تهديم الدولة بجيوش الكترونية- الحلقة الاولى
    الخميس 14 نوفمبر / تشرين الثاني 2019 - 21:08
    عدنان فرج الساعدي
    ما أن سقطت  طغمة البعث في عام 2003 ظهرت على الساحة العراقية وفي بغداد وكردستان خصوصاً العديد من المنظمات الامريكية والبريطانية والغربية ومنها المعهدين الديمقراطي والجمهوري تحت عناوين نشر الديمقراطية ووكذلك معهد صحافة الحرب والسلام الممول من المخابرات البريطانية وبعد ذلك رأينا منظمات فرنسية ودانماركية وهولندية والمانية وجميعها رفعت شعار خدمة المسيرة الديمقراطية العراقية.. .
       وقد رسمت هذه المنظمات خطط عملها وبما يخدم  مصالح  انظمتها السياسية على الساحة العراقية لكن المستغرب انذاك ان هذه المنظمات استقطبت العديد ممن عملوا مع مخابرات حزب البعث واجهزة امن صدام وجزء ممن كان يعمل في الماكنة الاعلامية الصدامية حيق التحقوا بالمخابرات الاجنبية فهم بلا مبادىء ولا قيم ولا ثوابت.
    وحيث كان  العمل المعلن هو خدمة الديمقراطية العراقية وتطويرها ورعايتها استمرت هذه  المنظمات في اعداد الدورات في بغداد  وكردستان على مدى سنين طويلة 
    وفي  وقت لاحق التحقت مجموعة من المدنيين او قل الناشطين في الفيسبوك وهم يعلنون  الادينية  او ا لالحاد او الماركسية لنجدهم عماد هذه  المؤسسات  ...
      وكان واضح للسلطات ا لامنية ا لعراقية تنسيق هؤلاء مع السفارات الامريكية والبريطانية والفرنسية وتلقي  التدريبات ثم العمل بعقود سنوية مع منظما ت ومعاهد  ظاهرها حقوقية او اعلامية فيما هي واجهات لاجهزة استخبارات د ول  كبرى ودول اقليمية لديها عقدة من النظام السياسي العراقي  لذلك ارتموا  في أحضان قناة الحرة الامريكية او او بث  برامج منحطة ومسيئة للذائقة العراقية كالبشير شو وامثاله مع تاسيس  مواقع  ووكالات أنباء وهمية وغير معرفة وغير معتمدة في نقابة الصحفيين او هيئة الاعلام والاتصالات ،مع مجاميع اخرى تعمل مع الصحافة السعودية  كالشرق الاوسط والحياة  وغيرها .
     التسريبات التي خرجت للعلن ان هناك مبالغ ضخمة جداً تدفع للعاملين في هذا الاطار ممن ينتظمون في كروبات وصفحات بيج باسماء متنوعة همها الرئيس هو ضرب الشعائر الحسينية وضرب الحشد الشعبي والترويج للالحاد والاستهزاء بالشيعة والاشارة الدائمة للامريكان باعتبارهم مخلصين للشعب العراقي من صدام . وكلنا يتذكر صولتهم في موضوع انتقال الدواعش الى دير الزور بعد الاتفاق مع السوريين وحزب الله.
    وفي  اثناء الحرب مع داعش كان  هؤلاء ( مجموعة معهد  صحافة  الحرب والسلام يستطيع القارئ البحث في الكوكل ومعرفة  الاسماء  )  عندهم  اصرار كبير  في على الدفاع عن البيشمركة وإظهارهم بمظهر العسكري الملتزم مع التغطية الكامة لأي خرق من خروقاتهم وعدم نشره بل وتفنيد وتسفيه ما ينشر ضدهم،فيما يهولون  و يفبركون ضد الحشد الشعبي ولعل الثلاجة تذكركم بما اقصد ؟ مما يدلل على ارتباط بعضهم بأجندة مسعود برزاني .مع عمل مبرمج للاساءة للشخصية الشيعية على جميع المستويات                             .
    وقد لوحظ في الفترة الاخيرة انتشار اسماء لصفحات كثيرة من هذه الانواع التي ذكرناها وقسم منها باسماء محافظات واخرى متنوعة وباسماء ناشطين في لندن ونيويورك والاردن  وتركيا وكردستان   مع عشرات الصفحات التسقيطية الممولة والتي تزور وتفبرك وتدبلج الفيديوهات وتنشر الموبقات . 
    واليوم نرى المشاركة الفعلية لهم في موضوعة التامر الامريكي  الاماراتي  السعودي الذي انكشف مراده اثناء التظاهرات السلمية التي انطلقت  في الشهر الماضي واصرارهم ا لكبير على حرف مسار التظاهرات ا لسلمية باتجاهات الصدام بين القوى الامنية والمتظاهرين ثم البدء بصفحات اخرى بغية تهديم بنية  الدولة العراقية   .
    وخصوصا في استخدامهم للحركات الدينية المنحرفة  كالصرخية واليمانية والمولوية و التي عملت بشكل واضح و علني صورته الكاميرات  وبث من الشاشات حيث الحرق لمباني الدولة ومنازل  المسؤولين  وضرب القوات الامنية بالقنابل ومهاجمة ا لقوات الامنية على  الجسور ا لبغدادية  وعمليات قطع الطرق وغيرها والتي اخرجت التظاهرات عن سلميتها .

    ولابد ان نشير ان  عمل هؤلاء في البدء ارتكز  على نشر  ظاهرة التسقيط والتشهير الى درجة ان تحولت فيها الى وباء خطير وسلعة رخيصة لكل من هب ودب ليعبر فيها أولئك المفلسون عن فشلهم وبغضهم للآخر ، وليبرهنوا فيها كذلك على لا انسانيتهم وانعدام القيم الاخلاقية والنوازع الانسانية لديهم ،ونجد ذلك    واضحا  في منشورات الفيسبوك .
    لذلك نجد ومع الاسف تماهي فئة الشباب والصبيان معهم الى حد كبير والذي زاد الامر سؤءا هو انعدام العمل الالكتروني الحكومي  حيث فشلت جميع الحكومات في  بناء  اعلام د ولة قوي يواجه التحديات  والذي فسح  المجا ل بشكل  واسع لهؤلاء مع بقاء الاحزاب  في صنميتها حيث لم تستخدم جيوشها الالكترونية ضد هؤلاء بل وظفتها في مهاجمة بعضها للبعض الاخر
    وهذه هي النتائج ا لتي نراها اليوم والحقيقة التي  لا تنكر عسى ان تستفيد الجهات ا لمختصة لمعالجة هذا الخلل الفاضح
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media