إذا كنت لا تستحي إعمل ما تشاء , لكن ضع ألعمامة جانباً أولاً فهي تراث مقدس
الأحد 24 يوليو / تموز 2016 - 13:07
طعمة السعدي
أن يخطأ خنجر في سوق مريدي ، أو ﭼﻟوب في ألكحلاء ، أو سوادي في ريف ألناصرية ، فله بعض ألحق ، وليس كله ، نسبةً إلى جهله ، وليس بمقياس مبادئ ألعرف وألأخلاق وألقانون ، على أن لا يكون في خطئه خرقاً للقانون وألمصلحة ألعامة . فالجاهل لا يبرأ من ذنب بسبب جهله. والقانون لا يفكر. ويطبق مواده على ألجميع. ربما يعذر ألجاهل ويستهان بخطإه لأنه من بيئة كانت محرومه من كل مقومات ألحضارة ، ومضطهدة وتربى في بيئة (ألما يحوف مو رجال – تعني لأهل ألمدن- من لا يسرق أقربائه وجيرانه جبان ، وإلا من يسرق وهو في ألقرية) . لكن ذلك العمل ألخسيس في مفهوم ألمدينة هو: من يسرق مجرم ومنبوذ يستحق ألعقاب ويحتقره ألله قبل ألناس وألمجتمع ، لذلك تم تشريع قطع أليد في ماضي ألزمان البعيد ، وهي عقوبة رادعة ، ولكن أيضاً : لكل زمان قوانينه وعقوباته ألتي تلائم ألمرحلة ألتأريخية وتطور ألحضارة وتقدم ألإنسانية.
أن يخطأ سليل وجوه ألمجتمع ، وألعوائل ألعريقة ، ويسرق بدون حياء أو خجل ولا خوف من رب لا تفوته رمشة عين ولا سرقة دولار واحد من أموال ألشعب مهما كانت ألمسميات وألتبريرات ألزائفة مثل ألعمولات ونيل ألمقاولات دون أوجه حق و أن أموال ألحكومة مال سائب ، وهي أموال ألشعب ألتي منها تبنى ألبنى ألتحتية وتقدم الخدمات ألصحية وألتعليمية لهم ولغيرهم ، وضبط ألأمن وألنظام ، وألدفاع عن ألوطن ومحاربة ألإرهاب ، بل وحتى بناء ألمساجد وألحسينيات وألصرف عليها وإدامتها ، وهي أموال معلومة ألمنشأ وأوجه صرفها واضحة للجميع ، وألإلتفاف عليها ووصفها بأنها أموال سائبة هي جريمة مزدوجة شرعاً وقانوناً ، وإلتفاف دنئ على كل ألقيم ألدينية وألثقافية وألعرفية. وألمصيبة أن هذا ألوصف يأتي ممن تبوؤا زوراً وبهتاناً وخداعاً أدوار ألإرشاد ألديني وزعامة ألتكتلات وألأحزاب ألدينية ، مما إستوجب عليهم توعية ألناس وإرشادهم ، وتلبسوا لباس ألدين ، وهم في ألواقع طفيليات وجراثيم قاتلة ألحقت أسوأ ألضرر بالسلطات ألدينية وأحزابها ألفاسده حتى ألنخاع . سنية أوشيعية على حد سواء. أصبح ألدين مركبهم متوهمين أن ألله لا يكشفهم بالدنيا قبل ألآخرة. عمت ألبصيرة وقل ألمبصرون ، وساد في ألقوم أرذالهم ، وإن كانوا من أحسن ألبيوت ، فما سبق من أصل لا يبرئ ما لحق ، لا من إجرامه وسرقاته ولا من مخادعاته وتبريراته. أصبحتم عاراً لن يمحه ألزمان حتى بالتقادم.
أحزاب وكيانات دينية أقرب إلى ألعصابات و ألمافيا ألإيطالية أو ألتركية ، ولهاتين فضيلتين عليكم هما أنهما: لم يركبا ألدين عنواناً لسرقاتهم أو إجرامهم ، كما أنهما لا ينكران ما يفعلان . أي أنهما أصدق منكم أيضاً.
