وكيل وزارة الثقافة: 13 موظفا متورطون بملفات فساد ودائرة السينما والمسرح تعمل بميزانية مقدارها “صفر”
بغداد ( IMN) – قال وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة السينما والمسرح وكالةً مهند الدليمي إن الوزارة تضم الفي موظف بدرجة يقرأ بسبب الادارات السابقة.
وأضاف الدليمي خلال مقابلة مع المركز الخبري أن السلفة التشغيلية التي تعمل بها دائرة السينما والمسرح تبلغ "صفر” في وقت تبلغ الديون المتراكمة على الدائرة نحو نصف مليار دينار.
كما وضح الدليمي ضمن المقابلة ملابسات فصل 27 موظفا من الفرقة السيمفونية.
وادناه نص المقابلة:
IMN: لماذا يعاني فنانو العراق من البطالة؟
الدليمي: الادارات السابقة هي من تتحمل ما يعانيه الفنانون والممثلون في العراق بسبب سياساتهم الخاطئة التي لا تتماشى ضمن خطط إستراتيجية بعيدة الامد لدعم الجانب الثقافي في البلد، فضلا عن ذلك اهمالهم للاختصاصات الفنية واستبعادهم من الدرجات الوظيفية، وخير دليل على ذلك لدينا الان في وزارة الثقافة نحو الفي موظف ضمن فقرة يقرأ ويكتب في حين أن هناك المئات من أصحاب الكفاءة والخريجين لم يجدوا لهم مكان في الوزارة.
IMN: كيف يمكن أن تعالج هذه الحالة؟
الدليمي: صعب جدا، لأن من تعين أصبح صاحب حق وهذا يحتاج الى قرار شجاع من مجلس الوزراء ووزير الثقافة، حيث بدأ يلتقط أسماء ثقافية مهمة ويضعهم في أماكنهم المناسبة، لكن رغم ذلك تبقى هذه الاجراءات ضعيفة لقلة الدرجات الوظيفية.
IMN: كل انسان عندما يشتري دارا معينا يقوم بترميمات، فماذا رمم مهند الدليمي في دائرة السينما والمسرح؟
الدليمي: أنا حتى الدار لم أجدها .. وحتى أكون دقيقا في كلامي ولا أظلم الذين سبقوني، فأن الاصلاحات كانت اصلاحات نفسية، لأنني وجدت فريق عمل مهزوما ومحبطا من الداخل، و بدأت أزرع في داخلهم حب المكان وحب العمل وإرجاع الثقة لهم، بأن هذه الدائرة ليست ملك أحد، وإنما هي ملك الجميع وافتح أمامهم الأبواب المغلقة.
IMN: هل لدى دائرة السينما والمسرح ملفات فساد أحيلت إلى النزاهة؟
الدليمي: نعم قبل يومين أحلت ملف فساد لـ 13 موظفا بخصوص فلمين انتجا من غير معايير، وفيهما هدر للمال العام، وهما فلم وداعاً نينوى وفلم صمت الراعي، والأخير به فساد نحو 240 مليون دينار على الميزانية ولم يكتمل لغاية الان وفلم وداعا نينوى استلم المنتج نصف مليار دينار ولم ينفذه لغاية الان .
IMN: لو جمعنا مبالغ الفساد التي تمت احالتها إلى المفتش العام كم سيكون المبلغ الاجمالي ؟
الدليمي: يصل الى مليار دينار تقريبا.
IMN: ما هي خارطة الطريق الذي وضعتموها لعام 2015 لنشاطات الدائرة الدولية والمحلية.
الدليمي: نعم، ازف البشرى أن في منتصف شهر حزيران المقبل سينطلق مهرجان العراق الأول ضد الارهاب وستشارك به جميع محافظات العراق وهذا سيكون من تمويل المحافظات نفسها تحت شعار”فرسان يقاتلون هناك ونحن ننعم بالأمن والسلام هنا” ، فضلا عن أن الموسم المسرحي سينطلق في الأيام القليلة ويستمر لستة أشهر.
