النائب سركوت شمس الدين ...والتغريد خارج السرب ...!!
    الأربعاء 23 أكتوبر / تشرين الأول 2019 - 18:51
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    يبدو ان عبقرية النائب سركوت شمس الدين ، قد تفتقت اخيرا ، أو أنه على ما يبدوا قد نهض "من سبات طويل " او حتى ربما انه كان في نوع من "غيبوبة" عن ما يجري من واقع عراقنا ، قد جعلته يغرد وراء السرب ، فهو بذلك قد تحاشى هذا "النائب" عن كتلة المستقبل "المعارضة" ، ممارسة مسؤولياته كممثل للشعب ، وانه هنا في هذا الموقف الصادم ،وللاسف لم يقف مع الشعب الذي اسدى عليه بفضل عظيم في بنتخابه في وقت فيه عراقيون وطنيون قد عادوا بخفي حنين. 

    النائب سركوت شمس الدين  وعلى ما يبدوا أن لا علم له بما حدث قبل اسابيع ، بينما لا تزال احداثا اخرى يتوقع انها لا تزال قائمة ، ربما ستزلزل الارض من جديد تحت اقدام عبد المهدي وحكومته الباغية ضد شعبنا، بعد ان جاء به "جيراننا" الذين يفرضون وجودهم فرضا على شعبنا ويسمون انفسهم "موالون"  لكنهم قد ملؤا عراقنا هما وغما ونفاقا وتشتيتا  من خلال سياساتهم الباغية التي فرقت بين العراقيين ، كما واغرقوا الشارع العراقي بالمخدرات والفوضى . 

    ولكن السيد سركوت هذا ، وبعد استيقاضه من سباته الطويل على ما يبدوا، قد تفاجأ بتلك الاحداث الهائلة التي سطر فيها الابطال العراقيين اروع الامثال في بسالة نادرة والتضحيات بالنفس، فراحت وعلى ما يبدوا كتلة سركوت السياسية ، تسرد له عما حدث في تلك تظاهرات الكبرى والتي هزت الكيان العراقي قبل اسابيع. واخبرته ان شهداءا ابطالا قد تم "اعدامهم" برصاص القوات العراقية "بحجة" تواجد عناصر "مخربة" بينهم ، وهي الحجة ذاتها التي تتكرر دائما عندما يكون هناك مجالا للانتقام من شعب يطالب بحقوقه. ولكن اتضح فيما بعد ، ان قوات "جبراننا" قد تواجدت هي الاخرى بين القوات التي قامت بقتل ابنائنا العراقيين . وان المتظاهرين الابطال ، قد صدوا بصورهم العارية رصاص حكومة عبد المهدي الباغية ومن يحمونها . وان الافا من الشهداء في تلك المظاهرات الجبارة قد عانوا من جروح عميقة ، ونزفوا دماءهم ليسقوا فيه الارض العراقية التي  دنسها ونجسها "الاغراب"ولا يزال المصير العراقي بايديهم . وان هؤلاء قد جاوا بحليفهم عادل عبد المهدي "كصورة" كريهة لاستمرار هيمنتهم .  فعادل عبد المهدي ومن اجل "المنصب" ، لا يبالي بخدمة حتى الشيطان . 

