كلية الآداب... تحتفي بآفاق أدبية
تحفل الساحة الثقافية العراقية بمجلات ودوريات عدة، وتضفي كل واحدة منهن بصمة خاصة تضيف وتنير الطريق أمام متذوقي الأدب والفكر والشعر والنثر، وتمنح الفنون المتنوعة حلاوة وعبقاً يرتشف منه القاصي والداني، كغيرها من المنابع الثقافية جاءت مجلة (آفاق أدبية) بمفردات ومعاني وقيم ثقافية وأدبية مختلفة، لتضع القارئ العراقي امام منجز ثقافي فريد من نوعه ومتميز في عمله ومن هذا المنطلق. أحتفت كلية الأداب ـ قسم اللغة العربية بمجلة (آفاق أدبية) كونها تمثل صورة مضيئة قدمت عبر سنوات عمرها القليلة منجز ابداعياً مرموقاً واجتذبت الكثير من الاقلام المبدعة والرائدة في الساحة الثقافية، كانت فكرة تأسيسها في عام 2011. وتم اقتراح أسم (آفاق أدبية) تعويضاً عن مجلتين طالما قدمتا كتابات واسماء لامعة وحظيتا باعجاب وقناعة المثقف العراقي والعربي ودمج الأسمين ليكون الناتج (مجلة آفاق أدبية) وأنتدب لهذا الغرض كادر صحفي متخصص وبدأت لمشاورات بين المؤسسة الثقافية (دار الشؤون الثقافية العامة) وبين الجامعات العراقية وتم أستقطاب الدكتور رياض موسى سكران ود. سافرة ناجي (من كلية الفنون الجميلة) ود. عبد القادر جبار من كلية الآداب ليكونوا الهيئة الأستشارية لهذه المجلة، وبعد حوارات ونقاشات مستفيضة تم الاتفاق على هوية المجلة فكانت (مجلة تعنى بالتجارب الأدبية الجديدة وتتيح فضاء واسع للقدرات الواعدة) بعد ان صارت مجلة (الأقلام) فكرية وثقافية متخصصة ووضعت مقاييس خاصة للنشر وتمت دعوة الأدباء والكتاب للنشر في هذه المجلة الفتية، وكان رئيس تحريرها الأول الشاعر الراحل (محمد علي الخفاجي) كما بذل الشاعر نوفل أبو رغيف جهداً مضنياً في قراءة مواد المجلة ومتابعتها ومشاركة كادرها في تذليل كل العقبات التي تقف حائلاً بطريق نجاح هذه التجربة
متحدثون يرون شهادتهم
الشاعر (سلمان داود) كان أول المتحدثين بأعتباره رئيس تحرير مجلة (آفاق أدبية) والذي تسلم هذا المنصب في منتصف نيسان من عام 1914، بعد ان كان الشاعر (منذر عبد الحر) رئيساً لتحريرها.
نقل الشاعر (سلمان داود) تحيات مدير عام دار الشؤون الثقافية وشكره الخاص لعمادة كلية الآداب وبالأخص قسم اللغة العربية لهذه المبادرة الرائعة.
ثم روى تجربتة مع المجلة فبين أن أسرة تحرير المجلة هم الكتاب والمفكرين هم يصنعون المجلة بمنجزهم وشرط المجلة الوحيد للنشر أي مادة هو (الأبداع) ولا شيء غيره، لقد تطورت المجلة بشكل ملحوظ خلال الفترة للأخيرة وأرتقت بأعدادها بجاءت (أنموذجاً) للعمل الفني والابداعي وتم أستحداث أبواب عدة في الفكر والترجمة والفنون ولا ننسى (محور العدد) الذي يتناول دراسات نقدية .
فأبواب المجلة متنوعة ولا تغفل اي جانب ثقافي. كما وتم أعادة أنتاج وصياغة بعض ابواب فباب (تفكر) يستعيد فيها الكاتب تداول بعض المواد الثقافية التي لم يتداولها الكتاب من قبل وباب (قناديل) تسليط الضوء على الظواهر الأدبية والمنجزات الثقافية المتفردة فتجعل المجلة أكثر مدونة وشفافية في التعامل مع النصوص المتنوعة ولا ننسى أدب الطفل والموهبين منهم، والتواصل مع فناني المهجر.
وتابع ليضيف ان فن الاخراج الصحفي لهذه المجلة أعتمد الدارسة والتطور المستمر فلم يكن تصميماً عشوائياً بل كان تصميماً متقناً يمتلك اللمسات الأبداعية وليضفي على المادة المقدمة رونقاً وجمالاً خاصاً به، ثم لا ننسى جهود (العمال) الذين دأبوا على طباعتها والذين نحرص على تسميتهم دوماً بـ (ملوك الصمت) فهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولابد ان نذكر اخيراً.
مسألة التسويق والتوزيع فحاولنا جاهدين ايصال المجلة الى ابعد نقطة ولا زلنا نجاهد في سبيل ايجاد منافذ للتسويق والتواصل مع الكتاب العرب والمستشرقين.
