توق اشتياق وتلهف للحنين الوجودي
الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول 2015 - 19:18
بنيحيى علي عزاوي
ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
في يوم من الأيام المرقومة في كتاب ،بقياس زمني بحسبان والتي يداولها الرحمن في كل مكان معلوم بالتمام،وذلك ما بين أرواح الإنس والجان، والعالمين من الناس الأخيار...صبابة صبوة وجد زحزحت كياني المرهب بالإحساس والحنان،فتساءلت عن مصدر الولع الذي يكوي أضلعي بقياس الثواني المفعمة بجمرات محرقة في دمي..فرحت وسعدت ونسيت الهم والغم والماديات الدنيوية وقررت وإرادتي أن أعيش وأنتعش بهذا الحلم الحليم إلى حين يفرض القدر قدره المرتجى بإذن من النجم الطارق.!!..أجل، وفي ظرف وجيز وكلمح بصر اهتزت مشاعر فؤادي وابتهج وجداني المرهف بمشاعري الجياشة التي انتفضت كبركان قوي لم أتعود قياس هزات لهيب إحساسها الرهيب الذي أولع بداخلي نار”حنين” منعم ناعم..هذا الحنين أحسسته كصبابة نار مفعمة بأريج نسيم براق الشوق وحرارة الإبداع .. نار هيام الحنين هو غلالة أحلامي التي كانت شجو التباريح وصبابة من الشجو الخجول فتحولت كل أحزاني بسرعة البرق البريق إلى حياة دنيوية أخرى تعجز الكلمات وصفها إلا "الحنين" هو وحده البليغ بلاغتها عبر اللمسات والهمسات وتوظيف الحواس الخمسة وسادسهم "الحدس العجيب” وبهدوء وشوق التشويق في اللقاء الأول المرتقب جاء اللقاء العابر السبيل، خاصة عندما رفرفت”توأم الروح” بجناحيها الورديتين على محيط جسدي، فأحسست أن السهد مات بنار الهيام وانتفضت صبابة "الحنين”إلى لوعة اللوعة والعشق المنتظر منذ غابر الأزمان !!!!… تلذذت الهيام الروحي كأنه أريج نسيم عطر فواح هب على غصن فؤادي اليانع المياد في نواة الشجرة المباركة، فاكهتها لا مقطوعة ولا ممنوعة، متنوعة الأشكال ومضامينها رائعة اللذة الكبرى تسقى من عين سلسبيل التي تنشد بلغة خرير مياهها سانفونية الغرام العذري الروحاني بميلودية الألحان.. ورددت "توأم الروح" قائلة:((أنا ملكة الملكات وأمال الآمال وابتسامة الابتسام ونزهة الدنيا ووفاء الأوفياء وبشرى المبشرات وفاتحة روعة نشوة لهيامنا الروحي الأبدي إلى حين..))… وقالت قبل أن تنسحب :الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وانسجم بملاءمة وئام وتآلف وتعاهد ،بغض النظر عن الملل والنحل والعقائد والديانات، وما تناكر أو تنافر منها هو التضاد والتعاكس والتصدع نحو التعارض والتفرق والتنابذ ، ولو تكون هذه الأرواح من جينات العباقرة..