    المهم ان عادل عبد المهدي والذي لم يتعرف على الشجاعة يوما في حياته ، وبعد تلك الاحداث الدامية في الانتفاضة العراقية تلك قبل اسابيع قليلة، قد تخاذل كما هو متوقع ، وظن انه سيتم صلبه في ساحة التحرير نتيجة استهتاره طويلا بالشعب العراقي وقتلهم ، ولكن، "جيراننا" الذين اتسموا "بوفاء عظيم" لرجالهم في العراق ، ولا يزالون يسيطرون على القدر العراقي وماضون في تدميره ، التفوا حول عبد المهدي حالا ، وطمأنوه أنهم سوف يحمونه من هذه الانتفاضة الكبرى ومن كل الانتفاضات القادمة . واخبروه ان قيادات الحشد الشعبي تحت امرتهم ، وأن القوات المسلحة العراقية التي وجهت الرصاص الى عراقيين يطالبون بحقوقهم ، ايضا تؤيدهم ، وان على عبد المهدي ان لا يخشى شيئا ، فهم قد بادروا فورا بتوفير ما يلزم للحفاظ على حياته . كما وأمره هؤلاء، اصدار بيانات  من شأنها امتصاص نقمة الشعب عليه كمسؤول أول عن استهتار حكومته بالعراق والعراقيين والمصير العراقي برمته،  فما كان من عبد المهدي ، الا أن اصدر بعضا من قرارات  لا ترقى ابدا لمستوى استشهاد المئات واصابة الالاف من ابطالنا العراقيين. 
    ولكن النائب سركوت ، ومن خلال رد فعل غير متوقع لنائب يفترض به ان يكون جنديا في الخطوط الامامية يفترش التراب ويعض على بندقيته باسنانه من اجل حماية شعبنا الغالي وحقوقه المنهوبة ، قد وجدناه وللاسف يقدح قريحته الكاسدة ، لكنها تفتقت من اجل الدفاع عن عادل عبد المهدي وحكومته البائسة!!      
    النائب سركوت هذا قد صدمنا في اقتراحات يحاول من خلالها ربما اغضاب شعبنا. او لربما كسب مودة عادل عبد المهدي الرجل الذي يلتصق يالمنصب محاولا اعادة اعتبار نفسه التي صدعتها افتراءاته عللى نفسه. فسركوت يحاول تبرير استمرار عبد المهدي كرئيس للوزراء والذي يدعي أن استقالته (تعني الانهزام من المسؤولية)...وأي مسؤولية هذه التي تعتقد انك تحملها يا عبد المهدي ، وانت الذي قد ضاقت بك الحياة قبل اسابيع وهدد الفناء وجودك؟  
    فيا ليتك يا عبد المهدي انك قد ادركت كيف ينظر اليك شعبنا ، وما هو تقيمكم عنده. 
    ولنستمع للنائب سركوت وهو يحاور شعبنا عن كيفية "اصلاح" امر الحكومة والوطن العراقي ، ونجكم ان كان هذا رجلا يستحق ان يكون ممثلا لشعبنا ومدافعا عنه:

     (بغداد اليوم) بغداد – (اتهم عضو مجلس النواب عن كتلة المستقبل المعارضة، سركوت شمس الدين، الثلاثاء (22 تشرين الأول 2019) جهات سياسية بالعمل على اسقاط حكومة عادل عبد المهدي، مقترحاً اعطاء مهلة تتراوح ما بين 6 ـ 12 شهراً لتقييم حزم الاصلاحات التي صوتت عليها الحكومة. وقال شمس الدين، في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "محاولات البعض لإسقاط حكومة عبد المهدي بحجة تصاعد حدة التظاهرات تدار من قبل جهات سياسية، بعيدة عن مسميات الاصلاح او غيرها."

    وأضاف، أن "تلك الجهات ادعت بان حكومة عادل عبد المهدي هي السبب الاكبر في حصول اخفاقات على جميع الصعد في الدولة، في حين ان العراق ورث مشاكل ما قبل 2003 وما بعده"، مشيراً الى أن "تلك الجهات تغاضت عن كل ما جرى قبل 16 عام من سوء الخدمات، وتفشي البطالة وسقوط محافظات بيد داعش وهدر الموازنات الانفجارية التي كان يعدها العراق دون ان يكون هنالك اي شيء على ارض الواقع".

    وحذر شمس الدين "من محاولات اسقاط الحكومة، لإن وضع العراق والمنطقة لا يتحملان المزيد من الازمات بحجة الاصلاح، فضلاً عن الضعف الذي تعانيه مؤسسات الدولة والتي لا يمكن تحميلها أكثر من طاقتها بوجود اصلاحات جذرية، مقترحاً اعطاء مهلة تتراوح ما بين 6 ـ 12 شهراً لتقييم حزم الاصلاحات التي صوت عليها كلا من الحكومة ومجلس النواب") ....أنتهى..

    واخيرا ، أن ما ورد من مقترحات "غيرقيمة" للنائب سركوت ، تذكرني بقول الشاعر الكبير:
    "لو عرف الانسان مقداره    لم يفخر المولى على عبده"
    حماك الله يا عراقنا السامق...

    Oct/23/2019 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media