أين نحن من علي ابن ابي طالب
    الأثنين 5 سبتمبر / أيلول 2016 - 20:01
    جابر الشلال الجبوري
    تحدثت وكتبت منذ عقود عن بعض الشيعة الذين يدّعون بأنهم أتباع علي ابن ابي طالب( ع )، ومن المعروف أنّ الشخص الذي يحاول أن يتبع شخصاً أخر يتمثّله، عليه أن يقفو الكثير من صفات ذلك الشخص فهل ياترى نحن كذلك ؟ وهل سمعتم بعد أستشهاد المختار رجلاً من الشيعة جاهد وقاتل الناكثين وبعثيّي ذلك الزمان ، اما في زمننا الحاضر فلا يحق لي ان استثني ( الصدرين ) وقوافل الشهداء الابرار ،رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (أشرّ مافي الرجل شحّ هالع، وجبن طالع) والشحّ كما تعلمون البخل، والجبن الطالع يعني الفرار من أيّة مواجهة (وهذه من أشدّ صفات بعض السياسيين العراقيين  الشيعه) كما نشاهده اليوم من خلال سياسيّنا الذين أوصلوا العراق إلى المآل المحزن  حتى انبطحوا تماما للبعثيين ووافقوا على (قانون العفو العام ) الذي رفضه علي ابن ابي طالب  قبل (١٤٠٠)  سنه عندما امر بمحاسبة كل القتله والمجرمين البعثيين الدواعش الذين قتلوا وسرقوا إبان حكم  الثلاثه الاواءل .   الى ذلك كان نبينا دائماً ما يردّد على مسامع الناس: ( أللهمّ إني أعوذ بك من الجبن)، والأحرى بمن يدّعي حُبَّ النبي وعلي أن يكون من أشجع الناس قولاً وفعلاً وتطبيقاً وعلى مرأى ومسمع كلّ الناس لكي يقال عنه بأنه من أتباع أهل البيت عليهم السلام وتحديداً (شيعة علي)، فهل نحن كذلك؟ فعلي بن أبي طالب (عليهما السلام) اشتهر بالشجاعة وهو لمّا يبلغ الحلم، وذاع صيته في كل بقاع الجزيرة وهو ابن الخامسة عشر من عمره، وهو الذي لم يتخلف عن غزوة قطّ إلا غزوة تبوك التي لم يشترك فيها بوصية من الرسول حيث قال له قولته الشهيرة: (ياعلي ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيَّ بعدي)، هكذا كان علي، الذي بزّ كلّ من كان قبله من الشجعان، والذي لم يترك لمن بعده من ذبالتها شيئاً الا وكانت له، فالشجاعة كما يقولون في اللغة، يرد معناها إلى أصل واحد هو الجرأه والإقدام، في لسان العرب، شَجُع شجاعة: أشتدّ عند البأس والشجاعة شدّة القلب في البأس، ومن يتّصف بهذه الصفة يقال له شجاع، فهل أنّ البعض من قادة العراق شجعان؟ هل أنّ البعض من رجال الدين العراقيين شجعان؟ هل أنّ البعض من شيوخ العشائر شجعان؟ هل أنّ البعض من مثقفي العراق شجعان، ويستطيعوا أن يكتبوا كما يكتب أصحاب المدارس الإرهابية الذين يعادونهم؟ وإذا ماتجرّأ أحد من العراقيين وذكر حقيقة واحدة في التاريخ ستجد أوّل من يتهجّم عليه هم أبناء بلده، لماذا؟ لا نعرف، هل هو نقص في الشخصية العراقيه أم جبن؟ الحقيقة لم أجد تفسيراً للأمر. فالعراقي الذي يريد أن يربّي أولاده على الشجاعة عليه أن يعلمهم ويقرأعليهم قصص وبطولات الإمام علي بن أبي طالب كلّ يوم، وعليه أن يبني شخصيتهم بطريقة جديدة بعيدة عن المجاملة وعن التقية التي يتهم بها أتباع الدين المحمّدي العلوي الصحيح،  فالتقيه قد انتهى مفعولها وعلينا ان نفكر جيدا كيف نستثمر إنسانية علي ابن ابي طالب ونترجمها الى عدة لغات كي يفهم العالم عبقرية وعلم وفلسفة هذا العملاق ، لقد وضعنا علي ابن ابي طالب في زاويه ضيقه ولخصنا  كل حياته بالدِّين فقط دون ان نلتفت الى الجوانب الاخرى من حياته الشريفه  المليءه بالحكم والمواعظ والعلم والخطب والفلسفة والشعر والأدب وفن اللغه ، فأين أفلاطون وسقراط من علم وفلسفة ابو الحسنين ؟ في مقابل ذلك نجد أتباع المدارس الإرهابية ومدارس المخانيث الوهابية  يمجدون كل خاءن ومجرم ومنحرف في الاسلام !! ومدارسهم ًًتخرّج سنوياً مئات من الذين يفجّرون أنفسهم في تجمعات الشيعة في كل بقعة يتواجدون فيها، والأدلّة على ذلك كثيرة، هل ياترى أن الوهابية أكثر تمسكاً بنهج علي الذي كان لايصبر على ضيم ولا يسكت على باطل؟ لذلك ومن فرط حبنا لعلي بن أبي طالب (ع) أخذنا نفتش عن كل فضيلة كانت ولازالت تحسب له لكي تكون عوناً لنا في حياتنا اليوميه التي باتت لاتطاق وأن كلامي لايحسب علينا بأنه لايوجد في الشيعة شجعان ولكن تلك الشجاعة ولو كانت محدودة ومختلفة النسبة من شخص إلى آخر، إلا أنها تكون معدومة عندما يتبوّأ الشيعة أي منصب إداري أو ديني أو عشائري إلا ماندر، والتاريخ خير دليل على ذلك فها نحن نرى ونسمع ممن يدعون بأنهم اتباع علي قد هربوا اموالنا وتركوا ايتامنا وهدموا مدننا وفرقوا جمعنا واستعبدونا باسم الدين وعلي ، اليوم الشيعه يقودون المظاهرات السلميه الحضاريه عليهم أن يشخصوا الخونه والمجرمين واللصوص وأن لايتركوا للبعثيين أي طريق يحاولون النفاد منه لتحريف التظاهرات فمثلا هناك العديد من بعثيو البرلمان قد تحدثوا قبل فتره  عن ( العفو العام ) وقالوا أن هذه هي مطالب المتظاهرين وهي خدعه  انطلت علينا  وتحقق لهم ذلك ، فمن  طالب بالعفو العام هو ارهابي وقاتل وعدو العراقيين جميعا  واستثني من ذلك ابناء التيار الصدري الذين قاوموا الاحتلال فلا يجوز ان نساوي بين من قاوم المحتل وبين البعثيين الدواعش اذناب المحتل !! ولايحق ان نساوي بين من يريد بناء وطن وبين من يحاول تهديمه ، فالإرهابي البعثي الداعشي فقد سلطه وهو يقاتل من اجل ذلك  وأبناء التيار الصدري قاتلوا من اجل العراق !! فعلى المتظاهرين الشجعان لجم كل صوت يطالب  بتمرير هذا القانون ويساوي بين البعثيين الدواعش وبين الأحرار  فاعتقد انه لايزال لدينا الوقت بنقض هذا القانون الذي عاد آلى البرلمان بعد تعديلات الحكومه عليه !! ولنكن شجعان كأمامنا علي ابن ابي طالب الذي لايخاف في قول الحق من أحد ، اللهم أنصرنا على القوم الظالمين وانصر جيشنا وحشدنا الشعبي المبارك الذي اثبت للعالم اجمع انه يتحلى بشجاعة علي ابن ابي طالب وصبره وحكمته وأجعلنا ممن يسير مع من نصرَ الحقَّ ودحضَ الباطل إنّ الباطلَ كان زهوقا.

    جابر الشلال الجبوري
    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media