النجاح هو الأساس
يرى الدكتور (رياض موسى سكران) في تجربته مع هذه المجلة خطوة رائدة وضعته على المحك فكانت الفكرة بل اللبنة الأولى لأنشاء هذه المجلة له، فهو أول من اقترح على الشاعر (نوفل ابو رغيف) اقامة مجلة تعنى بالمشهد الثقافي الراهن وتستقطب الأقلام الواعدة وحين تبلورت الفكرة وأسست المجلة وتم اختيار كادرها، كان النجاح هو الاساس ولا رهان غير ذلك ما دامت المجلة تعنى بالثقافة العراقية الواعدة، وارتاينا الأبتعاد عن نشر البحوث الأكاديمية الرصينة وما نشر من بحوث في المجلة خرج عن دائرة الأطر الأكاديمية فجاءت المواضيع بقيم حديثة ولكنها سلسة في ذات الوقت اردنا من هذه المجلة مهمة محدودة (تجاوز القصور الثقافي) فطلبتنا وكتابنا الشباب بحاجة الى الدعم والأحتضان، وتتجلى أهمية هذه المجلة بهذا الأحتفاء الذي تفردت به (أم الكليات) لهذه المجلة الفتية بعمرها والواسعة بثقافتها، فدار الشؤون الثقافية دار لكل المبدعين لم تنغلق يوماً على نفسها بل كانت دائماً راعية لكل انواع الابداع، لقد أنفتحت الأعداد الأولى من المجلة على كل الفنون فالفن التشكيلي والجمالي والفن المسرحي واللغة والشعر... الخ فكان التعامل والتعاطي مع الآخر هو سر النجاح بهذه المجلة، نتمنى التواصل مع هذا المنجز والتفاعل من خلاله مع كل الأساتذة ومع كل القنوات الثقافية كي نواصل رسالتنا الثقافية لكل القراء.
الأكاديمي ومجلة آفاق أدبية.
د. عبد القادر جبار بحث في كلمته الخاصة عن علاقة الأكاديمي بالمجلة، فهي مجموعة من القصائد والقصص والنقد الادبي وعوالم الجمال المختلفة، جاء التركيز على دراسة كل الظواهر الحديثة، الأدب الحديث والتجارب الشعرية الحديثة، من هنا أنطلقت علاقتنا كأكاديميين بالغور في عماق التاريخ ودراسة أصول الحداثة فكانت البحوث القيمة والدراسات التي أستوعبتها صفحات المجلة لتحيط القارئ بتاريخ كل الفنون بصورة جديدة ورؤية مستقبلية.
الحلم صار حقيقة
د. سافرة ناجي بينت بكلمتها أن ما نحلم به لا يتحقق دائماً، لكن حلمنا بمجلة تستوعب الطاقات الواعدة، ويحمل صفة الأمتياز تحقق، وان تحتفي به كلية الأداب فهذا يجعل من أنتاجنا رائداً فاليوم نؤشر حضوراً لوسائل الثقافة وأنساقها، لقد قدمنا في العدد الأول من هذه المجلة باب (سؤال أو تجريب) كيف يكون التفاعل بين الدرس الأكاديمي وأنساق الثقافة القادمة والأجابة تمت اليوم عندما تحتفي المؤسسة الأكاديمية بأبداع المؤسسة الثقافية عبر منجزها (آفاق أدبية).
الأبداع ليس له وطن
د. حيدر فاضل تناول اثر المنجز الثقافي وتفاعله عبر المواد التي قدمتها مجلة آفاق ادبية ودور المثقفين في أحداث التغيير الثقافي الذي أستوعب على الدوام المشهد السياسي ودرس تأثيره على الأبداع الثقافي، ثم تطرق الى ما شيع اخيراً عن مهاجمة التراث والكتاب القدماء فكلنا تستقي من التراث والكثير يهاجمه، وهذه دعوة له عادة قراءة تراثنا الأدبي الذي ظل على الدوام زاخراً بالأبداع والمجلة أداة فاعلة يمكن أن تفتح المجال للنظر في تراثنا الأدبي وأكد أن الأحتفاء بالمجلة هو نوع من الأهتمام بالثقافة وأن النقد لبناء الذي يوجه للمجلة يأتي من باب الدعم والأسناد ليكون منجزنا متكاملاً يرتقي بالمضمون ويسمو به.
أطلالة ثقافية تستحق الذكر
د. فليح الركابي من الكتاب الأوائل الذين شاركوا بأرساء قواعد هذه المجلة، فهي حافلة بكتاباته وآرائه القيمة، قدم الكثير لها، أشار بكلمته الى أنتشار الأثر الطيب لهذه المجلة فهي مائدة ثقافية متنوعة تقدم للقارئ على طبق من ذهب.
حضر هذا الأحتفاء الروائية (هدية حسين) التي بينت بمداخلتها، تأثير التوزيع والنشر على أقصاء هذا المنجز فلابد من توسيع هذه الدائرة ليتسنى للأدباء والكتاب الأطلاع على هذه المجلة والمساهمة فيها، وكذلك بين الشاعر (طه حامد الشبيب) تأثير المجلة في الوسط الثقافي وأهتمام المثقفين بها.
ثم تفضل الدكتور (مهدي صالح الشمري) بتقديم كتاب شكر بأسم عمادة كلية الأداب لرئيس تحرير المجلة، وقدم (د. علي خليف) رئيس قسم اللغة العربية باقة ورد بالمناسبة.
وتكريماً لجهودهم في دعم المجلة تسلم الدكتور (فليح الركابي) و د. عبد القادر جبار ود. حيدر فاضل كتب شكر أسهاماً من الكلية بهذه المناسبة.