IMN: كم تبلغ السلفة التشغيلة لدائرتكم؟
الدليمي: صفر، نحن الان نعمل بدون سلفه تشغيلية في حين كانت في عام 2014 تصل 250 مليون دينار شهريا.
IMN: هل دائرة السينما والمسرح مطلوبة مالياً ؟
الدليمي: نعم نحن مدينون بنصف مليار دينار، لكن بفضل جهود جميع الموظفين وتكاتفهم معنا بدأنا بتسديد الديون وبدأنا ببعض أعمال الأنتاج وسددنا أجور موظفي العقود .
IMN: متى تتعافى هذه الدائرة من مرضها لتعود تقف من جديد بشارع الفنون والثقافة؟
الدليمي: نحتاج إلى ستة أشهر لمعالجة أغلب حالاتها الصحية.
IMN: من ضمن هذه المدة تسديد الديون؟
الدليمي: كلا، موضوع تسديد الديون يحتاج إلى دعم، لاسيما أن نصف مليار مقابل سلفة تشغيلية صفر يعد مبلغا كبيرا فأنا أحتاج فقط أن يقسط وفق التسديد المريح.
IMN: ما هو موقف شباك التذاكر ؟
الدليمي: شباك التذاكر تغير جذريا وفق السياسة الديمقراطية التي يعيشها العراق فدائرة السينما والمسرح لا يمكن أن تكون بوق لجهة سياسية حتى تدعو الجمهور مجانا، الان لدينا جمهور واعي ومثقف وله طموح بأن يشاهد عرضا يليق باسم العائلة العراقية، ونحن حريصون على تقديم ما يرضي جمهور المسرح العراقي.
IMN: كم تبلغ سعر التذكرة ؟
الدليمي: سعر التذكرة في المسرح الوطني خمسة الاف دينار وفي منتدى المسرح ثلاثة الاف دينار فقط، وهو مبلغ زهيد، لكن هدفنا أن لا نثقل كاهل المشاهد، فضلا إلى سعينا بإعادة ثقة الجمهور بالأعمال المسرحية والمسرح بصورة عامة.
IMN: سمعنا بإنهاء خدمات 27 موظفا من الفرقة السيمفونية، هل هناك أسباب مقنعه وراء ذلك.
الدليمي: الفرقة السيمفونية عززت بقرار من مجلس الوزراء الذي سمح لها بالتعاقد مع عازفين وموظفين من داخل الدائرة، لأنهم ذو اختصاصات نادرة، لكن هذا الموضوع تطور الى التعاقد مع 35 موظفا من الاداريين والسواق وهم تابعون لوزارة الثقافة، أي أنه يستلم راتبين ولعدم وجود حاجه لذلك أنهينا التعاقد معهم، لأنه من الناحية القانونية ينبغي أن ينسب الموظف إلى الدائر التي تحاجه، وللتوضيح فإن95% من الذين أنهيت عقودهم اداريون وسواق والمتبقي اشخاص لا يحضرون، ولم تستفد الفرقة من خدماتهم، وبينهم عازفون شرقيون أيضا لا تحتاجهم الفرقة السيمفونية.
IMN: من المسؤول عن هذه التعاقدات ؟
الدليمي: الادارات السابقة هي التي تتحمل هذه الاجراءات الخاطئة، لأنهم كانوا يستغلون انشغال الوزير السابق.
IMN: هل ستكون هناك بناية خاصة للفرقة السيمفونية العراقية؟
الدليمي: نعم هناك ترميم أولي لقاعة الشعب، وتحديدا قاعة الملك فيصل الثاني سيكون مكان للفرقة السيمفونية مستقبلا.
