ان الفساد الذي عاشته جميع مؤسسات الدولة العراقية لا يختلف عليها اثنان , لان القيادات السياسية نفسها تصرح بفساد نفسها حتى اصبح الفساد من الحقائق التي يعيشها ويتحسسها كل مواطن عراقي , ولكن السبب الرئيسي لهذا الفساد هو غياب الرقيب الوطني العادل اي غياب المؤسسات القضائية العادلة ونتيجة لذلك اضمحل القانون مابين كراسي القيادة والمسؤلين, فنتج جراء ذلك مؤوسسات ذات صبغة حكومية ولكن واقعها عبارة عن مؤسسات لعصابات مافية لايمكن مواجهتها بالطرق القانونية الشرعية, لهذا اصبحت الطرق مغلقة امام عامة الشعب الذي يفتش عن الحياة الكريمة , فلم يبقى امامه الا الخروج الى الشارع والمطالبة بحقوقه المسروقة , ولكن اعداء الوطن والشعب يراقبون الاوضاع بكل دقة فشجعوا الخروج الى الشارع. ليس حبا والا تعاطفا مع المظلومين من ابناء الشعب بل من اجل قتل الاثنين واضعافهم والسيطرة على العراق وشعبه من جديد وجعل الاقلية تحكمه بالنار والحديد , لهذا نلاحظهم دفعوا المظاهرات الى القفز فوق السلمية وهو مطلب العقلاء والمرجعية واتجهوا الى الحرق والقتل وقطع الطرقات مع سرقة المحال التجارية , فهل اصلاح الفساد بافسد منه من خلال الاعتداء على المؤسسات الحكومية او ابنية الفصائل المقاومة التي قاتلت اعداء العراق من داعش وقاعدة وغيرهم , هؤلاء الابطال الذين لم تجف ملابسهم من عرق الجهاد والبطولة والكفاح , الذين ضحوا بانفسهم من اجل هذا الشعب وشرفه وكرامته ننعتهم بالخونة والقتلة هكذا يكون رد الجميل لمن اعطى الغالي والنفيس من اجل حرية وكرامة وشرف هذا الشعب, فعملية الاصلاح تتم من خلال الطريق الصحيح للاصلاح وهو المطالبة بالحقوق بصورة سلمية مع المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة بالاضافة الى التعامل الانساني والاخوي مع جميع التشكيلات الامنية التي وظيفتها المحافظة على ارواحنا وامننا , واما طريق الحرق والقتل والسلب والنهب فهذا طريق الفساد والاجرام فلايمكن بهذا الطريق اصلاح الفساد ,لان فاقد الشيء لا يعطيه , فالفاسد لا يمكن له ان يكون مصلحا.
خضير العواد