من احد اعضاء الحزب الديمقراطي. فقبل مدة ظهر السيد فلاح مصطفى على شاشة (روداو) مهددا الولايات المتحدة ان تنأي بنفسها عن التدخل في شؤون العراق والا فانها ستندم! غريب اقليم اصغر من حجم اصغر ولاية امريكية يهدد اكبر قوة في العالم!! ومن زاوية اخرى ينبري السيد ديدار زيباري ليقول بان العراق لم يمد يد العون لضحايا السنجار في الوقت الذي يبعث فيه رئيس اقليم كردستان برقية عزاء لعائلة الطيار العراقي(الشهيد ماجد عبد السلام التميمي) الذي استشهد على جبل سنجار خلال اغاثة نازحي سنجار في مهمته الانسانية.  اما قناة (روداو) الناطقة بلسان الحزب  فاصبحت خندقا معاديا لثورة اشقائنا في سوريا وصوتا تركيا في تشويه صورة PKK . وثم يأتينا السيد ريبوار ليتوج هذه التصريحات المتناقضة بمقالة نارية تهدد حلفاء الخندق الواحد!!

    ما هكذا ترسى اسس دعائم الاخوة و تحشيد الطاقات الكردية في هذا الظرف العصيب ايها السادة.

    جمال فاروق الجاف 
    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media