لقاء وردي .. "ارتباك" طائفي (فيديو)
بغداد (المسلة) - تتطوّر المشاعر الطائفية لدى نواب ومسؤولين من كونها "تعبير آني" فرضته الاحداث، الى عقدة مستديمة ومرض مزمن، يتحكم في الإنسان ويجعله مستسلما لثقافة الكراهية ومقت الآخر، مهما كان هذا الآخر متسامحا معه ساعيا الى اشراكه في القرار، حريصا على سلامته. ( شاهد الفيديو اسفل النص).
ولم تكن النائبة عن محافظة الانبار، لقاء وردي، تمتلك في يوم ما، القدر من الحصانة الفكرية، والثقافة السياسية التي لا تجعلها ضحية برنامج تلفزيوني من على شاشة "السومرية"، حين نجح مقدم البرنامج في استدراجها الى الهوّات الطائفية، والحفر السياسية، فلم تستطع قدماها الناعمات من اجتيازها، فسقطت وتساقطت.
وفي النتيجة، ومهما كان القصد غير واضح في إجابات الوردي الا ان البرنامج نجح في تسويقها "نائبة طائفية"، قاصرة عن استيعاب دورها كممثلة للشعب، وغير قادرة على فهم ما وراء أسئلة البرنامج، فخرجت في النهاية في صورة "النائبة المتعصبة" , "غير المثقفة" و "قليلة الخبرة" السياسية سهلة الاستدراج والانقياد إلى مقاصد الآخر.
كانت وردي في الحوار، مرتبكة، لا تعرف ما تجيب، حين سألها البرنامج فيما اذا التغيير في 2003، قد سلب "الشرعية السنية" ومنح الحكم للشيعة.
ظلت وردي في حيرة حتى استجابت لضغوط مقدم البرنامج لتقول "نعم"، لكنها إجابة أفصحت عن مكنون وردي الفكري، وصنفها الطائفي الذي على رغم اشتراكه في العملية السياسية الا انه يعد العملية برمتها حقا مسلوبا ويجب استرداده.
ورمى مقدم البرنامج بشباكه على وردي فسألها عن مجزرة سبايكر، وفيما اذا هي جريمة ام لا، اذا ما قورنت بما اقترفه الحشد الشعبي في الفلوجة على حد تعبير مقدم البرنامج.
تلعثمت وردي مرة أخرى في الإجابة، وتردّدت، و"داخت" ليتمخض الجواب عن ردّ، تاه في ضبابية السؤال في الأصل، وإحجام وردي عن الإجابة.
غير إن الذي توحي به اجابتها: سبايكر جريمة ترقى الى مستوى ما اقترفه الحشد الشعبي في الفلوجة، لتساوي بين إرهابي احتل مدينتها، ومقاتل وطني يسعى الى تحرير هذه المدينة لكي تستطع وردي من العودة اليها.
وردي التي سعت الى تنظير وجهات نظر طائفية، هي غير وردي في الواقع التي زارت الفلوجة في الأيام القليلة الماضية واحتمت بالحشد الشعبي من شعب الفلوجة الذي هاجمها بالحجارة. ولا حاجة لتوضيح أسباب ذلك.
وعلى هذا النحو من الثقافية التلقينية لا الأصيلة التي تحملها وردي، قالت في البرنامج ان العراق لا يحتاج الى المستشارين العسكريين الأجانب في إشارة الى المستشار العسكري الايراني في العراق قاسم سليماني، لكنها كبقية النواب والسياسيين السنة تلح على الأمريكان إرسال المستشارين والجنود لتحريري الرمادي.
ومن علامات المُنَافق، انه إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وقال نصف الحقيقة، أو ربعها، أو أبى الإفصاح عنها.
في هذا التصنيف، تسقط النائبة لقاء وردي، وتتساقط أمام مواجهة الحقيقة، فتهرب منها في خطاب اتهامي تأثيمي، يُتلى عليها، فتحفظه.
إنها النعامة التي تدفن رأسها في رمال الفلوجة، حين شبّهت هذه المدينة المنكوبة بالإرهاب منذ 2003، بانها "مضايا" السورية.
لقد وصفت، وضخّمت، وتباكت، و جَلَدت الذات، لكنها لم تشرح لماذا صارت الفلوجة هكذا، سوى انها محاصرة بالقوات العراقية و"الحشد الشعبي" الذي يمنع عن الناس، الدواء والغذاء، كما تتحدّث وردي عن ذلك دائما.
فكأنّ داعش، لم يفعل، وكأن، حواضن الإرهاب بريئة، من اغتيال هذه المدينة، براءة الذئب من دم يوسف.
وفي ظل أهواء سياسية تتقلّب بتقلّب المموّل والمحرّض المحلي والإقليمي، فانّ لا دهشة مما تزعمه هذه النائبة، التي تجتر كالببغاء ما يتلوه لها رؤساء القوم.
وبلغة لا تعبّر عن مهنية سياسية، أو أفق سياسي، يدل على النضج والتحليل، برزت وردي في جدل الكذب والتبرير، مستغلة فوضى أوقعت الناس في حيص بيص.
ومن أمثال وردي، فانّ السياسة، في فلسفتها، مجرّد تصريحات، يُقذف بها على الملأ، ولعل ذلك كفيل من وجهة نظرها لكي تصبح من أمثالها، من الجهابذة، تخوض في عقد المشاكل، وتجد الحلول لها، على رغم تواضع تجربتها السياسية.
