ايران والعراق.. على أهلها جنت براقش
د. مؤيد عبد الستار
بعد احتدام التظاهرات وسقوط مئات الشهداء والاف الجرحى لم يتحرك مجلس النواب باجراء عملي ولا رئيس الجمهورية باجراءات دستورية كونه حامي الدستور ولم يقدم رئيس الوزراء استقالته الذي تميز عهده بالفشل، وختم عامه الاول باطلاق الرصاص على المتظاهرين .
بعد اسبوع من التظاهرات المليونية ومئات الضحايا والجرحى طلع علينا رئيس الوزراء في تصريح مضحك يقول فيه بانه مستعد للاستقالة على شرط الاتفاق على بديل له ، وكأنه عملة نادرة يصعب العثور على مثيل له ، ولربما أراد القول إن اتفاق الاحزاب الحاكمة بعيد المنال ، فليس لهذه المقولة سوى تفسير واحد وهو معرفته باستحالة الاتفاق على شخص يضمن تقاسم الكعكة بين الجميع دون اعتراض .
تميز عهد الرئيس المهدي بتعاظم نهب الاموال وفقر الخدمات وزيادة الفساد حتى صار الشعب لا شغل له غير الاحتجاج على الفساد وادانة المسؤولين اللصوص الذين انتشروا في مؤسسات الدولة كانتشار الجراد في حقول القمح .
المعروف ان الحكومة باغلبيتها تحت سطوة الاحزاب الاسلامية الشيعية ، وهذه الاحزاب تتكئ في سياستها على الحليف الايراني صاحب النفوذ الاقوى في البلاد لسبـبـين هما وجود أغلبية شيعية في العراق تقدس الائمة الاثني عشر وتعطي ثقتها وصوتها في الانتخابات لمن يمثل هذه المعتقدات بغض النظر عن أية صفات أخرى مثل الاستقامة والنزاهة والعدل التي افتقدتها الاحزاب الاسلامية بمجملها وانغمست في نهب المتاح من بيت المال دون خجل وبدون أية قـيم ٍ اخلاقية تتميز بشرف الكلمة ونزاهة اليد ، واستخدمت مقولات باطلة من قبيل المال العام مال سائب يجوز الاستيلاء عليه ، حتى شمل هذا القول جميع الاموال بما فيها أموال اليتامى والمساكين الذين راحوا يجوبون الشوارع يبيعون قناني الماء وعلب ورق الكلينكس كي يسدوا رمقهم وأغلبهم من أبناء الوسط والجنوب - الشيعة - .
ولم يكتفوا بنهب المال العام وانما استولوا على الوظائف داخل وخارج العراق - السفارات - ولم يتركوا لقمة لمواطن يقضمها دون رشوة أو فساد ، حتى ان أحـد المعممين من رجال الدين قال يوما إنـه من الصعب أن تجد عملا كسمسار لانهم لم يتركوا حتى هذه المهنة لاحد غيرهم .
اما الاحتيال مثل تزوير الشهادات واحتلال الوظائف المهنية وتزوير عقود البيع والشراء والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة ومن بينها بيوت المسيحيين وغيرهم فحدث ولا حرج . أضف الى ذلك عقود المقاولات الوهمية والوظائف الفضائية وغير ذلك من فنون نهب لا أول لها ولا آخر.
طال هذا الظلم اكثر من عقد من السنين فاكتشف الناس هول المأساة وحجم النهب الذي تنهبه الاحزاب الاسلامية الشيعية والبؤس الذي يحيط بهم ، ولما دققوا النظر في الامر وجدوا ان الراعي لهذه الاحزاب هي ايران وليست امريكا.
فالاحزاب وقادتها والميليشيات ورجالها يحجون الى ايران ذهابا وايابا معززين مكرمين ويـفرش لهم الكاشان والتبريز رغم ان بعضهم معروف بسرقة الاموال وسوء السيرة والسلوك .
ايران التي تردد - مرك بر امريكا - هي التي ترعى هذه الاحزاب وسراقها لذلك عندما ثار الشارع العراقي عفويا على الفساد رأى نفسه وجها لوجه أمام ايران وليس امريكا .
ومهما تحاول ايران اليوم أن تقنع الشعب العراقي وعلى الاخص - شيعة العراق - ان امريكا هي التي تتآمر عليهم، لم ولن يصدقوها حتى لو تعلقت باستارالكعبة فقد سبق السيف العذل وعلى أهلها جنت براقش .
رابط مقالنا الذي يعود الى عام 2018
عدوى السترات الصفراء قادمة الى بغداد عاجلا ام آجلا