إلى الكاتب أياد السماوي
الثلاثاء 5 يوليو / تموز 2016 - 06:30
الخليل علاء الطائي
محلل سياسي
السيد أياد السماوي المحترم....
لأني من المتابعين لما تكتبون عن الحدث العراقي وعن تطوراته, ولاأُخفي إعجابي بها – المقالات - أُسلوباً وحجةً وموضوعاً فهي تسلط الضوء على الحدث اليومي العراقي ومن منطق الدفاع عن الحق .... لكن تستوقفني بعض العثرات فيها يمكن أن أقول أنها تلتقي مع منطق أعداء العملية السياسية والعراق من بقايا الخطاب البعثي المتلون حالياً بالدين والإصلاح والديمقراطية. أختصر عليكم ملاحظاتي في آخر ماكتبتم دون الخوض حالياً بغيرها ويشاركني العديد من القرّاء الذين لاحظوا – وأرجوا المعذرة – هبوط مستواها اللغوي والتحليلي:
- أُشاطركم الرأي في الدفاع عن المالكي فالرجل تعرض لمؤامرة عدوانية شاملة هدفها إسقاطه أولاً أو جرّه إلى معركة شيعية – شيعية ( اللعبة التي يمارسها الآن مقتدى الصدر) بعد ذلك يأتي دور أعداء المالكي جميعاً للهجوم على العملية السياسية بالكامل في أصعب أزمة مرت بها في العام الماضي.. بالطبع ماكتبتموه كان في غاية الموضوعية والدفاع عن الحق – الذي أكدته الصناديق الإنتخابية _ أنا معكم في هذا الموقف ولكن أختلف معكم في إمتداداته بالرغم من متغيرات الظروف الموضوعية المتسارعة وتطوراتها.... ولتوضيح ذلك أن المالكي (أُجبرَ) في التنازل عن حقه ( كما أُجبر ناخبوه السبعمائة ألف وأكثر على السكوت ) لكن المالكي إنتصر حتى في هذا التنازل وأحبط المؤامرة ومهد الطريق لمواصلة المسيرة لدحر المتآمرين وفي مقدمتهم داعش والبعثيين. إن خط سير الأحداث توكده الإنتصارات على داعش والبعثيين في عقر دارهم. ساهم المالكي بتغيير خارطة الأحداث الجيوسياسية في إسكات ألأصوات التي تترقب معارك قادمة وإنقسامات بين العبادي والمالكي الأمر الذي أفشله المالكي...غير أن كتاباتكم بقيت تسير على خط الإنقسام فضلاً عن لغة ( الخنوع والإنبطاح والضعف...) ونرى أن العبادي يسير على خطى المالكي ولكل منهما ( مبدأُه) في القيادة ولا نغفل العوامل المحيطة بكل واحد منها والحديث يطول في شرحها كما تعلمون.
– من خصائص مرحلة العبادي بروز القوة العسكرية العراقية المقاتلة , جيش وطيران وقوة جوية وحشد شعبي وقوات عشائر- إن وجدت على الأرض – وخبرة قتالية بمعنى التفوق العسكري في مقابل توقف داعش عن التمدد ولو عُدت إلى عهد المالكي لوجدت أنه عمل على تأسيسها وتطويرها ومنها صفقات الأسلحة الروسية والأمريكية ورغم مراوغات هذه الأخيرة في التسليم إضافةً إلى التعاون الإيراني المخلص... ومن الخطأ فصل سياسة العبادي عن المالكي في الخط العام الستراتيجي للسياسة وهناك من ينقل هذه المعادلة بأخبث الطروحات كالقول أن الهزائم كانت في عهد المالكي وتحميله مسؤوليتها وإن العبادي حقق الإنتصارات. – تهبط مقالاتكم في بعض الأحيان إلى العاطفة والإهتزاز في حالات نقد حكومة العبادي ومواجهتها الأزمات الأخيرة وبالطبع يمكن توظيف هذا الخطاب لخدمة الأعداء ضمن الحملات الإعلامية التي لاتهدأ خصوصاً في الظروف الحالية العسكرية –الإنتصارات ومواقف الأعداء منها بعد الخسائر التي يُمنون بها – والساسية وقواها الداخلية والخارجية. ويدخل ضمن هذه الحملة الهستيرية تصريحات وزير خارجية آل سعود حول الحشد الشعبي والتدخل السافر في شؤون العراق, وفي تعليقكم على هذا الموقف صدمني عنوان مقالكم وشاركني العديد من القرّاء والمتابعين...[ ياجعفري أنت وزير خارجية وطارق عزيز وزير خارجية] قرأت المقال وحتى قبل القراءة توقعت الهجوم على الجعفري وحكومة العبادي بالكلائش الروتينية كالإنبطاح وغيرها ولكن الذي صدمني هو المثال الساقط بالجريمة والذل والسمسرة المدعو طارق عزيز عضو مايسمى (قيادة...) الزمن الرديء وخال منير روفا الذي هرب إلى إسرائيل بطائرة ميغ 21 عام 1964 وقدم خدمةً للمخابرات الأمريكية في ذلك الوقت لمعرفة أسرار الطائرة. هذا البعثي مثقف ثقافة إجرامية يُجيد الكتابة ومسح الأكتاف ويُتقن الطلب البعثي تنفيذ أوامر سيده ولم يتحدث يوماً عن مصلحة الشعب العراقي ولاتعنية الملايين التي كانت تتضور جوعا يوم كانت المفاوضات مع الأمم المتحدة لإجبار العراق على قبول قرار ( النفط مقابل الغذاء) وكانت الملايين المسحوقة بظلم البعث تترقب هذه الموافقة.... أتعرف ماذا كان رد العراق على لسان طارق عزيز وبلغته الهجينة وهو ينطق( نحن) بتسكين النون... قال ( نحنْ نوافق شريطة أن يُخصص نصف الواردات إلى البوسنة والهرسك...) بإمكانك العودة إلى مباحثات العراق والأمم المتحدة قبل القرار المذكور وسنوات الحصار. ولم يكن هذا الموقف مزاحاً ولا القول نكتة ولكنه موقف الحكم البعثي المستهتر بالقيم الإنسانية والمعادي للشعب وكان الناطق الرسمي لسياسة التجويع هذا البعثي الخرقة. فهل كان حريصاً على حياة الملايين بينما سيده يوزع الهدايا( كوبونات نفط مال الخلّفه) على الراقصات والمداحين العرب؟ هل يستطيع طارق عزيز أن يعترض أو يسأل؟ هذا المثال لم يكن يوماً متحدثاً بإسم العراق وشعب العراق إنما كان مدافعاً متحذلقاً لحزبه وبطانته وسيده الأرعن وأخيراً مات ولم يستيقظ ضميره للتأريخ.
أما الجعفري فشهدنا له مواقف مشرفة رد فيها على السعوديين والخليجيين في الموقف من حزب الله اللبناني أو الحشد الشعبي وما زالت التحذيرات تتواصل للسفير السعودي. وقد نسجل للجعفري نقاط الضعف وللإنصاف نقول أنه أفضل من سلفه الذي كان وزيراً لكردستان المجاورة وليس للعراق....
معذرة عن الإطالة وأمامنا أخبار مجزرة الكرادة الرهيبة من تدبير بقايا البعث وطارق عزيز... وأنظر كيف إستعادوا أنفاسهم بعد الهزائم التي تلقوها في الفلوجة وصحرائها.
وفقكم الله