لسان حال الوردي يقول.. رفقا بالإرهاب في الفلوجة، لان القصف لا يطالهم بل يطال الناس.
وفي بيان تلته عن "اتحاد القوى" تُأجّج وردي، روح الكراهية ضد القوات التي تدافع عن المدن السنية (بحسب قاموس وردي الطائفي) الذي يقسّم البلاد إلى مناطق على الأساس المذهبي.
وعلى طول الخط، ثمة تحريض، ففي قاموسها ينعدم الشكر للجندي العراقي الذي يدافع عن العرض والشرف، الذي داسته اقدام داعش في الفلوجة والانبار.
وفي مفرداتها يغيب الاعتراف بالجميل لمقاتل الحشد الشعبي، الذي جعل وردي وأمثالها، يتحدثون بكل حرية و"صلافة" أيضا من على منصات الخطاب، لتصبح بطلة البيانات والتصريحات.
لم تتحدّث عن داعش يوما، فيما تقذف بالحجر، البئر الذي تشرب منه الماء، وتُشهر سيف المعارضة والشجب لجيش وحشد شعبي حمى الأعراض في صلاح الدين والرمادي..
وفلسفة وردي، التباكي فحسب، فكأن وظيفتها، ذرف الدموع في كل بيان تتلوه، عن اتحاد القوى، الذي تعمّد على ما يبدو وضع هذه النائبة "الناعمة" ديكوراً حسِناً، لنياته السيئة.
لم تسأل وردي، ومن وراءها "اتحاد القوى" عن الذي يقود أهالي الفلوجة الى المحرقة، ومن يجعلهم يسيرون على طريق مضايا؟.
انهم السياسيون أنفسهم ممّن سرقوا أصوات أهالي الفلوجة وتركوهم لوحدهم، بين الذئاب السوداء المفترسة، فيما وردي وغيرها يلوذون بامتيازات، المناصب، ولا يتعدى دورهم بيانات الشجب والاستنكار.
اليوم ابن الفلوجة والمناطق المنوبة بداعش تسال: أين وردي وجبهتها السياسية من الإرهاب في الفلوجة والصقلاوية والسجر والكرمة حين جعل داعش، الناس، تأكل الحشائش، فيما وردي تنعم بما لذّ وطاب.
ماذا فعل "اتحاد القوى" تجاه حرب التجويع التي بدأها داعش، وهل سعى الى جمع التبرعات وناشد دول البترودولار لتقديم الدعم والمساعدة للأهالي في ظل ازمه مالية يمر بها العراق، لكن دون جدوى.
أكثر من عشرة آلاف نسمة يحاصرهم داعش، فيما "اتحاد القوى"يدعمهم بالبيانات فحسب، فلا احد اقترب من ميدان القتال، ولا سياسي تبرع لهم بأرصدته في البنوك.
وكل ما زعمه اتحاد القوى على لسان وردي، دحضه بيان قيادة العمليات المشتركة، في 28 كانون الثاني 2016، الذي فنّد أنباء "محاصرة" أهالي قضاء الفلوجة من قبل القوات العراقية.
ولم يكن تحوّل الفلوجة وسواها إلى مضايا سوريا، لا لأنها رهينة بأيدي أفراد داعش، وهو مالم تتحدث عنه، وردي.
والفلوجة معقل للمتشددين السنة منذ فترة طويلة وكانت أول مدينة عراقية تسقط في قبضة تنظيم داعش وكان ذلك في كانون الثاني عام 2014 قبل ستة أشهر من اجتياح التنظيم الإرهابي لأجزاء من شمال وغرب العراق ومن سوريا.
وفي ظل صمت سياسي عن نفاق دواعش السياسة، تتجرّأ وردي على القول بان "ما تقوم به الميليشيات لا يقل بشاعة عن تنظيم داعش الإرهابي"، في إشارة منها إلى فصائل الحشد الشعبي.
على إن رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس، وصف هذه النائبة بـ"المخرفة والمهووسة"، مشيراً إلى أنها تمثّل دواعش السياسة وساحات "الذل والمهانة".
وفي حوار له معها، من على فضائية عراقية أخرسها بالقول: "اسكتي والا فسوف أتحدّث عما لا يسرّك" في إشارة له إلى امتلاكه وثائق وادله تؤكد فسادها وتعاونها مع داعش.
لم يبق للوردي اليوم من رصيد سياسي، سوف انها "خير" من مثّل ساحات الاعتصام، حين صعدت إلى منصة الإرهاب مع جوقة الإرهابيين، باعتراف الهايس، فيما تطالب اليوم بالتدخل بالأحكام الصادرة بحق نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي ووزير المالية السابق رافع العيساوي.
ويكفيها فخرا اليوم إنها لم تتلو بيانا يدين داعش، وظلت على الدوام بوقاً للفارين من العدالة في العراق ويمكثون في أربيل وعمان، ويدفعون بهذه النائبة، الفقيرة المهارات، إلى أتون الحرب السياسية، حتى إذا احترقت أوراقها، واستأصلت شأفتها، فرّت اليهم "صايعة" في البلدان"، بتعبير الهايس أيضا.