رأينا أعجب من العجب ألعجاب ، و مر علينا أسوأ ما ولدته أمهات ألحضر وألأعراب ، يتبؤون ألسلطة والحكم ، ومكانهم ألصحيح سجون موصدة ألأبواب. يركبون ألدين وهم من رأسهم إلى أخمص قدمهم في ألوحل وألرذالة وألطين. على كل مدع لئيم منهم غضب ألله أليوم وغداً إلى يوم ألدين. هل لديكم ضمير فيستيقض ؟ لو كان لما كان ألذي كان . يتكلمون عن محاربة ألفساد ، وألفساد ينضح من كل فوهة أو ثقب فيهم وباب. يبرؤون أعتى أللصوص ظنا" منهم أن كل ألشعب مطايا مثلهم لا تفهم ولا تعلم ، ولعمري هم أنفسهم أجهل وأغبىى ما خلق الله . وللظالم دوره ، لكن للزمن ورب ألعالمين ألف ألف دوره.
أخبث أنواع ألسرطان تتولد في أطهر ألأجساد وأنقى ألسلالات . وإن لم يبتر ألسرطان في وقته قتل صاحبه . وأللؤم وألحقارة وألنذالة والفساد موبقات قد تتولد في جيل لاحق ، لم تكن موجودةً في جيل سابق. فعلى ألعوائل ألمعروفة ألتي ينتسب إليها كبار أللصوص وألمهرجين ألجهلة أشباه ألأميين ألبراءة من ألذين ليس لهم في ألدين ألحق مذهب ، ولا في بيوت العلم ألمفيد مطلب . همهم مال ألدنيا وإبتلاهم الله عز وجل به كبلوى جهنم بهم وأمثالهم ألتي يناديها ألمنادي : هل إمتلأت فتجيب هل من مزيد؟ إن من يبرئ ألأعرج وألأسود وألعيس وألتيس و ألمهشم وعصاباتهم هو ألأولى بنيل ألقصاص مضاعفاً أضعافاً . ونقول لكل غبي إحتفظ بغبائك وجهلك لك ولمن إتبعك ، فأنت قائدهم إلى قعر جهنم وبئس ألمصير. من يظن أن ألحج وصرف ألمال ألحرام ألذي سرقه سينجيه من ألنار واهم خدّاع لنفسه ، فكل خلية في جسده فيها رجس من عمل ألشيطان ، وإن خدعتم أنفسكم وشعبكم زمناً، فلم ولن تخدعوا مخلوقاً ذي عقل وبصيرة ، فكيف برب ألعباد ألذي أهك من جابوا ألصخر للواد وأهلك هياكل ذي أوتاد ، وجعل ألثقوب ألسوداء تبتلع نجوما"ًومجرات وكواكب بما فيها من مخلوقات بأقل من لمح ألبصر ، فتذهب إلى نافورة ضوء فوتونية لا ترجع إلى أصلها أو تعاد ، و يشهدها كل ذي علم حباه ألله بصيرة ومن ألنعم ألتي لا تحصى و ألخيرات ألحلال ما أراد.
أنتم عار ألزمان ، ولوثة في ألأديان ، وحملة لواء ألنفاق وألرياء وألبهتان . لو حكمك أبا ألحسنين ع لما أبقى منكم أحداص بأطراف ، وتعلمون من هو ذاك ألذي لبس ألخشن وأكل ألخبز وقسب ألتمر وهو أمير ألمؤمنين ومال الأمة بعهدته لم يقل عنه سائباً له غياب. فأينكم منه أيها ألأدعياء وأينكم من رسول ألله ص ألذي تبرأ منكم مسبقاً حين قال أنا جد كل مؤمن ؟ وتدعون ألنسب إلى فاطمة ألزهراء ع ولو رأتكم لبصقت في وجوهكم وتبرأت منكم يا أعداء ألله وأصحاب ألشيطان. وأنتم الآخرون : ما كان سيفعل بكم عمر بن ألخطاب ألذي عاقب إبنه لضربه قبطياً؟ وهل يرضى أئمتكم (حاشاهم) بما تفعلون وتفترون ؟
وأخيرا" يامن لا ترضون بالقسم بالله ، أحلفكم بالعباس أبو فاضل وألحسين الشهيد : من منكم لم يسرق ولم يعين وزيراً إلا مقابل سرقات وعمولات ؟ أتحداكم أن تجيبوا بصدق فبينكم وبينه ما بين خلق ألكون قبل 13.8 مليار سنة ووقتنا الحاضر.
طعمة ألسعدي / لندن
24 تموز 2016