ترامب....
    The Ugly American
    الثلاثاء 31 يناير / كانون الثاني 2017 - 05:14
    د. مؤيد عبد الستار
    شغل ترامب العالم منذ حملته الانتخابية المستعرة مع هيلاري كلينتون وفيما بعد فوزه المدوي  ليصبح الرئيس 45 للولايات المتحدة .
    خلال الاسبوع الاول من توليه منصب رئيس الولايات المتحدة اصدر عدة قرارات كان قد وعد بها ، قرارات تثير اشكالات لا تنتهي في العديد من بقاع العالم منها الجدار مع المكسيك ،  نقل السفارة الامريكية الى القدس ، منع مواطني عدة دول عربية واسلامية من دخول امريكا ، منع استقبال اللاجئين المسلمين من الشرق الاوسط ، وقرارات اخرى لم يتوقع احد ان تصدر من اعلى سلطة حاكمة تتمتع بموقع اممي لا يدانيها فيه احد، وهي تفتخر باحتضان منظمة الامم المتحدة التي تزورها وفود العالم قاطبة ، فهل ستمنع نيويورك الدبلوماسيين من القدوم الى مقر الامم المتحدة .
    تستحضر شخصية ترامب بهذه القرارات رواية الامريكي القبيح التي اشتهرت في الستينات وكانت من نتاج الحرب الفيتنامية ، وهي تتناول الوجه البشع للدبلوماسية الامريكية في فيتنام .
    رواية الامريكي القبيح كانت عاملا مساعدا في ظهور منظمة فرق السلام التطوعية التي اعلنها الرئيس الامريكي جون كنيدي عام 1961 واقرت بقانون من قبل الكونغرس .
    لا بد من الاشارة الى ديباجة قانون فرق السلام التي تؤكد على اهمية العمل التطوعي من قبل الشباب الامريكي  لنشر الثقافة ومساعدة دول العالم الثالث وتبادل الفهم المشترك بين شعوب العالم والشعب الامريكي  .
    افتتحت فرق السلام  مكاتب لها وخدمت  في العديد من دول العالم الثالث مثل ايران والاردن  والمغرب. كان ذلك من نتاج الحرب العالمية الثانية التي ما ان انتهت حتى اشتعلت حرب فيتنام واستمرت عدة سنوات بحيث حاولت شرائح الشعب الامريكي ايجاد اساليب مغايرة لثقافة الكراهية واشعال الحروب .
    لقد حذرت عدة دول اوربية من السياسة التي يتبعها ترامب والتي ستفضي لامحالة الى الكثير من تعقيد العلاقات الدولية بين امريكا ودول العالم بما فيها دول الاتحاد الاوربي التي طلبت من ترامب التخلي عن قراراته التي تتعلق بمنع دخول مواطني بعض الدول الى امريكا وسياسة اللجوء التي اعلنها ترامب .
    نلاحظ ان ترامب يتصرف كحاكم مستبد لا يصيخ السمع للاحتجاجات التي اجتاحت شوارع امريكا والتظاهرات المناوئة لقراراته ، حتى الدول الحليفة لامريكا مثل بريطانيا وكندا والمانيا  انتقدت قرارات ترامب ، واعلنت كندا على سبيل المثال انها ستمنح  المواطنين العالقين في كندا بسبب قرارات ترامب حق الاقامة المؤقتة في خطوة منها لمعالجة اشكالات المواطنين الذين تقطعت بهم السبل رغم حصولهم على تاشيرات دخول الى امريكا او كونهم مواطنين ذوي اصول اجنبية ، ويتناسى ترامب ان معظم العاملين في وادي السليكون وهو من اشهر مصانع برامج الكومبيوتر والهاتف في امريكا  هم من المهاجرين الاسيويين .
     وربما اصاب الفيلسوف الامريكي فوكوياما بوصفه ترامب بالدكتاتور في قوله ان "السبب الحقيقي لظهور حاكم مستبد مثل ترامب، هو شلل النظام السياسي الحالي".
    فقد انتجت الديمقراطية الامريكية الخاضعة للنخب المالية الكبيرة المسيطرة على مفاصل الحياة السياسية والتي ادمنت العيش في كواليس  القرار السياسي جزع المواطن الامريكي ويأسه من التغيير المنشود فقلب الطاولة على الحزب الديمقراطي ومرشحته هيلاري كلينتون لينتقم من الوضع برمته واختار ترامب،  مطبقا المثل القائل على وعلى اعدائي .
    اعتدنا ان نسمع من المرشحين للرئاسة الامريكية وعودا وردية ، ولكن في التطبيق نراها تنقلب الى كوابيس سوداء ، لذلك شاع القول عن تلك الوعود الوردية انها وعود انتخابية لا يعتد بها ، حتى انها اصبحت مضرب الامثال على غرار قولنا وعود الساسة  ، و كلام جرائد .
    لذلك نخشى ان تصبح  تصريحات ترامب بشأن محاربة الارهاب وبالا على الشعوب المسالمة .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media