IMN: هل لديكم فكرة لعرض بعض المسارح الى الاستثمار، لاسيما مسرح الرشيد المهمل منذ سنوات؟
الدليمي: قدمنا دراسة الى وزير الثقافة بهذا الخصوص وعندما تكتمل الدراسة بكل جوانبها سيعرض الى الاستثمار، فضلا عن أن وزارة الثقافة ستستثمر كراج دائرة السينما والمسرح لبناء صرح كبير عن طريق الاستثمار يتكون من 12 طابقا بمساحة 1800 متر مربع، ينقسم إلى ثلاثة طوابق بارك سيارات و ثلاثة طوابق مكاتب تخصصية لها علاقة بالفن والإنتاج وغيرها، ومطعم وصالة ألعاب للأطفال وطابق سينمات وطابق قاعة متعددة الأغراض، وحاليا عرض هذا المشروع للاستثمار.
IMN: متى سيكون هناك فصل بين السينما والمسرح ؟
الدليمي: وجه السيد الوزير اللجنة المكلفة بمراجعة قانون الوزارة بفصلهما عن بعض، وعملية الفصل تتعلق بصرف الأموال وترتيب العمل أكثر.
IMN: هناك قطيعة بين طبقة المسؤولين داخل الوزارة والطبقة المثقفة خارجها.
الدليمي: موضوع الثقافة قبل الاختصاص تحتاج الى إيمان بهذا المجال والمشكلة ان الكثيرين غير مؤمنين بهذا الجانب، لأن أغلب من في الإدارة قد ترفع عن المثقفين، وهذا خطأ، مما أدى إلى قطيعة بين المثقف والوزارة، أما اليوم فقد بدأ ترميم العلاقة بين الوزارة والمثقف وباقي الاتحادات.
IMN: أي كفة تترجح في الوزارة .. المهنية أم غير المهنية؟
الدليمي: كفة غير المهنية هي الأثقل، وذلك لتدخل الأحزاب في ترشيح الشخصيات للمناصب.
IMN: لو قسمنا موظفي ومدراء وزارة الثقافة الى جانب صحيح وجانب يحتاج إلى تصحيح، كم هي النسبة بينهما؟
الدليمي: 50% لكل جانب .
IMN: هل تمارس وزارة الثقافة الرقابة على الأعمال المسرحية ؟
الدليمي: بدأت الوزارة بدور الرقابة بعد انقطاع هذا الأمر لمدة 17 عاما واتخذنا اليوم قرارا بإيقاف عرض مسرحية بيت الصين التي تعرض على مسرح سميراميس، وذلك لمخالفتها قواعد العرض، حيث تمس الذوق العام ، كما شكلنا لجنة لمتابعة عرض مسرح النجاح لوجود معلومات لدينا تؤكد أن المسرحية أيضا هابطة ولا تصلح للعرض أمام العائلة العراقية، ونحن لسنا ضد الكوميديا، وإن كانت إسرافية، لكن ضد أن تتجاوز هذه العروض مبادئ وأبجديات المسرح العراقي الهادف والملتزم.
IMN: أين هو مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات ؟
الدليمي: قدمنا طلبات كثيرة إلى عمليات بغداد لفك أسر هذا الصرح الكبير الذي بإمكانه حمل جزء من ثقل المسرح الوطني الذي بدأ يتهالك بسبب كثرة العروض، وهناك شركة ماليزية تنتظر الإفراج عنه لإدامته، لكن لهذه اللحظة لم تحصل موافقة الجهات الأمنية بهذا الخصوص.
IMN: لماذا أهمل الجانب الثقافي في العراق.
الدليمي: الجهات التنفيذية لا تعي أهمية الثقافة، حيث إنها تعد مدرسة للمجتمع من جانب السلوك والتثقيف والتسلية، لاسيما ونحن نمر الان في حرب ضد الفكر المتطرف ومحاربة الارهاب، لذا يتطلب إعادة النظر لما يمثله الجانب الثقافي في البلد.
IMN: ماذا ستقدمون للجمهور العراقي؟
الدليمي: سنعمل على صناعة السينما بصورة مستمرة ولدينا مسابقة قريبة عن الأفلام القصيرة، فضلا عن عرض مسرحي بعد الساعة التاسعة في رمضان المبارك على خشبة المسرح الوطني، يرافقه برنامج مستمر في منتدى المسرح لغاية وقت السحور.